من تاريخ مؤرخ

نجاة احمد الأسعد

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية…_ الكاتب اللبناني كمال الصليبي لبناني مؤرخ توفي في 1 سبتمبر/أيلول 2011 عن عمر يناهز الـ82 عاما.
ودرس ونشأ بلبنان، ثم انتقل للتدريس في الجامعة الأميركية ببيروت وجامعات عدة في العالم. ألف كتبا دينية وتاريخية أثار بعضها جدلا استمر بعد وفاته.

المولد والنشأة
ولد كمال سليمان الصليبي يوم 2 مايو/أيار 1929 في بيروت، ونشأ في قرية بحمدون في جبل لبنان لأبوين مسيحيين بروتستانتيين. اهتم بالأدب والفنون والموسيقى وكان يتقن العزف على البيانو.

الدراسة والتكوين
درس التاريخ بالجامعة الأميركية في بيروت، ثم سافر إلى بريطانيا لمواصلة الدراسات العليا فنال درجة الدكتوراه في تاريخ الشرق الأوسط بأطروحته “المؤرخون الموارنة وتاريخ لبنان في العصور الوسطى” عام 1953، تحت إشراف المؤرخ برنارد لويس.

الوظائف والمسؤوليات
درّس في الجامعة الأميركية في بيروت من سنة 1954 وحتى 1994 حيث تقاعد، غير أنه استمر مدرسا فخريا بها وبجامعات أجنبية أخرى، بينها هارفرد وسميث في أميركا، ومانشستر في بريطانيا.

انتقل إلى الأردن عام 1994 وأسس -بطلب من الأمير حسن بن طلال- المعهد الملكي للدراسات الدينية وتكفل بإدارته حتى عام 2004.

عاد إلى لبنان سنة 2004، واشتغل مستشارا لمؤسسة التراث الدرزي حتى وفاته.

التجربة الفكرية
أثارت أبحاثه في مجال الأديان زوابع عديدة، حيث جاءت جل دراساته حول جغرافيات وشخصيات العهد القديم (منها السيد المسيح عليه السلام) مخالفة للسائد والمعروف. وكان يرى أن ما يقرأ عنه في الكتب المقدسة، لا ينطبق على خريطة الواقع في المنطقة. وبينما بارك علماء اللغات السامية جهوده، انتقده علماء آخرون بشدة.

وكان يصر على التوضيح أنه “لا يكتب من أجل السياسة” وأنه ليس “من الضروري أن يستفيد أو يتضرر أحد من النتائج التي يتوصل إليها، فالمعلومات معلومات”.

أدرك بدايات الربيع العربي وقال عنه:
“تحمل الثورات العربية الراهنة -إن صحت تسميتها ثورات- تشابها سطحيا لافتا مع الثورات الأوروبية في 1848، ولكن تحت السطح هناك اختلافات صارخة، كان هدف الثورات الأوروبية عام 1848 استبدال نظام أوروبي قائم بنظام جديد أملا في أن يكون أكثر نجاحا ومرونة، وفي مراقبتي للثورات العربية الحالية، منذ بدايتها وحتى الآن، بعيدا عن تطهير المشاعر الذي تلهمنا به، يبدو لي أنها ما زالت تحتاج إلى العثور على اتجاهاتها، ويجب العثور عليها من خلال مواردها الخاصة، بدلا من استيرادها من أطراف صديقة”.

المؤلفات
للصليبي العديد من الكتب والأبحاث والدراسات المثيرة للجدل، من أهمها “المؤرخون الموارنة خلال العصر الوسيط”، و”تاريخ لبنان الحديث”، و”ملتقى طرق حرب أهلية، لبنان (1958-1976-1976)”.

كما صدر له كتاب “بلاد الشام في العصور الإسلامية الأولى: محاكمة إمبراطورية من 534 إلى 1976”. ومن كتبه التي أثارت جدلا كثيرا: “التوراة جاءت من جزيرة العرب”، صدر عام 1985، و”البحث عن يسوع”، نشر عام 1988.

نشر له عام 1993 كتاب “تاريخ الأردن الحديث”، و”تاريخانية إسرائيل التوراتية”. كما أصدر كتابا يؤرخ لسيرته وذكرياته تحت عنوان “طائر على سنديانة”.

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_

Previous post الجوانب الخفية بحياة أبوعمار
Next post أعمال تجديد في مطار بروكسل