قيامتيْن
هناء المريض
وأنا أقفُ بين يديكَ مُلطَّخة بالخطايا
حافيةٌ .. بأقدامٍ شَقَّقَها الركضُ بحثاً عن بصيرة
ليس في كفيَّ سِوى حفنةُ مَحَبَّة
قُرباناً للفرحِ في رحلة العمر القصيرة
لا تسألني يا اللهُ ما أبقاكِ في قريةٍ ظالمٌ أهلها ؟
كان والدي يناديني (مَلَاكي)
إلا أنه لم تَنبُتْ ليَ أجنحة
كانت الأحلامُ تتكفلُ بأمر الهجرة والنسيان
كان الحُكَّـامُ يَعشَقُونَنا ..
يَعِدُونَ أيامنا العارية بأثوابٍ لِغَدِهَا جديدة
وأنا كأيِّ امرأة غبية
إلتهمَ الانتظارُ عمرها
صَدَّقَتْ وعود العاشقين
أنا ياربَّ المستضعفين
امرأة الورق
تنامُ على الورق
تصرُخُ على الورق
تُفرِّخُ للملح صِغاراً من الجِراح
تُكمم بالكلماتِ أفواهَ جيوشها الرافضين
لا تسألني ما أبقاكِ في القرية الظالمِ أهلها؟
لا تسألني عن بلاد الخيبات…
عن الحق وضعيفُكَ الأسمر
عن أسمائكَ الحسنى في وجهه
ففي بلاد الفأسِ والطبل
الكل حطابٌ وليس ثمة دافئين
الكل عَزَّافٌ
الكل صَفَّاقٌ
وليس ثمة سامعين
والكل يا رب التائبينَ طَوَّافٌ وليس ثمة مستغفرين
عن حفنةِ الفرح تلك
التي لم تكفي القبائل المغلوبة في عينيه
لم يلتفت لها صمتُهُ الذي تشردَ على شفاه العَشَم
لا تسألني ما أبقاكِ في القريةٍ الظالم أهلها ؟
و وحدك الذي يعرف أنِّـي
في غائرِ المهانةِ دفنتُ ثَورَهُ الأبيض
حتى صِرْتُ بِصَمْتِي
أولُ السَّفَلَة … وأكبرُ الظالمين.
شبكة المدارالإعلامية الأوروبية…_