إسرائيل إقامة غير دائمة

إبراهيم عطا _كاتب فلسطيني

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_”نشعر وكأننا نعيش في فندق وأن فترة اقامتنا هنا قد تنتهي بأي وقت”، هذا ما قاله احد الصهاينة عن وجودهم في مستعمرة “اسرائيل”، لانهم يعرفون ان هذا التواجد على ارض فلسطين ما هو الا اقامة مؤقتة مهما طال بهم الزمن، ويعرفون ايضا ان القوة العسكرية والدعم الغربي لن يضمنا لهم البقاء الى الابد..
لذلك تلجأ سلطات هذا الكيان الى التسريع في عمليات التطبيع واخذ الاعتراف الرسمي من الانظمة العربية المتخاذلة، وهناك على الارض تلجأ الى عمليات التطهير العرقي والقمع اليومي لتشتيت وتهجير السكان الاصليين في محاولة منها لاطالة عمر هذا الكيان/الفندق، الذي قدموا اليه هربا من البطش والتميبز العنصري في اوروبا بعيد الحرب العالمية الثانية…
واليهود في فلسطين على دراية ويقين من أن لاقامتهم هناك نهاية وقد تكون قريبة، لذلك فالغالبية العظمى منهم عمدوا على الاحتفاظ بجواز سفر دولهم الاصلية او قاموا باستعادة جنسيتهم الحقيقية بعد ان اصدرت دول كثيرة مثل اسبانيا والنمسا وبولونيا قوانين تسهل استعادتهم لجنسيات ابائهم واجدادهم، وكذلك عمد الكثير منهم على شراء المساكن والعقارات في دول اخرى يعتبرونها اكثر امنا واستقرارا لهم من “ارض الميعاد”…
ومع هذا، فاننا نرى بعض العربان يصرون على منح المحتلين الصهاينة الشعور بالامن والأمان وكأنهم في بيتهم وعلى ارضهم، وتصل النذالة ببعض الانظمة الوضيعة الى حد التعامل معهم وكأنهم هم أصحاب البيت الحقيقيين، من خلال التذلل لهم والتطبيع الرخيص معهم، واخرهم نظام الحكم في السودان بزعامة ما يسمى بمجلس “السيادة” عبدالفتاح برهان …
ولكن مهما حاولت هذه الانظمة العربية القذرة ان تعطي صفة الشرعية للعدو الصهيوني على ارض فلسطين من خلال عمليات التطبيع والتلميع، الا ان هذا الكيان الغير قانوني الى زوال عاجلا ام اجلا، شاء من شاء وأبى من ابى..
ولا نعتقد ان عمر دولة الاحتلال سيطول كثيرا بمساعدة اشباه الرجال من العربان من امثال محمد وبرهان، ولكن، في المقابل، من المؤكد انه سوف يقصر من خلال زرع الرعب في قلوبهم وعدم الشعور بالامان، واستمرار المقاطعة واشتداد المقاومة في كل مكان، ودعم صمود اهلنا في فلسطين للتسريع في ازالة هذا الكيان …شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_