امسية ثقافية خريفية توقيع كتاب رياحين للفنان عدنان بشير معتيق
كتبت : كوثر رمضان الفرجاني
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_ في أمسية ثقافية ثقافية خريفية طرابلسية نظمتها الجمعية الليبية للثقافة والفنون يوم الخميس 20اكتوبر2022 بحوش (محمود بي) في زنقة الفرنسيس في المدينة القديمة بالعاصمة طرابلس وبحضور نخبة من المثقفين والفنانين التشكيلين، اقيم حفل توقيع كتاب (رياحين) للناقد والفنان التشكيلي الليبي المبدع عدنان بشير معيتيق.
بدأت الأمسية بتقديم رائع من الاستاذ المبدع احمد الغماري، الذي سرد السيرة الذاتية للفنان المؤلف وقدمه بما يليق بهما ، ونبذة عن الكاتب وكتابه، موضحا في مجمل افتتاحية الأمسية الثقافية أن كتاب (رياحين) هو خلاصة مسيرة حافلة بالنقد الفني والممارسة التشكيلية والاطلاع على تجارب ومدارس غنية متنوعة، كتابا استعرضت فيه مقالات راصدة ومحللة للتشكيل العربي المعاصر، بدءا من ليبيا وذاكرتها الفنية، ودراسة التشكيل فيها ومنها نحو الخارج؛ وأكد أن “رياحين” معيتيق، هي استلهاما من شاعريّة ليبيّة تعبق بها أشعار وقصائد ، استئنس بها، تأكيدا للعلاقة الحميمة ما بين الأدب والفن التّشكيلي، كما أنّها امتدادا لإصداره الأوّل “مكامن الضّوء”، ففضلا عن تجربته التشكيليّة الواعدة، يمارس الكاتب تجربة في النّقد والقراءة والتّأويل. وقال الغماري: (رياحين) تنثر عبق التّفاعل الإبداعي بين الفرشاة والقلم، والتّجاذب الثنائي بين الفضاء والنّص، بمسار فكريّ يجعل من سكون البياض بالقماش قدرة على استدراج المعنى المحتمل بين الأشكال والألوان.
مشيرا إلى أن الفنان عدنان بشير معتيق ابن حراك فنّي ميّز الجيل الثالث من المبدعين اللّيبيّين الذي آمن بالتراكم الإبداعيّ والنّقديّ، في اتّجاه كتابة فصول مشعّة من النّشاط التشكيلي يجمع بين الصّورة والتّصوّر أو بين الممارسة التّشكيليّة الحيّة وإحالاتها على مستوى الخطاب والقراءة، الجماليّة والإنشائيّة.
واختتم افتتاحيته الرائعة قائلا :
“الكتاب يأتي استئنافا لشعريّة الفنون وربطا رمزيّا بين جماليّة الأدب وجماليّة الفنون التشكيليّة على السواء.
ثم تحدث الفنان عدنان معيتيق عن كتابه (رياحين) قائلا:
: “جمعت فى هذا الكتاب ما بين التأصيل النظري وبين الممارسة النقدية فى المجال الذى أحببته منذ بداياتي عملي فيه”.
ويضيف معيتيق: “نقد الفن علمني الإبداع، فكيف أنقده قبل أن أتعلم النقد؟ وتاريخ الفن نظريًا تابعته خلال عدة عقود وحتى الآن ظل فيها الفن تعبيرًا عن الجمال بأشكال متنوعة.
واشار معتيق في مجمل حديثه عن كتابه بقوله:
- بعد زمن من ممارسة الفن التشكيلي ومحاولة الخوض في الفن النقدي والكتابة، القراءة في الفن نفسه تولد لدى الكاتب معايير للنقد، وفي محاولة لتجسيد ذلك المعيار، توصلت إلى رسم بياني أولي يمثل مدخلا وعاملا للدخول إلى .
وأضاف: بالنسبة لي في الكتابة هناك تدرج من خلال تجاربي، كون النقد الحضاري لا يقطع في الواقع مع النقد الأدبي ولا النقد الثقافي، إنه يستفيد من إمكاناتهما الإجرائية، إلا أنه معني بشكل رئيس بنقد المجتمع ونقد الواقع المعاش، ومعني أيضا بنقد الممارسات والسلوكيات والأيديولوجيات والخطابات،
وتمنى في ختام حديثه أن تكون هناك متابعة من النقاد والمتلقين، موضحاً أن هناك تقصيرا يحدث أحياناً من النقاد والمتلقين نحو الإصدارات الإبداعية، وهذا ما حدث لاغلب الإصدارات التي لا تأخذ حقها في النقد، موضحاً أن الإلمام ببعض النقد الفني المعياري مفيد فإن لم يصنع من القاص قاصا والفنان فنانا جيدا فبالضرورة سيحسن من ذائقته.
وبعد ذلك فتح باب المداخلات للحضور، عقب ذلك قام الفنان عدنان معتيق بتوقيع إصداراته للجمهور الحاضر في الأمسية، والذي لاقى إقبالا شديدا ورغبة في الاقتناء والإطلاع.
رياحين؛ هي مقالات عن تجارب مختارة في التشكيل العربي المعاصر، يتضمن قراءة في ست وثلاثين تجربة تشكيلية عربية، بالإضافة إلى المقالات التي كتبت عن التجارب الليبية بعد صدور الكتاب السابق للفنان معينق “مكامن الضوء” في العام 2020.
وما هذا الإصدار إلاّ ثمرة لبنية وعي جمالي تشكّلت في رحم الثقافة الفنيّة الحديثة والرّاهنة وها هي تخرج إلى العالم لتسهم في التعريف بالمنجز الإبداعي العربي وتقدّم فتوحا جديدة خصبة في آفاق الفكر التّأمّلي الذي يحتمله العمل الفنّي وهو يُعرَض للنّظر والقراءة والتّأويل. وما أحوجنا إلى نصوص تستقرئ أعمال الفنّانين وتواكب نبض الذات والعالم بين علاماتها التشكيليّة وتضيء مجمل القيم الإبداعيّة التي تتوفّر عليها.
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_