الفنانة التشكيلية مروة التومي ترقص على الحلم وتغرق في لغة الإحساس
فتحية الجديدي
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية…_معزوفة تغنت بالخيال وبوح للحالة وانغماس في ذات الأنثى التي تضج داخلها، وهي تجرد بموسيقاها المتناغمة قطعة من الجمال في أكثر من خمس عشرة لوحة حملت عناوينها وأخرى نطقت بقراءات ورؤى أبصار الرواد، مضامين مختلفة لفتاة تفردت في معرضها الأول بزرقة أعمالها، والغوص في عمق المشاعر التي عكستها بأفكارها المتنوعة، حاملة معها الأمل لتحلق بعيداً مع فنها وترسم صوراً للإنسان الحالم والمتطلع للحياة بوجهة نظرها الطبية…
والفنانة التشكيلية مروة التومي، التي رقصت على الحلم وغرقت في لغة الجسد بإحساسها، اختارت لمعرضها الذي أقامته ببيت اسكندر للفنون بطرابلس عنوان “غرق”، وكانت والدتها المشجع الاكبر لها.
تحدثت لنا من خلال لوحاتها حول علاقتها بالرجل وجانب الخفي عند المرأة ومحاكاتها للحياة الاجتماعية من خلال لوحاتها…
- الرقص والعزف ومعزوفة الغرق والغوص، جميعها تظهر جانب الأنثى، وذلك للتعبير عن نفسي بالدرجة الأولى من تجارب ومواقف وحالات، وهو انعكاس لمشاعري التي استنطقتها بلوحاتي، وفي البداية كانت الفكرة ووصلت لمرحلة الخروج بمشروع للتعبير عن نفسي برؤية عامة ومن ثم اخترت “الغرق” اسماً لمعرضي.
- اختياري للون الأزرق – الذي غلب على معظم أعمالي – ليس تحيزاً ذاتياً فقط، بل له خصوصية لدي، حيث نعيش ويحيطنا الأزرق في السماء والبحر، وبحكم أنني طبيبة جراحة، فاللون الأزرق محيط بي أيضاً، سواءً كان في غرفة العمليات أو في لباسنا اثناء العمل.
- الرسم عندي حكاية وتعبير وبوح، وفي لوحة تحرر نطقت بعيداً عن القيود وخاطبت المجتمع لفك القيود ورفضها أياً كانت أشكالها في مجتمعنا التقليدي، وبهذا الموضوع لامست الجانب الاجتماعي، ويمكن للمتلقي أن يعكسها على حالتها كما يراها.
- الرجل في “معزوفة الغرق” كان حاضراً، ولكن ليس بشكل كبير في لوحاتي، والنصيب الأكبر للمرأة، لأنني أهتم بتفاصيل الانسان واللعب على الجسد، والرقص وحالة الغرق أخذته بالمعنى الإيجابي كمثال الغياب لأي شخص، عندما نقول عنه “غاطس” مثلاً، لهذا الغرق أجده من تجارب الحياة بحلوها ومرها تشبه محاولة البحث عن متنفس نطفو من خلاله من حالات الغرق المختلفة. فالمدرسة التجريدية تخفي بعض الأسرار، ولكن عند التمعن باللوحات فعلا تفشي بها وتظهر جانب الفلسفي الشفاف من ورائها، والتفاصيل هي الدليل، كما أن فلسفة الحب لدي ظهرت من خلال ألواني والتعابير الجسدية في بعض اللوحات التي جسدت العاطفة، التي لا تخلوا منها المشاعر بشكلها غير المعلن والتي يمكن أن يستنتجها الجمهور.