امنيات على قارعة الطريق

بقلم صفاء يونس

الظهيرة في احد شوارع شتوتغارت _ألمانيا

شبكةالمدارالإعلامية الأوروبية…_كنت اتضور جوعا لم أتناول شيئاً منذ يوم ونصف يجب أن ابحث عن مكان للعمل ويجب أن أتناول اي شئ حتى استطعت المقاومه
كان هناك العديد من المطاعم في هذا الشارع دخلت الواحد تلو الآخر ولكن لم يرضى أحد أن يشغلني فأنا لم أبلغ الخامسة عشر بعد وكأنني قد اخترت ان أكون هنا بين هذه الشوارع لأبحث عن عمل بدل أن أكون على مقاعد الدراسة .
خرجت بوجه بائس وعينان يغمرها الدمع وجلست على الرصيف رفعت يداي وقلت يارب ساعدني يارب
جلست بقربي فتاة طويلة ذات عينان واسعه وملامح جميلة و ترتدي ملابس فضفاضة وعلى رأسها حجاب
قدمت لي شطيرة وعلبة عصير ثم قالت أرجو أن تحب المانجا انها تذكرني بأول شئ أكلته بعد أياما من الجوع فأصبحت شرابي المفضل.
لم أكن متسول لكنني حقا أريد أن أعمل
أعلم لا عليك هيا تناول الآن
ليس لدي عائلة ان كان هذا مايدور في عقلك
أنا ابن قوارب الموت فقدت عائلتي هناك وولدت من جديد
حاولت اكمال الحديث لكنها قاطعتني قائله :
ان اعطيتك نقود ستصرفها ولن تفيدك الا لبضعة أيام وسمعت حديثك مع النادل في المطعم
أنت تريد العمل صحيح !
نعم
لدي صديق يملك مقهى على بعد شارعان من هنا
هيا، سنذهب اليه
ترافقنا وطوال الطريق كانت تُسبح بالمسبحة الالكترونية ذات اللون الزهري حتى وصلنا
رحب بنا رجل اربعيني قائلا :
اهلا بالجارة أماني
كيف حالك
اهلا بالجار عزيز بخير والجميع يرسل لك السلام
أتذكر حين قلت أن أبناء البلد لبعض وأنك تريد رد المعروف !
أحتاج أن ترد ذاك المعروف في هذا الشاب
التفت وهي تهمس لي ما اسمك ؟
فقلت أواب
أواب مثابر ويحتاج إلى عمل لكي يستطيع أن يعول نفسه ويدرس حتى يصبح مايريد يوما ما
نظر ضاحكا وقال اهلا بأواب بيننا .
ثم قال لكِ دين الآن في رقبتي ووجب عليكِ السداد يا جارتي العزيزه
ابتسمت له ثم قالت مغادره
أراكم بخير
لحقت بها للخارج وقلت يا أخت أماني كيف سأرد لكِ هذا الجميل؟
ابتسمت ثم قالت سيكون عليك يوما ما أن تفعل خيرا وتساعد أي شخص وهكذا سيكون الجميل قد عاد لي تذكر جيداً أن في غربة وأبناء دين واحد يحث على الرحمة وفعل الخير قدوة برسولنا الكريم .
مرت الايام وكنت أعمل في ذاك المقهى مساءا وأدرس في الصباح
كانت تساعدني الخالة أماني من حين الى آخر حتى استطعت الدخول الى الجامعة
ثم بدأت العمل في مكان آخر لكنني أساعد العم عزيز في بعض الاوقات واقوم بزيارته في العطلات
انتقلت العمة أماني الى ميونيخ في سنتي الاخيرة في الطب ووعدتني ان تكون هنا في حفل التخرج .
أصبحت طبيبا جراحا كما كانت تحلم أمي كنت وحيداً بعد
فقدان العائلة لكن عزيز وأماني اليوم أول الحضور بفخر تلاحقني عيون العم عزيز وبدموع الفرح عيون العمة أماني فقد كانو بمثابة العائلة لي
وعند استلامي للشهاده والتصوير همست لها قريبا سأرد الجميل
ثابرت كثيراً، عملت بجد لمدة ثلاث سنوات ليكون لدي عيادتي الخاصة
الدكتور اواب ابراهيم
افتتحت قسما مجانيا لمساعدة المرضى وكانت رسالتي الدائمة
“افعلو خيراً تجدوه “
ساعد كل من يحتاج، لاترد سائل، اترك ارثا من بعدك، صدقة جارية تنفعك .

شبكةالمدارالإعلامية الأوروبية…_

Previous post فاطمة زيبوح وعاصمة الثقافة الأوروبية لعام 2030
Next post <strong>*”القدس صيدا“ يتوج بطلاً لدورة أبطال ”كأس الانطلاقة الـ35“ الثلاثية في الجنوب*</strong>