كلنا شيرين أبوعاقلة يا إسرائيل

إبراهيم عطا _كاتب فلسطيني

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية…_ليس لدينا ادنى شك في أن الشهيدة شيرين ابو عاقلة كانت على قائمة الاستهداف الصهيوني مثلها مثل كل من تحدى الاحتلال الصهيوني بهذه الجرأة وهذا الاقدام لنقل الصورة البشعة لجرائمه الى العالم اجمع، ومقتلها بهذا الشكل الفظيع لم يكن حادثا عرضيا وقع خلال تغطيتها لاقتحام قوات الاحتلال لمخيم جنين للاجئين الفلسطينين، انما هي جريمة اغتيال مخطط لها مسبقا ومنفذة عن سابق اصرار وترصد، لان شيرين ابو عاقلة لم تكن صحفية عادية ممن يغطون الحدث وينقلون الصورة الى الشاشة، بل كانت جزءا من الصورة الكاملة ومن الحدث نفسه، فبالاضافة الى تميزها بالجراة والاقدام في سبيل نقل حقيقة الاحتلال الشنيعة، فقد كانت جزءا من المقاومة الشعبية ومن يوميات النضال والصمود الفلسطيني، فقد كانت تقف مع امهات الاسرى والمعتقلين، وتعيش بين ابناء الشهداء ومع عائلات النازحين واللاجئين…،
وباغتيال شيرين ابو عاقلة يحاول الكيان الصهيوني اغتيال رسالة العمل الاعلامي الجريء وزرع الخوف في نفس كل صحفي فلسطيني يتمتع بمواصفات شيرين، فهي لم تكن اعلامية عادية ومحايدة، بل كانت منحازة ومنحازة جدا للحقوق الفلسطينية ولاصحاب الارض الحقيقيين بوجه الظلم والقهر الذي يمثله هذا الاحتلال الصهيوني البغيض، وتقف الى جانب الضحية التي لا حول لها ولا قوة بوجه الجلاد وبطشه اليومي وتخاذل العالم وتواطئه معه…
وعملية اغتيال شيرين ليست الجريمة الاولى من نوعها ولن تكون الاخيرة اذا تركناها تمر مرور الكرام، لان ما سبقها من مجازر وجرائم لم يكن اقل بشاعة او فظاعة وارهابا، فلا ننسى عملية اغتيال رزان المغربي المسعفة الغزية الجريئة ذات الواحد وعشرين عاما التي استهدفها القناص الصهيوني ايضا امام عدسات الكاميرات، ولا المناضلة الامريكية راشيل كوري التي دهستها جرافة الاحتلال لانها كانت تحاول التصدي لعملية هدم بيوت المواطنين الفلسطينيين، وكذلك الطفل محمد الدرة الذي كان يحتمي بجسد والده خلال الانتفاضة الباسلة، وفارس عودة الطفل المقدام الذي كان يواجه الدبابات الصهيونية بحجارته الصغيرة، ومئات الحالات التي اعدمها العدو امام مرأى العالم ومسمعه، ومرت دون حساب او عقاب ….
ونقول بالطبع لن تكون الاخيرة ما لم تتم ملاحقة هذا الاحتلال المجرم وعلى كافة المستويات لفضح اعماله الارهابية ولانتهاكه القوانين والاعراف الدولية، لذا، لا يجب ان ندع عملية تصفية شيرين تمر وتميع بين ادانات فاترة من بعض الدول العربية ودعوات باهتة لتشكيل لجان تحقيق دولية من بعض المنافقين في الدول الغربية، بينما الحقيقة بالنسبة لنا واضحة وضوح الشمس ولا تحتاج الا لعقاب قوي وفوري رادع يوقف العدو عند حده ويجبره على تطبيق القوانين والقرارات والشرائع الدولية ..
فكل التجارب السابقة تؤكد لنا انه حتى لو تشكلت مئات اللجان المحلية والعالمية ومئات من فرق التحقيق بالجرائم الصهيونية، وحتى لو توصلت هذه اللجان والفرق الى النتائج الفعلية، فذلك لن يضيف شيئا لعدالة القضية الفلسطينية لان كيان الاحتلال الصهيوني الرافض لتطبيق القرارات الدولية، والذي لا يتردد بقتل الاطفال بدم بارد وامام مرأى وعلى مسمع المجتمع الدولي والهيئات الدولية، لن تتبدل اخلاقه ولا سلوكياته العدوانية من خلال الادانات والتقارير والتحقيقات الجنائية…
اما الرد الصحيح على هذه وغيرها من الجرائم الصهيونية فيكون من خلال تكثيف اعمال المقاومة المسلحة والاعتصامات والاحتجاجات الشعبية، وتاجيجها في كل زاوية من الارض المحتلة، وبالسير قدما على نهج شيرين المتمثل بالعمل بجراة ومهنية في سبيل فضح فظائع الاحتلال وكل اعماله الاجرامية الى ان يتحقق النصر على اخر استعمار واحتلال على وجه الكرة الارضية…
واخيرا نقول لهم كلنا شيرين وكلنا شهداء واسرى ومعتقلين من اجل القدس وكل فلسطين، إن لم يكن اليوم او غدا، فبعد حين.

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية…_

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post أمير قطر بزيارة رسمية لإيران
Next post اليسار والحكومة الاسبانية