القضية الفلسطينية ومقاوميها وشهدائها
إبراهيم عطا _كاتب فلسطيني
بطة المدار الإعلامية الأوروبية …_اذا كان لا يهمك ما اكتبه عن القضية الفلسطينية ومقاوميها وشهدائها، فتوقف عن القراءة الآن وقل لي كي اتوقف بدوري عن ارسال مثل هذه المواضيع التي لا تهمك، ولكن إعرف انت ايضا ان اهتماماتك وقضاياك وامورك اليومية التي ترسلها لي قد لا تعنيني انا ايضا، وهذا الامر لا يفسد للود قضية…ولكن اذا لم تسمع انت عن قمع الاحتلال واقتحامات المستوطنين للمسجد الاقصى، ولا عن الفتى عدي صالح الذي استشهد اول امس برصاص الجنود الصهاينة، ولا عن الاسير ناصر ابوحميد الذي شارف على الموت وهو يصارع مرض السرطان وظلم السجان في نفس الوقت، فلا تطلب مني ان اهتم لما يهمك انت أو أن التفت لمشاكلك ومشاعرك التي قد تكون في اتجاه مغاير لما يهمني …
فقضية فلسطين والقدس سوف تبقى بالنسبة لي اهم القضايا واقدسها على الاطلاق، واتمنى أن تكون كذلك لكل عربي ومسلم، وأن تظل دائما على رأس مشاغلنا بالرغم من كثرة مشاكلنا وزيادة همومنا ومتاعبنا اليومية…
ولكن، كيف وصلنا الى هذا الحد من الجمود والركود والجحود بحق قضية كانت للجميع قضية القضايا على مدى سنوات وعقود، وكيف تحول الدم في عروقنا الى ماء بعد أن كان بركانا وبارود، حتى صرنا ننظر الى قضيتنا الاولى بهذا الاستخفاف وبهذا البرود…
واذا كان دمنا قد تحول فعلا الى ماء، فإن الدم الذي يغلي في عروق أبناء شعبنا في فلسطين المحتلة ما زال كما عهدناه، حتى لدى افراد ألاجهزة الامنية التابعة للسلطة الفلسطينية الذين عملت مخابرات الولايات المتحدة الارهابية والصهيونية على تحويلهم الى روبوتات تتلقى الاوامر والتعليمات من قادة ينفذون بدورهم توجيهات سلطات الاحتلال الصهيوني، لدرجة اعتقدنا معها انهم تحولوا الى حراس لهذا الاحتلال ولتلك السلطات…
فقبل يومين وقعت عملية “حاجز الجلمة” البطولية والتي ادت الى مصرع ضابط صهيوني، واستشهاد منفذي الهجوم وهما احمد عابد وعبد الرحمن عابد، وهذا الاخير من اجهزة السلطة الفلسطينية، الذين لم تتمكن سياسة دايتون من غسل ادمغتهم او تحويل الدماء في عروقهم الى نفط او ماء…
وبالامس قامت قوات الاحتلال الصهيوني بالتحضير لهدم منازل الشهداء بعد مداهمتها لبلدة كفر دان وقتلت بدم بارد الفتى عدي صالح ذو السبعة عشرة ربيعا، ولكن لم يسمع عنه الا قلة من المهتمين بالشأن الفلسطيني…
ولمن لا يعرف الاسير ناصر ابوحميد الذين يعاني من سرطان الرئة ومن الاهمال الطبي الذي تمارسه سلطات الاحتلال، فهو معتقل منذ اكثر من عشرين عاما ومحكوم عليه بسبعة مؤبدات…
لذلك نتوجه بالتحية الى كل من يبقي زخم اهتمامه موجها الى قضايا الامة الاهم وعلى رأسها فلسطين والقدس، كي لا تتحول الدماء في جسده الى ماء، ونتوجه بالتحية الى كل شريف في ألاجهزة الفلسطينية يعيد بوصلة بندقيته الى وجهتها الصحيحة وبمزيد من العطاء، اي الى قلب جنود الاحتلال الصهيوني لقلب حياتهم الى جحيم وشقاء….
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_