تعزيز الإجراءات الأمنية في أوروبا  الإجراءات والمخاطر المحتملة

شبكة  المدار الإعلامية  الأوروبية …_ يبقى تنظيم “داعش” يمثل أكبر  تهديد للاتحاد الأوروبي. ولا تزال محاولات التنظيم مستمرة للتواصل  مع أنصاره في أوروبا لتحريضهم على شن هجمات. واعتمد الاتحاد الأوروبي توجيهاًت بشأن مكافحة الإرهاب وعزز القواعد الجديدة والإطار القانوني لمنع الهجمات الإرهابية. كذلك تمديد فترة العقوبات على االمدرجين ضمن قائمة الاتحاد الأوروبي للإرهاب. وتفويض أقوى لليوروبول، ليكون قادرًا على زيادة دعمه للدول الأعضاء في مكافحة الإرهاب والتصدي للتهديدات الأمنية.

تهديدات “الجهاديين” لأوروبا – مكافحة الإرهاب

اقترحت مجلة تدعم تنظيم “القاعدة” علانية أن يحصل أنصارها بطريقة ما على أسلحة يتم تسليمها إلى المدنيين في أوكرانيا، ثم استخدامها ضد دول أوروبا. فحتى الآن، لا يبدو أن فكرة شن هجمات إرهابية في الوقت الذي تشتت فيه أوكرانيا انتباه الغرب قد استحوذت على اهتمام أوروبا وفقا لـ”DW” في 17 مايو 2022. وحذرت إيطاليا وفقا لـ”روسيا اليوم” في 13 مايو 2022 من اندلاع حرب في قلب أوروبا تضعف العالم بأسره، ومن خطر استئناف موجة جديدة للإرهاب، إذا تفاقمت الأزمات الغذائية، الإنسانية والطاقية. لأن هناك فصائل وفروع محلية من تنظيمي “داعش” والقاعدة لم يتم هزيمتها بالكامل أبدا.

وكان قد دعا تنظيم داعش مقاتليه إلى الثأر لمقتل قادته والاستفادة من الحرب الروسية في أوكرانيا لشن هجمات في أوروبا. ودعا جميع الجهاديين إلى استئناف الهجمات في أوروبا واستغلال الغزو الروسي الراهن لأوكرانيا وفقا لـ”العرب اللندنية” في 19 أبريل 2022. ويرى “فرانشيسكو ماروني” الباحث المشارك في معهد الدراسات السياسية الدولية (Ispi)، أنه “لا يمكن استبعاد أن يريد تنظيم (داعش) أو أحد ذئابه المنفردة الثأر لموت زعيمه (أبو إبراهيم الهاشمي) القريشي”.

وأضاف “النظر إلى الأحداث السابقة يثبت أن الأمر لا يمثل خطراً كبيراً جداً”، لكن “ينبغي رفع مستوى الحذر في أوروبا أيضًا، انتظاراً لإعلان الخليفة الجديد، وهي لحظة حساسة بالتأكيد”.وحذر الخبير من أن “الخطر قائم”، مؤكداً أن تفعيل “خلية واحدة يكفي لشن هجوم”. وأشار إلى أن “السنوات الأخيرة، لم تشهد هجمات خطيرة جداً من حيث الخسائر في الأرواح في الغرب”، بل “كانت هناك عمليات قليلة لذئاب منفردة، نفذّت بخطط بسيطة للغاية” وفقا لـ”وكالة أكي” في 4 فبراير2022.

تمديد فترة العقوبات للعناصر الخطرة – مكافحة الإرهاب

مدد الاتحاد الأوروبي وفقا لـ”يورونيوز” في 3 فبراير 2022، فترة العقوبات على االمدرجين ضمن قائمة الاتحاد الأوروبي للإرهاب لـ(6) أشهر إضافية، وتحدد قائمة الاتحاد الأوروبي للإرهاب الأشخاص والجماعات والكيانات الخاضعة لإجراءات تقييدية بهدف مكافحة الإرهاب. وذكر الاتحاد الأوروبي أن القائمة تضم أساسا (13) شخصاً و(21) جماعة وكياناً يخضعون جميعاً لتجميد الأموال وغيرها من الأصول داخل الاتحاد الأوروبي

يحظر قرار الاتحاد الأوروبي في ضوء هذا الإجراء “التعامل مع الأشخاص والكيانات المدرجة في قائمة الإرهاب الخاصة بالاتحاد الأوروبي، بما يشمل توفيرالأموال والموارد الاقتصادية لهم”. وكان قد أعلن الاتحاد الأوروبي تمديده فرض العقوبات ضد تنظيمي داعش والقاعدة حتى 31 أكتوبر 2022. وتشمل العقوبات حظر السفر إلى دول الاتحاد الأوروبي وتجميد الأصول للأفراد والمجموعات والكيانات المرتبطة بتنظيمي داعش والقاعدة. وأفاد الاتحاد الأوروبي إن هذا “النظام” يسمح للدول الأعضاء بفرض تدابير تقييدية على أولئك الذين يدعمون ويحرضون على الأعمال الإرهابية أو يجنّدون أفراداً نيابة عن داعش والقاعدة” وفقا لـ”يورونيوز” في 18 أكتوبر 2022.

يقول “إيلكا سالمي” منسق الاتحاد الأوروبي لمكافحة الإرهاب وفقا لـ”يورونيوز” في 14 يناير 2022 إنه لا يزال يتعين علينا أن نتذكر أن الإرهاب موجود. إذا أخذنا في الاعتبار، على سبيل المثال، وجهات النظر الإسلاموية الراديكالية أو الجهادية، فإن الأيديولوجيا لا تزال موجودة حتى لو هُزمت الخلافة في سوريا. وعلينا أن نكون مستعدين لذلك. وأضاف سوء الحظ، فإن التهديد الإرهابي قائم باستمرار. حتى يجب أن نقول أنه جزئيا، ربما يكون قد ارتفع. لا يمكننا القول إنه اختفى تماما.

توسيع صلاحيات اليوروبول – مكافحة الإرهاب

رحبت  المفوضية الأوروبية  بالاتفاق السياسي بين البرلمان الأوروبي والمجلس بشأن تفويض أقوى لليوروبول ، وكالة الاتحاد الأوروبي للتعاون في إنفاذ القانون. بموجب هذا التفويض ، يكون اليوروبول قادرًا على زيادة دعمه للدول الأعضاء في مكافحة الإرهاب والتصدي للتهديدات الأمنية وفقا لـ” ec.europa.eu ” في  2 فبراير 2022 وأبرز ما يشمله التفويض المحدث ما يلي:

  • يتمكن اليوروبول من تلقي البيانات وتحليل هذه البيانات لتحديد الدول الأعضاء التي يمكنها فتح تحقيقات في الجرائم ذات الصلة.
  • يكون اليوروبول قادرًا على اقتراح أن تدخل الدول الأعضاء في نظام معلومات شنغن المعلومات الواردة من دول خارج الاتحاد الأوروبي بشأن المقاتلين الأجانب.
  • يؤدي ذلك إلى إتاحة هذه المعلومات مباشرة للضباط على الحدود الخارجية للاتحاد وداخل منطقة شنغن. فـ”اليوروبول” له دور داعم في إصدار تنبيهات إعلامية عن المقاتلين الأجانب.
  • إتاحة دور جديد لليوروبول في البحث والابتكار لتحديد الاحتياجات التكنولوجية الجديدة لإنفاذ القانون ، مما يساعد على تزويد سلطات إنفاذ القانون الوطنية بأدوات تكنولوجيا المعلومات الحديثة لمكافحة والإرهاب.

تعزيز التعاون بين أجهزة الاستخبارات الأوروبية

ذكرتحليل لـ ” foreignpolicy”  في 26 أبريل 2022 أن تنظيم داعش، ورغم أنه لم يهزم كليا، إلا أنه باتت قدراته ضعيفة  على شن ما هجمات” الذئاب المنفردة”. وأصبح لايملك الموارد البشرية الكافية لشن هجمات إرهابية في دول أوروبا والغرب. وتدهورت شعبيته التى كانت تدفع المتعاطفين معه في أوروبا لشن هجمات إرهابية. تحليل وتقييم الهجمات الإرهابية التي تبناها تنظيم داعش منذ هزيمته تظهر أنه لا يزال ضعيفا، وأن معظم أنشطته عبارة عن حث أنصاره في الغرب على تنفيذ عمليات. وساهم في ذلك أنه لم  يعد يسيطر موارد مالية أو أقتصادية كآبار النفط لإدارة شؤونه وتمويل هجماته .

وأكد تحليل ” foreignpolicy” أن التعاون بين أجهزة الاستخبارات الأوروبية ونظيراتها في الشرق الأوسط أصبح أقوى بكثير مما كان عليه في السابق، إذ تم القبض على أعضاء في تنظيم “داعش” في عدة دول أوروبية، وأرسلت محاكماتهم اللاحقة “رسالة ردع” للمجندين المحتملين، مشيرا إلى أن الانضمام إلى التنظيم لم يعد “جذابا” كما كان في السابق للمتطرفين في أوروبا. فعلى سبيل المثال ألقي القبض على (5) أشخاص في إسبانيا بتهمة إعداد مجندين محتملين لداعش وتمويل التنظيم في ليبيا.في عمليتين منفصلتين لمكافحة الإرهاب ، وداهمت الشرطة الوطنية الإسبانية مشتبه بهم في برشلونة وجيرونا وفالنسيا ومليلية. وتورط المشتبه به الرئيسي استخدم شبكة معقدة من الشركات ذات الوجود الدولي لتحويل الأموال إلى جماعة في ليبيا لها صلات بداعش وفقا لـ” thenationalnews” في 14 فبراير 2022 . 

 يأتي التركيز المتجدد والمستمرعلى مكافحة المحتوى والأيديولوجيات المتطرفة على الإنترنت في وقت تتزايد فيه الأنشطة المتطرفة. الذي أدى  بدوره إلى تضخيم المخاوف بشأن اليمين المتطرف والإسلاميين وأنواع أخرى من التطرف. مادفع الاتحاد الأوروبي إلى تشديد الإجراءات والقوانين التي تجبر منصات التواصل الإجتماعي على الإنترنت على إزالة أو منع الوصول بسرعة إلى محتوى متطرف على الإنترنت.

استخدام المقاطع الصوتية والموسيقية لنشر التطرف – مكافحة الإرهاب

حكم على ناشط نمساوي يميني متطرف بالسجن (10) سنوات وفقا لـ”مونت كارلو” في 31 مارس 2022 في النمسا، بتهمة بنشر أغان تمجّد النازية الجديدة على الإنترنت، استخدم إحداها منفذ هجوم معاد للسامية في ألمانيا عام 2019، وتعرّف المحققون إلى هذا النمساوي المحتجز والذي يختبئ وراء الاسم المستعار “مستر بوند”، من خلال حساب ” PayPal ” الخاص به. حيث استخدام كلمات تمجد التطرف ومعاداة السامية والعنصرية وكره الأجانب. وكان الناشط يدعو منذ العام 2016 أعضاء منتديات النازيين الجدد إلى تنفيذ هجمات إرهابية.

جمع التبرعات واستخدام العملات المشفرة – مكافحة الإرهاب

رصد تقرير بحثي لـ”SITE Intelligence Group”إعلانات نشرها قادة ميليشيات يمينية في فرنسا وفنلندا وأوكرانيا، يحثون فيها أنصارهم على الانضمام إليهم للقتال دفاعاً عن أوكرانيا، في مواجهة الهجوم الروسي. ففي إعلان نُشر على تطبيق المراسلة تليغرام، قبل وقت قصير من الهجوم الروسي على أوكرانيا، دعا زعيم الجناح السياسي لكتيبة “آوزف” إلى “تعبئة كاملة” للمجموعة، ووجَّه المتطوعين إلى مسارات الالتحاق بالمجموعة عبر الإنترنت. ونشرت مجموعة “Carpathian Sich” الأوكرانية معلومات تلقي التبرعات على قناتها على تطبيق تليغرام، سعياً للحصول على أموال من متابعيها عبر تطبيق “PayPal”، أو بالعملات المشفرة مثل “بيتكوين وإيثريوم”. انتشرت الإعلانات ذاتها على مواقع إلكترونية عديدة من مواقع اليمين المتطرف في فنلندا وفرنسا، مثل موقع “OC “، الذي نشر بياناً مؤيداً لأوكرانيا على قناته على تليغرام  وفقا لـ” New york times ” في 26 فبراير 2022.

المنصات البديلة شكل متزايد ساحة تدريب لجيل جديد من المتطرفين – مكافحة الإرهاب

تمتزج الدعوات العلنية للتطرف العنيف على منصات مثل ” Telegram و BitChute و Odysee ”  من المتطرفين اليمينيين بسلاسة مع الادعاءات المزيفة حول “COVID-19″، بناءً على مراجعة “POLITICO ” في 25 يناير 2022 لآلاف الرسائل ومقاطع الفيديو والتعليقات عبر هذه المنصات الثلاثة ، باللغتين الإنجليزية والفرنسية ، والألمانية. وأصبحت  المنصات البديلة بشكل متزايد ساحة تدريب لجيل جديد من المتطرفين للاستفادة من دعمهم على هذه الشبكات لإثارة المعارضة على وسائل التواصل الاجتماعي. وأشارت ” POLITICO” إلى أن حتى مع اتخاذ ” Facebook و YouTube و Twitter ” إجراءات غير مسبوقة لإزالة نظريات المؤامرة والمحتوى المتطرف لـ COVID-19 ، ومعظمها بلغة غير إنجليزية ، فإنه لا تزال هذه المواد تتنقل عبر شبكاتهم.

تطبيق “Telegram” ملاذ للمتطرفين – مكافحة الإرهاب

اكتسبت “Telegram ” شعبية متزايدة في ألمانيا بين عامي 2018 و 2021، وارتفعت نسبة مستخدمي المراسلة الذين يستخدمون Telegram بانتظام من (7٪ إلى 15٪ ) ، وفقًا لمسح أجرته شركة “Statista ” لتحليل البيانات الألمانية وفقا لـ”DW” في 19 يناير 2022. وأفادت وزارة الداخلية، أن الحكومة قد تفكر في حظر تطبيق “Telegram” باعتباره ملاذا لمتطرفين. وبينما يقول خبراء التكنولوجيا إن الإجراءات الصارمة على “Telegram” قد فات موعده ، إلا أنهم يحذرون من أن القواعد الأكثر صرامة وحدها لن تحل المشكلة. ففي عام 2017 ، أصدرت ألمانيا قانونًا لتطبيق هذا النهج على الإنترنت أيضًا. يتطلب قانون إنفاذ القانون على الشبكات ، المعروف باسم “NetzDG “، من منصات الوسائط الاجتماعية الكبيرة إزالة المواد غير القانونية بسرعة أو مواجهة غرامات عالية. 

كيف تستفاد الجماعات المتطرفة من تطبيق “TikTok”

يقول ” إيلكا سالمي” منسق الاتحاد الأوروبي لمكافحة الإرهاب أود أن أتحدث بشكل أساسي عن اثنين ..  في الواقع ثلاثة أشياء. الأول هو أن الجهادية أو التهديد الإسلامي الراديكالي لا يزال قائما. ثانيا، لقد رأينا بالفعل تطرفا يمينيا، خاصة التطرف اليميني الأبيض العنيف، الذي بات أكثر بروزا في أوروبا. القضية الثالثة، بالطبع، هي تطور التكنولوجيا. تساهم التكنولوجيا الجديدة أيضا في نشر خطاب الكراهية أو المحتوى الإرهابي عبر الإنترنت وفقا لـ”يورونيوز” في 14 يناير 2022.

تشر “معهد الحوار الاستراتيجي” وفقا لـ” POLITICO” في 21 أغسطس 2021 بحثا خلاصته أن المجموعات المتطرفة المنتشرة في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة –  استفادت بميزات “TikTok” سهلة الاستخدام ، بما في ذلك القدرة على إنشاء محتوى فيروسي لافت للنظر في غضون ثوانٍ على الهاتف الذكي ، لجلب رسائل الكراهية إلى ملايين المستخدمين الشباب في الغالب. يتضمن ذلك الاعتماد على ما يسمى بوظيفة “الدويتو” الخاصة بشركة التواصل الاجتماعي ، والتي تسمح للناس بربط مقاطع الفيديو الخاصة بهم إلى جانب مقاطع الفيديو الخاصة بالآخرين للترويج للمحتوى متطرف. حيث استندت الجماعات المتطرفة أيضًا إلى الاستخدام الواسع النطاق للموسيقى على “TikTok” لدمج الأغاني البيضاء والمعادية للمسلمين في مقاطع الفيديو الفيروسية الخاصة بهم. وتم البحث في ” TikTok” عن الحسابات التي تروّج للمحتوى المتطرف والعنصري. وفي المجمل ، وجد الباحثون (491 ) حسابًا شاركوا (1030) مقطع فيديو متطرفًا بين 4 يونيو و 30 يونيو2021.

جهود أوروبية لإزالة المحتوى المتطرف

أجرت السلطات في (6) دول أوروبية عملية مشتركة لإزالة المحتوى والدعاية المتطرفة على”SoundCloud” وفقا لـ”يورونيوز” في 20 مايو 2022. العملية واسعة النطاق هي جزء من شراكة مستمرة بين وكالة إنفاذ القانون في الاتحاد الأوروبي و ” SoundCloud” لمكافحة التطرف على الإنترنت والراديكالية. وأكدت وكالة إنفاذ القانون التابعة للاتحاد الأوروبي”يوروبول” إنه تمت إزالة مئات الملفات غير القانونية من منصة بث الموسيقى الألمانية. وقاد التحقيق مكتب الشرطة الفيدرالية الألمانية ، جنبًا إلى جنب مع السلطات في الدنمارك والمجر والبرتغال وإسبانيا والمملكة المتحدة. وأعلنت السلطات الألمانية إنها أبلغت عن (1100) ملفًا شخصيًا وملفًا صوتيًا على ” SoundCloud” بين 5 و 13 مايو 2022. وشملت الملفات “هتافات جهادية بعدة لغات بالإضافة إلى مقاطع صوتية تروج للجماعات العنيفة واليمينية المتطرفة”.

أنجز الاتحاد الأوروبي تشريعا “تاريخيا” لتنظيم عمل القطاع الرقمي ، ما من شأنه تحسين جهود المكافحة على أصعدة مختلفة بينها الدعوات إلى العنف أو حملات التضليل أو تقليد المنتجات.ومن شأن هذا النص زيادة حس المسؤولية لدى المنصات الرقمية العملاقة مثل فيسبوك وأمازون، من خلال إجبارها على إزالة المحتوى غير القانوني والتعاون مع السلطات وفقا لـ”” في 23 أبريل 2022.

أعلن وزير الداخلية الفرنسي “جيرالد دارمانان” وفقا لـ”روسيا اليوم” في 24 يناير 2022، الإغلاق الوشيك لموقع “La Voie droite” الذي يبث، “محتوى سلفيا يدعو إلى الكراهية والجهاد”. وأضاف في تصريحات نقلتها صحيفة “لوفيغارو”: “هذا موقع مهم للغاية وهو موجود منذ عام 2012. لقد تمكنا من إجراء الترتيبات حتى نتمكن في غضون ساعات، أو في غضون أيام قليلة، من إغلاق هذا الموقع ومعاقبة الأشخاص الذين سيستمرون في إبقائه نشطا”. ويعرض موقع “La Voie droite” (الصراط المستقيم) مقاطع صوتية ومؤتمرات وخطبا يلقيها على وجه الخصوص الإمام ” إبراهيم أبو طلحة ” ، الذي تم فصله بعد اغتيال أستاذ الجغرافيا والتاريخ ” صمويل باتي ” في أكتوبر 2020.

أعلنت مصادر أمنية إيطالية أن ميزانية نشاط مكافحة ظاهرة ما يسمى بالإرهاب السيبراني، وبشكل عام التطرف على الإنترنت عام 2021، تمخضت عن عمليات تحقق من (117) ألف موقع إلكتروني، من بينها (1095) تم تصنيفها بمحتوى غير قانوني، مما أدى إلى حجب (471) منها. وذكرت المصادر الأمنية أنه “فيما يتعلق بأنشطة التحقيق في هذا القطاع، تم الإبلاغ عن (39) شخصًا. على وجه الخصوص، تم تحميل (3 ) أشخاص مسؤولية أنشطة ترتبط بالدعاية الجهادية، (29) بالتطرف اليميني و(29)7 بالحركات الفوضوية وفقا لوكالة”أكي الإيطالية” في 4 يناير 2022.

**

محاربة التطرف في أوروبا ـ اليمين المتطرف

يواجه الاتحاد الأوروبي تهديدا متزايدا من الإرهاب اليميني المتطرف و “عصر جديد من نظريات المؤامرة”.  حيث هناك  صعود للإيديولوجيات اليمينية المتطرفة، بالتزامن مع محاولات اليمين المتطرف أيضًا الاستفادة من المخاوف الاجتماعية المتعلقة بالمناخ والقضايا البيئية للاستقطاب والتجنيد وتشجيع الهجمات المنفردة بين المتطرفين اليمينيين. والتسلل داخل الأجهزة الأامنية الأوروبية.

تحذيرات استخباراتية من التطرف اليميني – مكافحة الإرهاب

أصبح المتطرفون اليمينيون يمثلون تهديدًا إرهابيًا أكبر من أي وقت مضى في أوروبا، وفقًا لأجهزة المخابرات والشرطة في الاتحاد الأوروبي. وأكدت الرئاسة الفرنسية للاتحاد الأوروبي في مذكرة داخلية حديثة للدول الأعضاء في 29 أبريل 2022  اطلعت عليها ” EUobserver” “تواجه عدة دول أوروبية تهديدًا متزايدًا من المتطرفين اليمينيين العنيفين”.

حذرت وكالة الأمن والاستخبارات الهولندية (AIVD) في تقريرها  في 29 أبريل 2022 أن احتمال وقوع هجمات إرهابية من قبل الجماعات اليمينية المتطرفة في البلاد آخذ في الازدياد. ووفقًا للتقرير، فهناك خطر من أن تؤدي الأيديولوجيات المتطرفة في البلاد إلى تصاعد التطرف العنيف. كما أولت المخابرات اهتمامًا وثيقًا للحركة اليمينية المتطرفة المعروفة باسم “accelerationism” وتم التأكيد على أن لدى هذه الجماعات “عدة مئات من الأتباع” ، وأن حجم هذه الحركات سيرتفع. وأضاف التقرير أنه “من المتوقع أن أقلية صغيرة فقط سوف ترغب في استخدام العنف الإرهابي بنفسها ، لكن من الصعب التكهن بمن سيتخذ هذه الخطوة”. 

التسلل داخل الأجهزة والمؤسسات العسكرية – مكافحة الإرهاب

أكدت وزارة الداخلية الألمانية إن تقريرًا رسميًا وجد أدلة ملموسة على التطرف اليميني في أكثر من (300) حالة داخل وكالات الأمن الألمانية الكبرى. فحص التقرير (860) حالة مشتبه بها من يوليو 2018 إلى يونيو 2021. قام التقرير بتقييم الحوادث المشتبه بها للتطرف اليميني وكذلك أعضاء مشتبه بهم في حركة “Reichsbürger” ، التي لا تعترف بسلطة الدولة الألمانية الحديثة. وشملت الأنشطة المتطرفة المشاركة في أحداث يمينية متطرفة ، والمشاركة في مجموعات دردشة متطرفة ، فضلاً عن إقامة علاقات مع الأحزاب والمنظمات المتطرفة. في بعض الحالات، تبين أن بعض أفراد الأجهزة الأمنية شاركوا في هتافات من الحقبة النازية مثل “Sieg Heil” أو “Heil Hitler” ، بالإضافة إلى تقديم تحية هتلر وفقا لـ”DW” في 13 مايو 2022.

ما الذي يريده اليمين المتطرف من الدعاية المتطرفة؟ – مكافحة الإرهاب

تعرض مسجد في مدينة “ميتز” شرق فرنسا لأضرار ، إثر إلقاء زجاجات حارقة على المسجد وفقا لـ”روسيا اليوم” في 7 مايو 2022. ألقت الأجهزة الأمنية القبض على (4) أعضاء في جماعة يمينية متطرفة، بسبب “التخطيط لهجمات تفجيرية وأعمال عنف أخرى”.كما اتهم المشتبه بهم الذين تتراوح أعمارهم بين 41 و55 عاما من جماعة “الوطنيون المتحدون” بالتخطيط لعملية “اختطاف شخصيات عامة معروفة”. وكان وزير الصحة ” كارل لوترباخ ” من بين المستهدفين، لأن هذه الجماعة تعارض التقييدات المتعلقة بإجراءات مكافحة فيروس كورتا ةفقا لـ”روسيا اليوم” في 14 أبريل 2022.

أعلن السياسي الدنماركي السويدي اليميني المتطرف “راسموس بالودان” عن تنظيم سلسلة من التجمعات في جميع أنحاء السويد، ، يخطط خلالها لإحراق المصحف. وقوبلت مسيراته الأولى باحتجاجات مضادة تصاعدت إلى أعمال شغب واشتباكات. يقول” أندرس ويدفيلدت” أستاذ السياسة في جامعة “أبردين” في اسكتلندا والذي أجرى أبحاثاً عن الحركات اليمينية والشعبوية في الدول الاسكندنافية ،لـDW في 22 أبريل 2022 “هذا هو بالضبط نوع الدعاية ورد الفعل العنيف الذي يريده ” بالودان ” حتى يتمكن من الإشارة لذلك. وأضاف “هذا يظهر نوع المجتمع الذي أنشأته السويد من خلال التراخي الشديد بشأن الهجرة”. وأن “بالودان” استخدم في السابق نفس الطريقة في الدنمارك. 

جهود أوروبية للتصدي للتطرف اليميني – مكافحة الإرهاب

أحبطت شرطة مكافحة الإرهاب وأجهزة المخابرات البريطانية منذ مارس 2017،  (32) مخطط إرهابي من بينها (12) مرتبطةعن أيديولوجية إرهابية يمينية متطرفة وفقا لـ”theguardian” في 16 مايو 2022 . وإن (41٪) من اعتقالات مكافحة الإرهاب في عام 2021 كانت لمشتبهين من اليمين المتطرف. وهناك (19) من بين (20) طفلاً اعتقلوا في لارتكابهم جرائم إرهابية كانوا على صلة بإيديولوجية يمينية متطرفة. ولا تزال نسبة التحقيقات في مكافحة الإرهاب حوالي (6) إسلاميين لكل (1) من اليمين المتطرف.

طرحت وزيرة الداخلية الألمانية “نانسي فيزر” وفقا لـ”العرب اللندنية” في 16 مارس 2022 خطة من (10) نقاط تتضمن تسهيل نزع سلاح اليمينيين المتطرفين وتسريع استبعادهم من قطاع الخدمة العامة، في وقت تحذر فيه أجهزة الاستخبارات من تزايد عنف المتطرفين اليمينيين وتهديدهم للسلم المجتمعي. وسيتم إنشاء مركز للتنسيق في المكتب الاتحادي لحماية الدستور من أجل تقديم مشورات للهيئات الاتحادية التي يوجد في صفوفها يمينيون متطرفون ورصدت برلين مؤخرا (35) مليون يورو لدعم البحث العلمي في موضوع معاداة السامية والعنصرية وكراهية الأجانب.. وأوضحت فيزر أن هناك نحو (1500) يميني متطرف لديهم تصاريح تخوّل لهم حمل أسلحة في الوقت الراهن.

أعلن الاتحاد الأوروبي أن “يورغ ميوثن” الزعيم المشارك السابق لحزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف ، فقد حصانة مندوبه في البرلمان الأوروبي بعد تصويت زملائه في البرلمان وفقا لـ”DW”  في 15 فبراير 2022. ولا يوجد الآن ما يقف في طريق تحقيق جنائي في مزاعم بأن ” موثن ” وافق بشكل غير قانوني على أموال لتمويل حملة انتخابية لصالح حزب البديل من أجل ألمانيا في ولاية ” بادن فورتمبيرغ ” في عام 2016. حيث اتُهم بمحاولة التستر على تبرع حزبي غير قانوني بنحو (90)  ألف يورو من شركة علاقات عامة سويسرية. من غير القانوني للأحزاب الألمانية تلقي الأموال من خارج الاتحاد الأوروبي.

فرضت محكمة جنايات باريس، غرامة مالية قدرها (10) آلاف يورو على المرشح “إريك زمور”  الرئاسي اليميني المتطرف السابق  بسبب خطاب يحض على الكراهية العنصرية بعد أن وصف الأطفال المهاجرين غير المصحوبين بذويهم بـ “اللصوص والقتلة والمغتصبين” وفقا لـ” rfi.fr” في 17 يناير 2022.

تأثير اليمين المتطرف على السياسات الأوروبية

تنتشر في دول أوربا أحزاب اليمين المتطرف ، أبرزها حزب الحريات اليميني المتطرف في هولندا، حزب الجبهة الوطنية الفرنسية، ،وهو أول حزب استخدم الإسلاموفوبيا، في دعايته السياسية وحملته الانتخابية، للتخويف من المسلمين، والحزب النمساوي اليميني الشعبي، والحزب اليميني الشعبي الدنماركي وحزب البديل من أجل ألمانيا الألماني. تشترك معظم تلك الأحزاب، في رؤيتها المناهضة للمهاجرين. ومما يزيد من مخاوف الجاليات المسلمة في أوربا، هو السعي من قبل بعض الحكومات الأوربية وأحزابها السياسية، للمزايدة على ما تطرحه أحزاب اليمين المتطرف، عبر تبني خطاب يتماهى مع خطاب تلك الأحزاب، بهدف كسب مزيد من الأصوات الانتخابية، وهو ما يدفع الحكومات إلى اتخاذ خطوات ضد الجاليات المسلمة لتعزيز موقعها في الشارع الانتخابي وفقا لـ”BBC”  في 18 أبريل 2021.

**

مكافحة الإرهاب في أوروبا ـ عودة المقاتلين الأجانب

تطرح ظاهرة عودة  المقاتلين الأجانب الأوروبيين من مناطق الصراعات معضلة أمنية وسياسية معقدة بشكل خاص على المستوى الأوروبي في مجال مكافحة الإرهاب. وطبق الاتحاد الأروبي والدول الأوروبية العديد من الإجراءات والتدابيرللتصدي للمقاتلين الأجانب والاستجابة للتهديد الإرهابي الذي يشكلونه. و تواجه الدول الأوروبية تحديًا لإعادة مقاتليها الأجانب وعائلاتهم إلى أوطانهم. وغالبًا ما كانت الدول الأوروبية مستعدة فقط لإعادة الأيتام إلى أوطانهم بمبدأ كل حالة على حدة.

ملاحقات أمنية للعائدين في الدنمارك 

بدأت السلطات الدنماركية التخطيط لإجلاء (5) أطفال دنماركيين من أبناء مقاتلي داعش في مخيم الروج  دون إجلاء أمهاتهم. يأتي القرار بعد أن أشار تقرير طبي جديد إلى معاناة  العديد من الأطفال. وقد دفع التقرير حزب الشعب الاشتراكي واليسار الراديكالي للضغط على الحكومة لجلب الأطفال إلى الدنمارك. لكن بسبب انخراط الأمهات في تنظيم “داعش”، قرر الحزب الاشتراكي الديمقراطي منعهن من العودة. وفي حال حضرت الأمهات إلى الدنمارك، فسيتم ملاحقتهن وسجنهن بسبب انتمائهن إلى تنظيم “داعش” ، وكذلك فصلهن عن أطفالهن وفقا لـ”euractiv” في 11 أبريل 2022 .

ضغوطات لاستعادة أطفال عناصر داعش الفرنسيين

تنتهج باريس، خلافاً لجيرانها الأوروبيين وبينهم ألمانيا التي استعادت “قسمًا كبيرًا” من الأطفال، سياسة الإعادة بشكل شحيح. وتواصل فرنسا قدر المستطاع ـ حسبما ذكرت الخارجية الفرنسية ـ استعادة أطفال جهاديين محتجزين في سوريا، واستبعاد البالغين منهم. وإلى الآن استعادت فرنسا (35) طفلا غالبيتهم من اليتامى. وهناك نحو (80) امرأة فرنسية كن قد التحقن بتنظيم “داعش” و(200) طفل، من ضمن المحتجزين في مخيمات لدى الأكراد في شمال شرق سوريا.

ولايزال هناك ضغوطات من برلمانيين ومنظمات غير حكومية واللجنة الوطنية الاستشارية لحقوق الإنسان على السلطات الفرنسية لإعادة أطفال داعش المحتجزين وفقا لـ”مونت كارلو” في15 فبراير 2022. دعا تجمع يضم عائلات وأقارب جهاديين فرنسيين الرئيس الفرنسي ” إيمانويل ماكرون ” إلى إعادة الأطفال “المحتجزين في سوريا” و “المحرومين من طفولتهم في سجون مفتوحة” خلال فترة ولايته الثانية وفقا لـ”swissinfo” في 27 أبريل 2022.

بريطانيا تتسلم أطفال عناصر”داعش

سلمت الإدارة الذاتية التابعة لـ”قوات سورية الديمقراطية” (قسد)، وفقا لـ”العربي الجديد في 6 أبريل 2022، إلى وفد بريطاني، طفلين من ذوي عناصر تنظيم “داعش”   وتمت عملية التسليم بعد لقاء مع نائب القنصل البريطاني في أربيل”جيمي هاميل” وكشفت نائبة الرئاسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية، ” عبير إيليا “، عن مناقشة ملف أطفال ونساء عناصر “داعش” مع الوفود الزائرة للمنطقة لحله كليا، وأنهم مستمرون في هذا إلى حين ترحيل آخر فرد من عوائل “داعش” إلى بلدانهم الأصلية، تمهيداً لدمجهم في مجتمعهم.

توقيف العائدات من نساء داعش في ألمانيا

أعلنت النيابة الفيدرالية في ألمانيا وفقا لـ”اندبندنت عربية” في 31 مارس 2022  توقيف (4) ألمانيات في فرانكفورت، انضممنَ إلى تنظيم “داعش”، غداة عملية إعادة (10) نساء و(27) طفلاً إلى البلاد، كانوا محتجزين في مخيم كردي في شمال شرقي سوريا. وأجرت ألمانيا (5) عمليات من هذا النوع في المجمل، أتاحت إعادة (91) شخصاً، معظمهم أطفال(69) وأُحيلت أمهات متطرفات عدة إلى المحاكمة في ألمانيا وتمت إدانة بعضهن.

المقاتلون الأجانب الهولنديون 

أعادت هولندا (5) نساء وأطفالهن الـ (11) من مخيم الهول في شمال شرق سوريا في 4 فبراير 2022 وفقا لـ”ICCT”.  لم يكن هذا القرار مفاجئًا لأن هولندا أعادت بالفعل امرأة أخرى ” إلهام ب ”  مع أطفالها الثلاثة في يونيو 2021 ، بعد أن أشارت محكمة هولندية إلى أنها ستنهي الإجراءات الجنائية ضدها بسبب غيابها. وكان قد سافر ما يقرب من (300) شخص إلى سوريا والعراق من هولندا ، ثلثهم من النساء. الغالبية العظمى من هؤلاء الأشخاص انضموا إلى  (داعش).  فحتى الآن، عاد (65) بالغًا و (30 ) طفلاً إلى هولندا ، بمفردهم بشكل أساسي في عامي 2013 و 2014. بالإضافة إلى ذلك ، عاد (20 ) بالغًا ، بالإضافة إلى (45) طفلاً ، إلى بلد ثالث.

نشر مشروع مكافحة التطرف (CEP) في 13 أبريل 2022 تقريرًا “المقاتلون الأجانب الهولنديون: قبل وأثناء وبعد “خلافة” داعش “يوثق التقرير عملية التطرف والتجنيد لمقاتلي تنظيم “داعش” الهولندين، بالإضافة إلى الأدوار التي لعبوها في أنشطة التنظيم المختلفة ، بما في ذلك الإبادة الجماعية للأيزيديين. وضح هذا التقرير إن المواطنين الهولنديين لم يغادروا بالمئات لأنهم تم التلاعب بهم عبر الإنترنت ، ولكن في معظم الحالات لأنهم كانوا يرغبون في العيش في ظل الشريعة التي يطبقها تنظيم “داعش”. فالعديد من المواطنين الهولنديين شارك في  أدوار قتالية ولعبوا أدوارًا وليس أدوارًا صغيرة.

وأوضح التقرير أن المقاتلين الأجانب المغادرين من هولندا إلى سوريا كانوا مركزين جغرافيًا بشكل كبير ، وكانوا يعرفون بعضهم البعض في هولندا قبل الانضمام إلى التنظيم وأن العديد منهم كانوا أعضاء في جماعة ” Sharia4Holland. و ووجد التقرير أن (70%) من المقاتلين الهولنديين جاءوا من نفس المناطق وكانوا مرتبطين بـ(4) مجموعات متطرفة.

سويسرا تعيد للمرة الأولى أبناء “الجهاديين

أعادت سويسرا للمرة الأولى طفلتين تبلغان (9 و15 )عامًا، أخذتهما والدتهما عام 2016 إلى مناطق تخضع لسيطرة تنظيم داعش كانتا في مخيم لعائلات مقاتلي التنظيم يخضع لسيطرة الأكراد في شمال شرق سوريا، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الاتحادية. أكدت الوزارة إنها “المرة الأولى التي تقوم فيها سويسرا بعملية إعادة من هذا النوع”. وانتقلت الطفلتان إلى العراق أولًا قبل السفر إلى سويسرا. أوضحت الوزارة في بيان أن العملية أُجريت بالتعاون مع السلطات المكلفة إدارة المخيم حيث كانت الطفلتان. وكانت قد قدرت السلطات السويسرية أن يكون في منطقة النزاع بين سوريا والعراق آنذاك نحو (20) شخصًا (رجال ونساء وأطفال) من الجنسية السويسرية قد يكونوا “مسافرين ذا دافع إرهابي”. وفقا لـ”العربي الجديد” في 7 ديسمبر 2022.

كيفية التعامل مع المقاتلين الأجانب العائدين 

عزز الاتحاد الأوروبي وفقا لـ”ec.europa.eu” في 1 فبراير 2022 دور اليوروبول في إصدار تنبيهات إعلامية عن المقاتلين الأجانب. واقترح اليوروبول أن تدخل الدول الأعضاء في نظام معلومات شنغن المعلومات الواردة من دول خارج الاتحاد الأوروبي بشأن المقاتلين الأجانب. والذي سيمكن الضباط على الحدود الخارجية للاتحاد وداخل منطقة شنغن من استخدام هذه المعلومات بشكل مباشر. 

تشكل عودة المقاتلين الإرهابيين الأجانب وعائلاتهم تحديات للمجتمعات الأوروبية. فتم إجراء تدريب للأخصائيين الاجتماعيين في عملية إعادة التأهيل وإعادة الإدماج. وشمل التدريب عدة أسئلة رئيسية لفهم حالات العائدين من المقاتلين الإرهابيين الأجانب وأسرهم والاستجابة لها من منظور إعادة التأهيل وإعادة الإدماج في غرب البلقان وفقا لـ” ec.europa.eu ” فى 9 نوفمبر 2021

  • ما هو الدور الذي يمكن أن يلعبه الأخصائيون الاجتماعيون في إعادة تأهيل وإعادة دمج المقاتلين الأجانب العائدين وأفراد أسرهم؟
  • ما هي تجارب المشاركين في العمل مع المقاتلين الأجانب العائدين وعائلاتهم؟
  • ما هي خصائص العمل مع المقاتلين الأجانب العائدين وأفراد أسرهم مقارنة بالعمل مع فئات أخرى من الأفراد؟
  • كيف يمكن للممارسين تعزيز معارفهم ومهاراتهم وكفاءتهم في العمل مع هذه المجموعة المحددة من العائدين؟

**

التقييم

يسعى تنظيم داعش باستمرار إلى استغلال الأزمات والتغرات في أوروبا، لنشر خطاب الكراهية والأيديولوجيات المتطرفة. ويحاول بشكل متزايد تجنيد الأشخاص واستقطاب الشباب وحث أنصاره والمتعاطفين معه لشن هجمات إرهابية.

تتصاعد المخاوف من اكتساب تنظيمي “داعش والقاعدة” قوة وتعزيز شبكاته السرية في الاتحاد الأوروبي  والدول المحيطة به. بالرغم من أن المعلومات الاستخبارية التي تمت مشاركتها بين أجهزة الاستخبارات الأوروبية تشير إلى  ضعف قدراته على تكوين شبكات وخلايا نائمة كما كان عليه من قبل.

توسعت قدرات الاتحاد الأوروبي في مكافحة الإرهاب وساهم التنسيق في مجال  مكافحة الإرهاب داخل الاتحاد الأوروبي، ومراقبة تنفيذ استراتيجية الاتحاد الأوروبي لمكافحة الإرهاب ، وتحسين الاتصال بين دول الاتحاد الأوروبي والدول غير الأعضاء فيه على التصدي لتنظيمي داعش والقاعدة في أوروبا .

تشير الدلائل والتقديرات إلى أن تدابير وإجراءات الاتحاد الأوروبي في مكافحة الإرهاب تؤتي ثمارها، فخلال السنوات السابفة تم إحباط العديد من المخططات الإرهابية بالرغم من أن التهديدات الحالية غالبًا ما تكون أكبر وأكثر تعقيدًا مما كانت عليه.

**

لاتزال جهود الجماعات الإسلاموية واليمينية المتطرفة لتمرير أيديولوجياتها وتجنيد أعضاء  جدد مرتفعة. حيث يستخدم المتطرفون في أوروبا خدمة الرسائل المتاحة على منصات التواصل الاجتماعي لتمرير الإيديولوجية المتطرفة والتحريض على تنفيذ هجمات إرهابية. نجد أن المقاطع الموسيقية  أصبحت وسيلة وإداة هامة  لنشر التطرف والإرهاب على شبكات التواصل الاجتماعي. وأصبحت  المنصات البديلة أرضًا خصبة للهجمات المنسقة ، سواء في العالم الإفتراضي أو على الأرض.

دفعت تلك التهديدات الاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية للتشدد في التعامل مع شركات التواصل الاجتماعي عبر فرض غرامات مالية تقدر بالميارات. وذلك ما لم يتم إزالة المنصات عبر الإنترنت في الدول الأعضاء للمحتوى الإرهابي على مواقعهم في غضون ساعة من النشر. واستحدث صانعي السياسات داخل الاتحاد الأوروبي قوانين جديدة لوقف خطاب الكراهية والمعلومات المضللة الضارة والتطرف الرقمي. والتي كانت ضرورية في مواجهة تضخيم الرسائل المتطرفة عبر الإنترنت.

من غير المرجح أن تعالج الاستراتيجيات الوقائية التي تركز بشكل أساسي فقط على إزالة المحتوى المتطرف عبر الإنترنت معضلة التجنيد والاستقطاب والتحريض على تنفيذ هجمات إرهابية. فمسارات المتطرفين أو المتطرفين المحتملين تشمل عادة عناصر خارج الإنترنت وعناصر داخل العالم الإفتراضي.  فعادةً ما يستخدم المتطرفون اوسائل أخرى لنشر الدعاية وتجنيد أعضاء جدد والاتصال الداخلي وتسهيل الهجمات. وقد يؤدي إلى  هجرة المتطرفين إلى أجزاء أكثر أمانًا على الإنترنت ، مما يجعل من الصعب على الأجهزة الأمنية اكتشاف أنشطتها.

**

يتزايد التهديد اليميني العنيف في أوروبا حيث يستغل الإرهابيون التوترات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المستمرة لتوسيع أنشطتهم ، بما في ذلك التخطيط لهجمات.كما يسعى الإرهاب اليميني إلى تغيير النظام السياسي والاجتماعي والاقتصادي بأكمله في أوروبا.

تعتمد ركائز اليمين المتطرف تعتمد على العنصرية تجاه الأجانب ورفض سياسة الهجرة. فبعد أزمة اللاجئين عام 2015 ، كانت هناك زيادة في الحركات المعادية للأجانب والمناهضة للهجرة في جميع أنحاء أوروبا وتفسر هذ الركائز على الأرجح سبب ارتفاع هجمات اليمين المتطرف.

يتمتع المتطرفون اليمينيون أيضًا بحضور قوي على الإنترنت ، باستخدام منصات التواصل الاجتماعي لعقد اجتماعات، ونشر البيانات والمعلومات المضللة، والإعلان المسبق عن الهجمات ، وحتى بثها المباشر أو تحميل مقاطع الفيديو الخاصة بهم بعد ذلك. وتأتي الأعمال الإرهابية اليمينية المتطرفة أيضًا بشكل أساسي من ذئاب منفردة ، والتي تشكل “نموذجًا يحتذى به” للمتطرفين المحتملين.

دفع تنامي التهديدات المرتبطة باليمين المتطرف الاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية  إلى دعم البحث العلمي للتصدي للعنصرية وكراهية الأجانب، وتشديد المراقبة على أنشطتهم وطرف تمويلهم ودعايهم التي تحض على العنف  .

أدت الإجرات والتدابير الأوروبية إلى إحباط العديد من الهجمات الإرهابية وحجب المواقع الإلكترونية  وتسهيل نزع سلاح اليمينيين المتطرفين وتسريع استبعادهم من قطاع الخدمات العامة. وتتصاعد مخاوف الجاليات المسلمة والأجانب من تحول وتغيير سياسات بعض  الحكومات الأوربية وأحزابها وتبني خطابات تتماهى مع خطابات شعبوية، بهدف كسب مزيد من الأصوات الانتخابية.

**

بدأ الاتحاد الأوروبي  منذ عام 2013 التأكيد على التهديد الأمني ​​الذي تشكله الأعداد غير المسبوقة من المقاتلين الأجانب الذين يسافرون من الاتحاد إلى سوريا وغيرها من مناطق الصراعات .ترفض الدول الأوروبية استعادة مقاتلي “داعش” البالغين من مواطنيها. حيث  يشكلون تهديدًا للأمن الداخلي للاتحاد ، نظرًا لأنهم غالبًا ما تم تدريبهم على القتال

وتزداد المخاوف من أن عودتهم تساهم في صلات مع شبكة جهادية ومتطرفة . وسرعان ما يتجسد هذا التهديد المتصور في هجمات إرهابية يرتكبها العائدون.يقلل مسؤولون غربيون من قدرة داعش على تنفيذ عمليات اقتحام لمخيمات

مهدت هذه الهجمات الطريق لمجموعة كاملة من سياسات الاتحاد الأوروبي تهدف إلى ضمان أمن مواطني الاتحاد الأوروبي ، ومنع التطرف وتعزيز التعاون مع دول ثالثة للحد من الإرهاب . ومن أجل ضمان أمن مواطني الاتحاد الأوروبي ، وضع المشرع في الاتحاد الأوروبي أولاً سياسة تستند إلى عمليات تدقيق معززة على الحدود الخارجية للاتحاد وتعزيز تبادل المعلومات بين الدول الأعضاء.

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات

Previous post المعونة الغذائية والسكن في لوكسمبورغ
Next post الفنان عمرو واكد يشعل الجدل من جديد