ردع “تشي – ناوي” من زمن السوفييت
يوسف مبارك
شبكة المدارالإعلامية الأوروبية…_ماذا لو نفذت الصين مناورة عسكرية رادعة تأسيّاً بما حدث عام 1961، حين قام الاتحاد السوفييتي بتجربة تفجير قنبلة قيصر الهيدروجينية بزنة 50 مليون طن من الديناميت قرب الدائرة القطبية الشمالية؟
شوهد وميض انفجار القنبلة من مسافة 1000 كيلومتر، وكان وقتذاك أكبر تفجير انشطاري أميركي بزنة 15 مليون طن، وعلى إثر الدمار في الموقع ومؤشرات الاهتزازات والموجات الترددية، قررت دول النادي النووي أن سلاحا كهذا لن يجد حربا تحتاج قوته التدميرية، ولم تزايد عليه تجربة أخرى إلى اليوم.
بالمثل، تشكو الصين من تدخلات وتلميحات دبلوماسية البوارج وعبور حاملات الطائرات والسفن الحربية الغربية قرب أرخبيل سبراتلي والمضائق المجاورة في بحر الصين الجنوبي، وقبل سنوات عرضت وكالة ماكسار للصور الفضائية ما قالت إنه مجسم لحاملة طائرات بالقرب من إحدى موانئ الصين العسكرية ذات الأحواض الجافة لبناء وإصلاح السفن.
اليوم أستذكر المجسم المعروض معكم، ومعه فكرة ردع قد تنفع الصين ودول أخرى، بموجبها تقوم البحرية الصينية بتشييد مجسم لحاملة طائرات بالأبعاد والوزن التشغيلي الأقرب للنموذج الحقيقي، لكنه يفوق في حجمه أكبر حاملات الطائرات الحديثة (فئة جيرالد فورد)، ويكون مجسما خاليا من الوقود أو أية تجهيزات قد تلوث البيئة البحرية.
يتم قطر النموذج إلى عرض البحر ويوضع على بعد تقديري من المياه الإقليمية والسواحل الصينية، ولأبعد مسافة للقصف الفعال أو إطلاق أسراب الطائرات بمدى فعال لغارات جوية افتراضية منشأها حاملة الطائرات الوهمية هذه، ويكون هيكل هذا المجسم مغطى بالتحصينات والدروع، ثم يقصف بصاروخ دونغ فينغ من الطرازات الموجودة أو السرية، في تجربة مصورة، تسفر عن انشطار أو غرق الحاملة الوهمية، وذكر وزن الهيكل المصاب وزمن غرقه، في رسالة واضحة عن حجم الخسائر المادية والبشرية المحتملة، وجهود الإنقاذ المطلوبة لانتشال الناجين إن وُجِدوا.
عند تدمير وغرق المجسم، وتعميم التسجيل المصور للتجربة عبر تيك توك، حيث يكثر مستخدمو التطبيق من مجندي البحرية الأميركية في أوقات الفراغ، سيكون وقع الردع والترهيب أبلغ أثرا، وعلى كافة الرتب ودوائر صنع القرار، وأهالي البحارة والطيارين، من أن وجود حاملة طائرات أو أي سفينة عسكرية في مدى صواريخ فرط صوتية متعددة المراحل والحمولات والسرعات وقادرة على المناورة، سيتسبب في موت البحارة وخسارة السفينة وإحباط المعنويات الشعبية والسياسية، والجلوس على طاولة التفاوض.
صورة المجسم المتشظي أو المجزأ قبل وبعد غرقه ستحاكي حجم انفجار وتبعات دمار قنبلة قيصر في الستينيات، والتي جعلت كل رئيس دولة كبرى يستحضر هكذا انفجار فوق أجوائه والدمار المحتمل، وبذلك تنتفي الحاجة إلى التهديد بحاملة الطائرات كقطعة بحرية تحمل جيشا مصغرا بطائراته ومدرعاته وقواربه السريعة، مخافة أن تنقلب خسارتها وبالا على من أمرها بالاقتراب والتهديد أو الهجوم.
ليس الغرض تحريضا، بل تحوطا ضد ابتزاز محتمل قد يصيب دولا عديدة إذا تمكن متهورون مغامرون – أدمنوا الشعبية المرحلية أو الشعبوية المشروطة – من مفاتيح السياسة الدفاعية لبلد عظيم مثل الولايات المتحدة.
سكاي نيوز