تبرئة كل النخبة وإدانة كل الثائرين

المنصور جعفر

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_ أثر في تفكيري ومشاعري تأثيراً حسناً جميلاً أسلوب القص الوارد في الدقائق السبع من 13 إلى 20 من هذا الفيديو
https://www.youtube.com/watch?v=ToCXCFxtVrE وهو درس قدمه الفقيه العالم سعيد الكملي عن موقعة الجمل وما سبقها وما بعدها وهو كلام ديني فيه حب لكل الصحابة رغم تواصل ونموء خلافاتهم لكن كلام الفقيه بقي منبهاً محذراً من الإشتباه فيهم نأهك عن توجيه إتهام ضد بعضهم القاتل والمقتول الهادل والمتأخر في العدل والمطالب به ما يشمل حتى حرقوص بن زهير واختلاف القصص المروية عنه أو عن الشخصية الشيكسبيرية التكوين المساة عبدالله بن سبأ (إبن السوداء).
من جمال أسلوب الدرس في عرض ما هو حسن وقبيح في تاريخ الثورة على التحكم الأموي الأول ولد التأثيل الآتي لموضوعين متداخلين يشملان: شرعية الحدود على أفعال الحرب و فهم المقدسين للسياسة والعدالة وتطبيع بناءها أو عدم بناءها على بعض الأسس الدينية وتصوير بعض أجزاء الحياة كأجزاء من الدين كأعمال تولي وعزل الحاكم وحق الجماهير الشعبية في الثورة على الظلم وأسسه.
1.
أحسب الفقيه المغربي الجليل سعيد الكملي محباً للعدالة، وهو واحد من أشهر متكلمي الإعلام الإسلامي الذي يرعاه معنوياً أمير المؤمنين صاحب الجلالة ملك المغرب.
2.
يتورع كلام الفقيه في هذا الفيديو عن إدانة نخبة عهد عثمان ولعل هذا الورع وشيج بأدب تقديس دور جزء من تلك النخبة في تحويل فهمهم بعض أجزاء القرآن والسنة إلى دولة عمت بخيرها وشرورها عالماً كبيراً.
4.
كلام الفقيه المالكي الكملي يعزز في العالم موضوع “العدالة الانتقالية” ويجعل لها سنداً من التأريخ الإسلامي كما يحسبه بعض المؤرخين والفقهاء والناس.
5.
وجه التعزيز أن كلام الفقيه الجليل عن ما زامن أو تبع مقتل الخليفة الثالث يعرض بقصد أو بغير قصد [بشكل مختلف عليه بين أشهر طائفتين في الإسلام] يعرض أجزءاً من الخلاف القديم (المتصل إلى اليوم) حول المسائل المتتابعة المتداخلة المواشجة مسائل موضوعات:
1.
طبيعة السلطة؟ 2. فساد الحكم؟ 3. صحة الثورات؟ 4. مدى صحة قيام خصم في نزاع حربي بتأسيس “اشتباه جنائي” ينال عدداً كثيراً جداً من خصوم حربه؟ 5. مسألة شرعية “اتهام” خصم لغريمه في نزاع حربي؟ 6. صحة “شهادة” متحاربين ضد بعضهما؟ 7. شرعية “المحاكمة” تكوينها وقضاتها؟ 8. مدى مشروعية وشرعية “الإدانة” فيها، 9. شرعية “العقاب الجمعي”؟ 10. صلاحية “الحدود” لعقاب أفعال الحرب بين جماعتين من المسلمين وهي أصلاً معدة لعقاب حوادث أفراد في وقت السلم؟ 11. ما طبيعة “الجزاء” على الفريقين النصير والمعارض لإنفاذ موضوع الحدود في حالة الحرب؟ 12. ما هي شرعية السلطة التي تقصل في الشأن الحربي؟ 13. ما هي شرعية الجزاء؟ 14. ما هي شرعية الاتهام المدني في ظروف الحرب؟ 15. كيفية اثبات الاتهام على جماعة مئوية أو ألوفية العدد في حالة السلم أو في حالة الحرب؟ 16. من هو الطرف الذي يحدد وجود حالة السلم أو حالة الحرب؟
6. زامنت هذه المسائل الأصولية في تأسيس أو مراعاة “العدالة” كمحور أو إطار لبنية المجتمع والدولة خمسة نزاعات أصولية أخرى وهي أيضاً نزاعات متداخلة هي: 1. النزاع حول شرعية وجود السلطة؟ 2. النزاع حول شرعية الحاكم؟ 3. النزاع حول شرعية التصرفات السياسية الواجب محاسبتها (السلمية والحربية)؟ 4. النزاع حول أسس المحاسبة والقانون الواجب التطبيق وشرعيته ومشروعيته؟ 5. الاختلافات التابعة لهده النزاعات حول تفاصيل شرعنة أو رفض بعض عناصرها.
7.
مثل كثير من كلام فقهاء التقديس عن عظمة وعدالة الحكومات والتشريعات الإسلامية ترك كلام هذا الفقيه الجليل تمحيص هذه المسائل المهمة لبلورة “العدالة” كمحور أو إطار لبنية المجتمع والدولة، ولم يتطرق في حديثه عن تلك الفترة لأهم علامات الظلم السياسي والاجتماعي وحالة الاستعمار والتهميش الكامنة في علاقة مركز الدولة الجديدة مع أقاليمها ومع مجتمعات تلك الأقاليم وهي علاقة طغيان لم تزل تولد حالة متكررة من نزاعات أو ثورات الأقاليم سواء في غالبية البلدان ذات الإسلام أو في غالبية دول العالم. أيضاً وافق إهمال كلام الفقيه الجليل لأمور الظلم النخبوي اهتمامه بإدانة الثائرين المستعبدين والأعراب وأهل الأقاليم وقادة الثوار وسكوته عن بؤس الأوضاع ومظالمها التي أججت ثاني ثورة في شبه جزيرة العرب ضد نظام تحكم النخب بعد ثورة الإسلام.
الخلاصة إن تتابع وتداخل الظلم والزيغ واللحن في فهم/كلام الفقيه المجتهد يعزز القول بان الفروق بين السياسة والعدالة كانت منذ ما قبل الإسلام ثم بعد تأسيس الخلافة ولم تزل فروقاً كثيرة متوالدة غلبت وتغلب قدرة الخلفاء والمقدسين والفقهاء واتباعهم على رتق الأمور الدينية بالدنيوية (القرءآن والسلطان) ورتق الأمور الدنيوية بتفسيرات نخبة دينية معينة بل ان محاولات الرتق والتلتيق أدت لتفاقم تلك الأزمات التي كانت ولم تزل شائعة في أي دولة نخبوية سواء كانت دولة تزعم إنها إسلامية أو كانت دولة تزعم إنها علمانية.

الحوار المتمدن

Previous post معرض لكرة القدم في قطر
Next post لغتي المتطرفة