المواعيد

د. ناهد سليمان توميه

ها قد أطلَّ الوقتُ فاتحاً بابه 

لا أدري من أي الأبوابِ أطلَّ

له في كل زاويةٍ أغلقتُها باب

وفي كل سدٍّ بنيتُه روافد 

أكاد أُغلقُ إحداها 

حتى يأتيني مندفعاً من الآخر

كعادته 

منذ أن تعرَّفتُ عليه 

مُصرٌّ على إيقاظي

لم أكد أضعُ رأسي المُثقل  

على وسادة اللازمن 

واللاوجود

واللاانتظار

واللامنتظر

واللامترقِّب

حتى يأتيني مسرعاً

جالباً معه قائمة مواعيدي

مواعيدي …! 

تلك المواعيد

هي الأخرى لا تنتهي

كأنها تدور مع عجلة اللامنتهى

وكأنها جلست  مع هذا الوقت

تربَّعت 

تآمرت 

تحالفت

تسامرت 

شربت نخبها حتى ثمُلت

ثم اتفقت معه كلَّ ليلةٍ 

لإيقاظي من الحلم 

حيث كانت روحي ترفرف

مُنتشيةً فوق السحاب

ها هو الآن واقفٌ أمامي

قبل أن يبزغ فجر الأيام فوق الأرض

عقاربه مغروسةٌ في جسدي  

كأنها عقارب الصحراء تلدغني

يهزني في مضجعي بقوة

يُزعجُني

يُغضِبُني

يُمسك بي 

وأنا مازلتُ جسداً 

أنتظِر أن تعود إلي روحي من رحلة السماء 

وتلبسُني

رفقا بي أيها الوقت اللعين 

ماعدتُ أحتملَ قيودَك 

فروحي تعشقُ الحياة

تعشقُ الحرية

تعشق الهيام في الملكوت 

حيث لا زمن

لا وقت 

لا توقيت 

لا مواعيد

رفقاً بي أيتُها المواعيد

أطلقي سراحي 

فما عادت روحي تحتمل

أن ترى أرواحاً أخرى 

تفوح منها رائحة الموت

تحوم من حولي

وأنا أجلسُ داخل قفصٍ  

كالطائر الحزين

ينشد الحياة

ينتظر السعادة كل لحظة لتفُكَّ أسره

وتطير به بعيدا 

رفقاً بي أيها الوقت الضائع 

وأيتها المواعيد الهُلامية

وأيتها اللاحياة … والاإنسانية

إبتُليتُ بكم جميعاً

وطال الابتلاء 

شبكةالمدارالإعلامية الأوروبية…_

Previous post  قيامتيْن 
Next post **  همسات مع ليل بعد منتصفه **