مهن ..و.. محن((مقبرة السفن.. بميناء شط الهنشير فوضى ووكر فساد))
كوثر الفرجاني
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_بالرغم من المحاولات العديدة لعدد من المصالح المعنية، وعلى رأسها نقابة الصيادين، لعمليات تهيئة وتدعيم موانئ الصيد بالعاصمة طرابلس، وتخصيص ما يمكن له من مبالغ مالية لرد الاعتبار لها، فإن نقائص ومشاكل عديدة لاتزال تربك كل عمليات التطوير والتشغيل، والموانيء بشكل عام تواجه عديد المشاكل والعراقيل، حيث يمارس الصيادون مهنتهم في ظروف صعبة بسبب ضيق مساحة رسو سفن الصيد، وانتشار النفايات وغياب الكهرباء والماء وغيرها من وسائل العمل، بينما يُطرح مشكل التسيير الذي يجمع بين موانئ الصيد والترفيه والنزهة في نفس الوقت وهو ما يحصل فعليا بميناء شط الهنشير والمعروف سابقا بنادي الصيد البحري.
سمحت الزيارة الميدانية التي قمنا بها رفقة الرايس (عبد المولى الصادق الشكشوكي) عضو نقابة الصيادين سوق الجمعة، باكتشاف العديد من المشاكل التي تحول دون تطوير نشاط الصيد البحري على مستوى مختلف الموانئ، على غرار ميناء شط الهنشير المعروف بنادي الصيد البحري والذي يشكل البراح الاكبر لرسو مراكب الصيد للاشخاص ممن امتهنوا مهنة الصيد ، او مارسوها كهواية الابحار والسباحة وغيره من الهوايات البحرية.
هذه المراكب التي لا تملك أماكن للراحة في موانئ محددة، او مساحات مخصصة لهامما جعل شط الهنشير البراح الاكثر ازدحاما، حيث يوجد ما يزيد عن 300 قارب صيد مركون به، واغلبها غير صالح للاستعمال او يحتاج للصيانة من طرف اصحابها بالإضافة إلى العديد من القوارب التي تصل الميناء الذي يعاني الفوضى والمزج بين البواخر وقوارب الصيد ، كونه مسيَّرا من عدة اطراف، وعدم الفصل بين ما هو متعلق بقطاع الصيد والجانب السياحي، مما اعتبره الصيادون بالنقابة غير قانوني، ويطالبون بضرورة الفصل بين النشاطين لرد الاعتبار لهذا المرفق الهام والمعلم السياحي على طول الشريط الساحلي المعروف بالعاصمة.
فوضى في تسيير الميناء
وإذا كان ميناء شط الهنشير اصبح يعرف بالعديد من النقائص الناتجة عن ضيق مكان رسو مراكب الصيد، فإنه ايضا أصبح غارقا في المشاكل الناتجة عن فوضى التسيير، نتيجة محاولات توسيعه وتحويله ومحاولات بعض الجهات لاستثماره ، ولكن دون جدوى مما أدى إلى خلق فوضى كبيرة، بالاضافة الى كونه اصبح اشبه بمقبرة للسفن والقوارب العتيقة.
للمزيد من المعلومات ومن عين المكان يقول الرايس( عبد المولى الشكشوكي) مشددا على ضرورة الفصل بين الجانبين الترفيهي ونشاط الصيد، كلا على حدة، ورفع النقائص، على غرار غياب الكهرباء عنه على خلاف باقي الموانئ، والماء الذي يُعد مادة ضرورية للصيادين والبواخر، فضلا عن التلوث الكبير الذي يشهده ميناء الصيد، وانتشار النفايات التي تتطلب حملات تنظيف واسعة بهذا الميناء الذي يضم اكثر من 300 مركب صيد، لكن وضعه ليس على ما يرام، خاصة فيما تعلق برسو السفن وضيق المكان، في الوقت الذي ترسو بعض السفن منذ سنوات؛ حيث يكثر النزاع على مستوى الاشخاص ، من أجل الاستيلاء على مساحات من الميناء، وهو ما انعكس على القطاع حيث اصبح لا ينشط كميناء ولا يأتي بأي إضافة لقطاع الصيد، حيث أسرّ (الشكشوكي) أن الأمر متعلق بسفن تحصّل عليها أصحابها في إطار مشروع دعم الاقتصاد الوطني، من خلال القروض والتي لازال مقترضيها يدفعون اقساطها ، واغلبها اما أكله الصدأ ومتوقف ومهمل منذ أعوام، او متوقف بالميناء منذ مدة، ويتصف سلوكهم بالتهاون واللامبالاة الى ان تطلب منهم التخلص من قواربهم تقوم الدنيا ولا تقعد وهذه اكبر مشكلة يعاني الصيادون الحقيقيون منها وهي اكتظاظ وفوضى الركن.
تهم متبادَلة بين الصيادين واصحاب السفن
من جهته، ذكر الرايس (عبد المولى الشكشوكي) وهو صياد يعمل بهذا الميناء منذ عقود طويلة وعضو بنقابة الصيادين سوق الجمعة
ل « شبكة المدار الإعلامية الأوروبية » أن ضيق المكان المكتظ والذي ترسو فيه السفن أثر على نشاطهم، إلى جانب غياب أماكن لربط القوارب، ومشكل الماء الذي أدى بالصيادين إلى جلبه من المطاعم القريبة لتزويد سفنهم، فضلا عن مشكل الكهرباء، والنفايات التي أدت إلى انتشار الجرذان، التي تتسبب في تمزيق وإتلاف شبكات الصيد، وهي مشاكل مطروحة منذ سنوات ولا حياة لمن تنادي .
كما عبّر أغلب من تحدثنا إليهم من الصيادين أصحاب قوارب وسفن الصيد ، عن رفضهم هذه الوضعية بهذا الميناء، الذي يستقبل أجانب وسياحا، مشيرين إلى أن غياب الإنارة ليلا والأمن، أدى إلى تعرض البواخر والقوارب للسرقة. واقترح المعنيون أن يكون التسيير موحدا؛ إما بتكفّل البلدية بتسييره من خلال نقابة الصيادين أو تتحرك الجهات المعنية لايجاد حلول حاسمة وسريعة.
وقد استغل الرايس( الشكشوكي) ، فرصة زيارتنا، ليتحدث عن النقائص التي تسيء للسياحة بالعاصمة بأكملها، منها النفايات المختلفة المنتشرة ووضعية الأرصفة المتدهورة، مؤكدا أن ما يحدث يسيء للسياحة بالدرجة الاولى كون هذا المرسى يشكل واجهة سياحية اولى لمن يمر من طريق الشط او يزور المكان كمعلم سياحي كانت له سمعته ونشاطاته وفاعلياته.
وباستياء واضح اشار(الشكشوكي) إلى حالات السرقة وغياب الكهرباء والماء، والحاويات المركونة في حالات متردية، وبيع الكحول، وانتشار بعض الظواهر السلبيةوالتي كان اخرها وجود قتيل مرمى في احدى الجهات واستمرار تبادل التهم فيما بين عدة جهات حول الاحقية والاسبقية في استخدام المكان او استثماره على السوء ؛ حيث يشتكي الصيادون من غياب وسائل العمل الضرورية بالميناء، بينما يؤكد اصحاب القوارب والسفن الصغيرة على ضرورة ابقاء الوضع على ما هو عليه.
مشرَّدون ومنحرفون بميناء الصيد البحري بشط الهنشير
لا شيء يوحي بأن ميناء شط الهنشير خضع للصيانة او التطوير وحتى التنظيف كل ما في الامر انه تحول مع الايام الى مقبرة لقوارب الصيد وسفن الهواة بالاضافة الى كونه وتدريجيا يتحول لمكب للقمامة وفضلات سوق السمك المجاور للميناء والتي هي بمجملها قمامة سريعة التعفن وذات راءحة نتنة بحكم انها فضلات وبواقي السمك المتعفنة وهو ماء ينذر قريبا بكوارث لا قدر الله.
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_