مهرجان كان وحضور خاص للفانين الغائبين

بوعلام غبشي

شبكة  المدار الإعلامية  الأوروبية …_ بعد غياب دام ثلاثين عاما عن السجادة الحمراء، يعود توم كروز إلى مهرجان كان بعمل جديد، هو فيلم “توب غان مافريك”، وهو تكملة لفيلم شهير ارتقى بسمعته للعالمية في 1986. ومنذ هذا التاريخ، جرت الكثير من المياه تحت الجسر، كما يقال، لكن جمهوره ظل وفيا له، وحضر بكثافة أمام السجاد الأحمر لمشاهدته وتحيته ومحاولة انتزاع توقيعه.

تضج الساحة السينمائية العالمية بالممثلين، لكن بعض الأسماء منهم لهم حضور خاص في الأعمال التي يقدمونها، ويستطيعون بالتالي بمهاراتهم الفنية الاستثنائية أن يسحروا جماهير واسعة من عشاق الفن السابع في مناطق مختلفة من العالم. والسينما الأمريكية أنجبت الكثير من هؤلاء لاعتبارات عديدة يطول الخوض فيها، ويعد النجم توم كروز أحد أبرز هذه النجوم التي ترصع سماء هوليوود.

ولا يمكن أن يمر حضور نجم من هذا المستوى في مهرجان كان السينمائي مرور الكرام، فوقفت عنده وسائل الإعلام الفرنسية والدولية الأربعاء كحدث هام، فيما تقاطر المعجبون منذ الساعات الأولى من صباح نفس اليوم، من كل حدب وصوب، على الكروازيت لإلقاء نظرة على هذا الممثل الستيني، الذي كتبت عنه إحدى الصحف الفرنسية أنه “يحتفظ بكل ملامح االشباب على الرغم من تقدم سنوات العمر وكأنه وضع في ثلاجة”.معجبون تحت شمس حارقة وبعضهم يحمل أسماء مستلهمة من أعماله

الساعة تشير إلى حوالي الرابعة بعد الظهر، أعداد كبيرة من المعجبين يصطفون في طابور طويل بانتظار التقدم نحو السجاد الأحمر، لعلهم يظفرون بنظرة إلى النجم الهوليوودي ولم لا توقيع منه، وإن كان “الأمر لا يبدو سهلا أمام هذا الحضور الكبير على الرغم من أنني هنا منذ الساعة التاسعة صباحا” تقول بولين، التي أتت من نواحي مارسيليا برفقة أخيها الصغير لرؤيته.

لعائلة بولين قصة خاصة مع الممثل الأمريكي. “جئت إلى هنا بصحبة أخي الصغير الذي اختارت له أمي اسم مافريك تيمنا بفيلم الممثل توم كروز، الذي كان يعني لها الشيء الكثير في مرحلة ما من العمر”، تقول بولين. ويضيف شقيقها “مافريك” أن “هذا الممثل هو قصة اسمي، ويهمني معرفة كل شيء عنه ورؤيته فعليا وليس فقط على شاشات السينما”.

أما سابين، في الأربعينات من العمر، أتت مع صديقتها من مدينة تولون، وتعتبر أنها لا يمكنها أن تضيع فرصة رؤية توم الفنان الأمريكي. “كروز يعني لنا الشيء الكثير خاصة في مرحلة شبابنا، ويمكن القول إني أتيت إلى هنا اليوم لمشاهدته لاستعادة ذكريات هذا الجزء من العمر”.

وبالرغم من أشعة الشمس الحارقة، فلا شيء يثني هؤلاء المعجبين والمعجبات عن الصمود في الطابور لساعات طوال بأمل أن يطل عليهم في أي لحظة أحد رموز سينما المغامرة. أيقونتهم جميعا الذي يرى فيه البعض منهم أحلامهم السينمائية كما هو حال سارة، التي أتت إلى كان مع صديقتها أومبر من مدينة سان تروبيه: “أنا هنا لأن حلمي أن أصبح يوما ممثلة، وكروز يمثل بالنسبة لي العديد من الأمور: الطاقة والأجواء الاحتفالية وغيرها. هو يوم جميل حقا”.

وتأخذ أومبر الكلمة من صديقتها سارة لتضيف: “أنا معجبة به لما يجسده من تميز كممثل معروف بمغامراته في الأعمال السينمائية”. وعند سؤالها ما الذي يغريها في هذا الممثل تحديدا، تجيب بابتسامة خجولة: “الجسد لا يهمني بالمرة. ما يروقني فيه هو موهبته الخارقة”.

وعلى غرار سارة، يحلم كوثر بأن يصبح يوما ممثلا. وجاء من مرسيليا خصيصا لرؤيته: “شاهدت الكثير من أفلامه. إنه ممثل كبير. أتمنى أنا بدوري يوما أن ألج ميدان التمثيل. هذا النوع من الممثلين يولد لدينا الأحلام. أحب روح المغامرة لديه، ممثل لا يخشى المخاطر، وسبق له أن أصيب أثناء تصوير أحد الأفلام. معجب بشجاعته. على الرغم من سنوات العمر لا يزال يواصل إمتاع المعجبين به”.

لحظة جميلة

كان للصحافة لقاء خاص مع الممثل الأمريكي، عبر فيه عن سعادته بوجوده في كان. وقال في كلمة له: “إنها لحظة جميلة بعد كل ما مررنا به خلال العامين الماضيين” في إشارة إلى جائحة فيروس كورونا، قبل أن يواصل: “إنه لشرف كبير أن أكون هنا معكم”.

ويرد على منتقدي اختياره لأعمال فيها نوع من المغامرة: “إذا قدمت مسرحية موسيقية أريد أن أغني، إذا قدمت فيلما راقصا أريد أن أرقص، عندما عملت “مهمة مستحيلة” لأول مرة، الكل قال لي إنها فكرة سيئة. لكن أردت الدفع بشكل من الفن وجعله ممتعا”.

وعلاقته بروح بالمغامرة تعود إلى مرحلة صباه، إذ حكى أنه قام في الرابعة من العمر بقفزة من نافذة مثل مظلي مستخدما بطانية، ومن حسن حظه نجا من أي أذى.

ممثل نجح في تأدية “المهمة المستحيلة

ويعود كروز إلى كان بعد 30 عاما من الغياب عن هذه التظاهرة السينمائية الدولية، لعرض فليمه “توب غان مافريك”، والذي من المرتقب أن يجلب جماهير واسعة لقاعات العرض السينمائية على غرار النجاح الذي حققه بجزئه الأول في 1986.

واختياره هذا التوقيت لإنجاز تكملة فيلم مر على إخراجه 36 عاما يبرره بالقول: “في 1986، كان الجميع يريد أن أنجز تكملة لـ’توب غان‘ لكني لم أكن مستعدا. كنت لا أزال أتعلم. أردت أن أكبر كفنان، أجوب العالم، وأجرب أنواعا مختلفة من الأفلام”.

وبمجرد وصوله على متن حوامة، توجه نحو السجاد الأحمرحيث تسابق المصورون لتأريخ اللحظة بعدساتهم وتدافع المعجبون لرؤيته. “أنا سعيدة فعلا اليوم، ومحظوظة، لأني شاهدت جسديا أفضل ممثل بالنسبة لي في العالم”، تقول كلودين وهي إحدى المعجبات بالفنان الأمريكي.

و”توم كروز هو أحد الممثلين في تاريخ السينما الذي حقق أكبر نجاح في اختياراته، في مشاريعه، في عمله”، بهذه العبارات أشاد مدير المهرجان تيري فريمو بتجربة بطل “المهمة المستحيلة” في كلمة له بمناسبة استقباله.

فرانس24

Previous post قصص المدار التاريخية((عن حياة روبرت كيوساكي))
Next post قراءة نقدية في مفهوم ”أوروبا المسيحية”-الهوية اليهودية المسيحية مجرد وهم والإسلام جزء من أوروبا-