استمرار الجدل في بلجيكا بخصوص قضية إبعاد السودانيين
شبكة المدار الإعلامية الأوربية …_ لا تزال قضية السودانيين الذين تمت إعادتهم إلى بلادهم قبل أسابيع تثير الكثير من اللغط في الأروقة السياسية داخل البلاد، خاصة بعد ظهور تقارير عن تعرضهم لـ”سوء المعاملة والتعذيب” لدى وصولهم إلى الخرطوم. وكانت تقارير صادرة عن هيئات غير حكومية قد أكدت أن السودانيين الذين أعادتهم السلطات الفيدرالية البلجيكية إلى بلدهم بالتعاون مع حكومة الخرطوم قد تعرضوا لـ”انتهاكات”، ما أثار حالة لغط في أوساط أحزاب المعارضة وكذلك بين بعض أطراف الائتلاف الحاكم.ويتعرض رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل، لضغوط من قبل أعضاء في التيار الليبرالي الذي ينتمي إليه لدفعه للتعاطي بشكل أكثر شفافية مع الملف.ولازال ميشيل يرفض تحميل مسؤولية ما حدث لوزير الهجرة واللجوء في حكومته ثيو فرانكن، صاحب القرار في مسألة إعادة السودانيين إلى بلدهم، مشيراً إلى أنه ينتظر تحقيقاً مستقلاً حول الأمر.ولم يرق موقف ميشيل للعديد من السياسيين الذين يرون أن هذا “التراخي” سيلقي بظلال ثقيلة على المشهد السياسي برمته، فـ”بالنسبة للتيار الليبرالي لا نستطيع تحمل المزيد من الناحية الأخلاقية”، حسب كلام جيرارد ديبريه.وأوضح عضو التيار الليبرالي البلجيكي، وهو أيضاً عضو في البرلمان الأوروبي، أن هناك حالة ضيق لدى الأحزاب السياسية البلجيكية تجاه تصرفات تيار اليمين المتطرف الذي ينتمي إليه فرانكن، ويشكل أحد أقوى الأطراف في الائتلاف الحاكم.وأشار البرلماني الأوروبي، في تصريحات له اليوم، إلى ضرورة العمل من أجل كشف حقيقة ما حدث وتحديد المسؤوليات، نظراً لحساسية القضية على الساحتين الداخلية والأوروبية.وتحظر القوانين الأوروبية والدولية إعادة مهاجرين إلى بلد قد يتعرضون فيه لسوء المعاملة أو تنتهك فيه حقوقهم الأساسية.ويتهم التيار الليبرالي فرانكن بالمناورة والكذب بشأن حقيقة التعاون مع السلطات السودانية، وتفاصيل إبعاد هؤلاء الأشخاص وإعادتهم إلى بلادهم.وكان شارل ميشيل قد طلب يوم الجمعة الماضي بفتح تحقيق مستقل بما حدث، إلا أنه أفاد أن “هذا الأمر سيستغرق بعض الوقت”، حسب بيان صدر عن مكتبه.أما أحزاب المعارضة وعلى رأسها الحزب الاشتراكي، فتطالب باستقالة فرانكن، ووقفه عن ما وصفوه “التواطؤ” لإعادة مهاجرين غير نظاميين إلى بلادهم.وكان فرانكن قد برر تصرفه بالتأكيد على أن هؤلاء السودانيين الذين تواجدوا في بلجيكا قبل شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، كانوا رفضوا التقدم بطلبات لجوء لدى السلطات المختصة وأظهروا رغبتهم في التوجه نحو بريطانيا.وقد أشار فرانكن، في أكثر من تصريح له حول هذا الأمر، إلى أنه لم يكن يملك خياراً آخر، غير إعادة المهاجرين إلى بلدهم.
آكي