دعني أكتب

فاطمة الجداري

دعني أكتب
فأنا لا أجيد الحديث
في قلبي أهازيج كثيرة
بطعم الحب

داخل قصر الجنيات
أُشيد أسواري
المبنية من طين

أزرع بساتين عطري
أُهدِية وليكن أثرآ
من بعدي يُخبر عني

صديقتي الألوان
حين تلامس جسدي
تتحول إلى الأبيض

على خشبة المسرح
أُراقص الحياة
بأطراف أصابعي
تمهيدآ ليوم جديد

عيبي لا أستطيع الطيران
ليس لدي جناحان

دعني
أنا أبنةُ الأرض
لم تعترف بي السماء
جعلتُ قلبي يحلق لها
يحتضن غيمها
يعتصرها بحب
تتساقط بلورات ثلج أبيض
ينقيها
يمسح عنها الفساد
بقايا السواد
فتعود إلى فطرتها
خضراء كما ولدت

أُرقٍي روحي بمائها
وأستعيذ من الشيطان الرجيم

أغرف حفنه من ترابها في يدي
أتشمم عبق الأجداد
لعلها تغمرنا البركة

قلبي مستور
بستر الله
وحده يعلم
إلا أن عيناي تفضحاني
رغم أبتسامتي
تصنع فشلي
تفيض نهرآ
ُتُغرق خدودي الوحيدة
المقاومة للحياة

لا أحد مثلي في العشق
لم أُعلق روحي
صوفتُها عن الخذلان
أبحث عن فجوه بداخلي
أتعثر بها
انفث فيها لي أتنفس

لا أكثرث للعمى
أن لم يصيب القلب
ألتمس نقش طريقي
بروحي وعطر دمي
فأن تكاثف الحزن حولي
أتداوى بالكتابة

أقدح شغفي أبتلع الكلمة
وأستعيض عنها بالصمت

في صحف الصباح
أسكب صهيل جرحى
كل ليلة كعنوان رئيسي
مع مسح التواريخ

يجزع قلبي لإطياف الراحلين
غره الحنين
يرتشف من روحي نفسآ
لتمطر دموعآ
فتنبت كلمات ترسم وطنآ
ضاع ملامحه

علي أن أنسى الأعذار
وأكتب
داخل باطن الهوى أرسم
ملامح رجل غائب
لم يأتي بعد
غير أن طيفه يقاسمني أيامي

أؤمن بالصدف الغير مرسومة
وبأنصاف الأشياء
فوق هذه الكرة الكبيرة

دعني أحمل الود
مخزوني المقدس
قوت يومي

أصنع منه فيلم
بطولة أمنياتي
أرمي به في مهرجان
الأفلام ربما يتبناه

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية…_

Previous post مخاوف ركود الاقتصاد الأميركي تهوي بأسعار النفط
Next post حكايا المدار الفنية((محمد كمال المصرى.. «شرفنطح» الفنان الذى مات وحيدًا))