المدينة القديمة.. تتعافى وتستعيد بريق الاحتفال بالمولد النبوي
كتبت : كوثر رمضان الفرجاني
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية…_أجواء إحتفالية؛ بالمدينة القديمة؛ كانت مزيجا من الفرح والتعافي بسبب التغييرات الاخيرة فيها، والاحتفال بالمولد النبوي الشريف؛ توافد الزوار من مختلف الأنحاء ، وهو ما أنعش سوق المنتجات التقليدية فيها، وبالأخص تلك التي تخص هذا الموسم الديني.
بالمئات تجمعوا في محيط جامع “الباشا” بباب الحرية بالمدينة القدينة وسط البلاد، مع عصر يوم الجمعة، لإحياء الاحتفال بذكرى المولد النبوي، خاصة مع تحسن المؤشرات الوبائية، الصادرة عن المركز الوطني لمكافحة الأمراض.
وفي أجواء شعبية احتفالية مبهجة تجمهر المواطنين بشكل عفوي حول عدد من الشباب داخل سوق المقتنيات الشعبية، شكلوا فرقة موسيقية بدأت تداعب أسماعهم بالانشاد الديني المقترن بالغناء الشعبي الجميل، في وصلة غنائية تنعش القلب والروح.
وعبر حزمات من الإضاءة الهلالية والنجومية تدعو للفرح والسلام والمحبة، خطفت أنظار وقلوب المارين من امام المحلات والبسطات التي ملات الأزقة
فرحة وتعاف
أجواء الفرحة باحتفالات المولد النبوي الشريف طغت على أجواء المدينة القديمة بمعالمها ومنتجاتها التقليدية وأزقتها ورائحتها العتيقة وروحها الصوفية، كانت مزيجا من الفرحة والتعافي الحاصل في ازقتها واسواقها وجوامعها والاحتفال بذكرى الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم.
وتنوعت عروض المنتجات والمشغولات اليدوية اختفاء بهذه المناسبة الدينية الاجتماعية على السواء، والتي تشكل مناسبة اجتماعية مهمة بالنسيج الاجتماعي الليبي؛ مهما حاولوا طمسها أو إلغاءها أو حتى منعها باي شكلا كان.
انتعاش اقتصادي
توافد الزوار على المدينة القديمة من جميع ابوابها، من جميع أنحاء الضواحي والمناطق،
من جاء في سيارته الخاصة دخلها راجلا بعد أن أطمئن على سيارته في مكانها الامن؛ دخلها من باب الحرية؛ ومن جاءها ب(الافيكو) ، دخلها من باب الجديد؛ مع عواءلهم؛ باحثين عن ما يتناسب وميزانيتهم؛ لإسعاد أطفالهم، حاملين معهم الأمل بيوم للفرح؛ وأيضا بعض الخير المادي لفائدة تجار المنتجات التقليدية، حسب تأكيد حرفيين
قال أحد الشباب، وهو أحد تجار المشغولات اليدوية، إن “احتفال المولد أنعش الإقبال على منتجاتنا في هذه الأيام بعد انقطاع لفترة طويلة “.
وأضاف الشاب الوسيم مبتسما مشيرا إلى الطاولة المهترئة التي يعرض عليها بضاعته: ” هذه هي الخير والبركة وخاصة خلال المواسم الدينية”.
كما يجد آلاف التجار والباعة بالمدينة في هذه الأيام، مورد رزق موسمي فتنتشر نقاط بيع لسلع متعددة كالتحف والشموع والقناديل بمختلف أشكالها واحجامها، والمصنوعات التقليدية والملابس الشعبية، وتنشط محلات المرطبات والأكلات الشعبية؛
ومختلف أنواع المنتجات والمشغولات اليدوية التي تصنع من خلال المهارات الإبداعية في اعادة تدوير بعض المخلفات؛ أو تجميعها في قطعة فنية واحدة؛ مرتبطة بالمظاهر المعتادة للمناسبة الدينية؛ والتي تظهر جليا في الدمى والعراءس ومرفقاتها؛ والتي تنوعت بشكل لافت كدليل حي على تنامي وتطور هذا النوع من المنتجات اليدوية المنزلية.
طقوس روحانية
بطقوس روحانية وعادات متجذرة، احتفل اغلب الليبيين بذكرى مولد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
ذكرى مولد خير الأنام عيد مقدس بالنسبة لأهالينا في اقاليم ليببا الثلاثة؛ منذ القدم، يستقبلونه ويحتفلون به باهتمام بالغ، يتجلى ذلك في العادات والتقاليد المختلفة من منطقة لأخرى للاحتفال بهذه الذكرى العطرة.
ومع تراجع انتشار تفشي فيروس كورونا، عادت النكهة الخاصة بالاحتفال ، وعادت معها الأجواء القديمة للاحتفاء بهذه المناسبة الدينية، وإن غابت بعض المظاهر الاحتفالية المميزة كالموالد والحضرة وغيرها من الطقوس الصوفية؛ والتي تعد من أقدم وأكبر مظاهر الاحتفاء بذكرى مولد خير الأنام.
بطقوس روحانية متوارثة منذ مئات السنين، ورغم ذلك لم يمنعهم أي ظرف مهما كان من الاحتفاء بمولد سيد الخلق وخير البرية.
عادات قديمة
وككل مناسبة دينية، تبرز مظاهر فرح أخرى في المولد النبوي ، مستمدة من العادات والتقاليد القديمة هذا الشعب العربي، ترمز جميعها للفرح والبهجة.
وعند الحديث عن مناسبة دينية في بلد مثل ليبيا، لا يمكن القفز على المطبخ الليبي الذي يجود بما لذ وطاب من أكلات وحلويات تقليدية تعبر كلها عن قيمة الفرح.
ومن منطقة ليبية لأخرى ومن منزل لآخر تختلف إلى حد الأطباق، لكنها الأجواء ذاتها، أجواء عيد بكل ما تحمله الكلمة.
تبدأ تلك الأجواء قبل أيام من حلول ذكرى المولد النبوي، إذ تكتظ الأسواق الشعبية وتزدهر معها تجارة التوابل والحلويات والبخور والمفرقعات والشموع.
ومع حلول ليلة المولد النبوي تنبعث روائح البخور من البيوت والمحلات إيذاناً ببدء الاحتفال بهذه المناسبة الدينية المقدسة، ولا يكاد يخلو منزل ليبي من الشموع.
ووفق عادات قديمة، فإن إشعال الشموع في ليلة المولد النبوي مع ترديد أنشودات واهازيج شعبية عادة إلزامية لا يمكن تجاوزها أو حذفها من برنامج الاحتفاء، وهي ترمز إلى إخراج الإسلام البشرية من الظلمات إلى النور.
ذكرى المولد النبوي مناسبة أيضا لصلة الرحم واجتماع العائلات على سفرات جميلة ومزينة بأطباق وحلويات تقليدية ترمز للفرح.
أما الشوارع؛ فحدث ولا حرج؛ تتحول ليلة المولد النبوي إلى ما يشبه “حرب شوارع”، ولعدة ساعات لا صوت يعلو إلا صوت المفرقعات التي تحولت في العقدين الأخيرين إلى وسيلة احتفاء وفرح بذكرى المولد النبوي عند أطفال ليبيا.
وككل عام، تسببت تلك المفرقعات في إصابة المئات من الأطفال بحروق، واستقبلت الكثير من المستشفيات حالات إصابات متفاوتة الخطورة، وهي الظاهرة الوحيدة التي يجمع كثير من الليبيين على أنها دخيلة على عاداتهم وتقاليدهم في الاحتفاء بذكرى خير الانام.
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية…_