مابين التنديد والتهديد

Read Time:1 Minute, 58 Second

إبراهيم عطا_كاتب فلسطيني

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية…_هددوا ونفذوا فقمنا بالتنديد والوعيد، وهددنا ولم ننفذ فقاموا بالمزيد والمزيد…
عندما توعد ما يسمى بوزير الامن القومي للكيان الصهيوني، ايتمار بن غفير، باقتحام المسجد الاقصى المبارك، هددت حركة المقاومة الاسلامية “حماس” بالرد على اي تطاول على مسرى الرسول الكريم، الا ان زعيم عصابات المستوطنين نفذ تهديده، وقام بذلك بأسرع من المتوقع وبحماية قوات الاحتلال وبموافقة “النتن ياهو” نفسه، ولم يتم الرد على هذا الاستفزاز الخطير لا من قبل حماس ولا من قبل اي جهة اخرى على الساحة الفلسطينية…
وكذلك سارعت المملكة الاردنية الهاشمية التي تتولى الوصاية على الأماكن المقدسة في فلسطين المحتلة، وعلى لسان الملك نفسه بتوجيه تحذير شديد للاحتلال في حال تخطيه الخطوط الحمر، ومع هذا تخطاها ولم يعر اي اهتمام للمملكة “الهاشمية” ولا لملكها “الوصي”، واقتصر الرد الاردني على استدعاء سفير العدو الصهيوني في عمان لتقديم احتجاج دبلوماسي، وهو ما تعودنا عليه من “ردود شديدة اللهجة” من المملكة ومن ملكها “الوصي الامين”…
أما اغرب إدانة لاقتحام وتدنيس المسجد الاقصى من قبل بن غفير فقد جاءت من دولة العمارات المطبعة مع الاحتلال حتى النخاع، حيث انها كانت قد دعت هذا الشيطان الصهيوني الى حفل الاستقبال الذي أقامته سفارتها في تل ابيب الشهر الماضي بمناسبة العيد الوطني، وتم استقباله والترحيب به من قبل سفير التطبيع بنفسه…
وهكذا توزعت التصريحات المستنكرة وتعددت الادانات، الى ان وصل الملف الى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والذي سيوجه كعادته دعوه الى “جميع الأطراف” الى وقف التصعيد، وباحسن الاحوال، الى عدم المساس بالوضع القائم، وفي حال توصل الى اصدار قرار ادانة سيقابل بالطبع بمعارضة الولايات المتحدة الإرهابية عبر استخدامها لحق “الفيتو” لصالح حليفتها اللقيطة…ومن المؤكد أن مثل هذه الردود والتصريحات لن تردع الكيان الصهيوني، الخارج عن القانون، ولن توقف ممارساته التهويدية القذرة، والتي ما زالت بالطبع في مراحلها الاولى…
ولكن ماذا عن تهديد حزب الله قبل يومين على لسان امينه العام السيد حسن نصرالله من أن هذه الخروقات قد تفجر الوضع في المنطقة برمتها وليس في الداخل الفلسطيني وحسب؟..نأمل الا تكون مجرد تهديدات لا تخيف بن غفير ولا غيره و لا تردعهم عن اعمالهم الاستفزازية تجاه الأماكن المقدسة وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك…
وبهذه المناسبة نقول لمن لا يملك امكانيات و أدوات لتنفيذ تهديداته وتحويلها الى اعمال ملموسة وفورية تجاه الاحتلال ان يلتزم الصمت لتفادي الاحراج وفقدان المصداقية…
واخيرا نتوجه بالتحية للمناضل كريم يونس المحرر بعد ٤٠ عاما من سجون الاحتلال، والرحمة لشهداء هذا الاسبوع من الاطفال، ادم عياد (١٥) وعامر ابو زيتون (١٦)،

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية…_

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %
Previous post بارت دي ويفر وإجراءات بخصوص المخدرات
Next post مذاقات ليبية_ فلسفة فن الطبخ “الشيف الليبية وصال صقر “تحصد المزيد من الذهب