زلزال أم أيادي خفية

إبراهيم عطا _كاتب فلسطيني

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية…_زلزال مدمر سوف يضرب دول الخليج وسيؤدي الى غرق سواحلها ومدنها، و زلزال بقوة ٨ درجات سيضرب مصر والاردن وفلسطين وسوف يخلف اضرارا غير مسبوقة وضحايا بعشرات الملايين…بالطبع هذه اخبار غير صحيحة ولكن مثل هذه الزلازل قد تقع في أي وقت، و ربما لا تحدث خلال عام أو قرن من الزمان، لانه ليس بإمكان احد التنبؤ بمكان او توقيت حدوث الهزات الأرضية بالرغم من التطور الكبير في علم الجيولوجيا وطبقات الارض وتأثير الغلاف الجوي عليها…
ولكن هل هناك فعلا من يعرف بتوقيت وقوع الزلازل ويكرس تلك العلوم للتحكم في الطبيعة واستخدام ظواهرها كسلاح مدمر يستخدمه في مناطق محددة وضد دول معينة..فهذا ايضا غير مؤكد او مثبت علميا على اقله حتى يومنا هذا، برغم كل ما يشاع عن قدرة مركز “هارب” الامريكي في ألاسكا في افتعال بعض “الظواهر الطبيعية” من خلال التلاعب بطبقة الايونيسفير واستخدام غاز الكيميتريل وغيره…
اذن، والى ان نتحقق من تلك المعلومات المرعبة ومعرفة خفايا ابحاثهم وعواقب تلاعبهم بالارض والسماء، لنبق في اطار واقعنا الأليم وعلى هذه الارض التي هزت قلوبنا جميعا لهول هذه المأساة الانسانية، ولنعمل على الوقوف الى جانب الضحايا والمتضررين بكل ما اوتينا من صبر وقوة تحمل، لان ما تتحمله الضحية تحت الركام وما يصبر عليه اهل الضحية من ألم وعذاب، يفوقان تحمل العقل البشري والقلب الآدمي …
وكما تعرفون فان زلزال هذا الاسبوع لم يفرق بين دين او جنسية، لم يفرق بين سوري و تركي، ولا بين سوري موالي للنظام وآخر معارض له، لذا فعلينا مساعدة المنكوبين دون استثناء، وليس على الطريقة الامريكية التي تمارس العمل الانساني بطريقة انتقائية، بل يتوجب على دولنا التوجه فورا بمئات الطائرات الى دمشق مباشرة ضاربين بعرض الحائط كل العقوبات والقيود الغير انسانية، وربما على بعض دولنا ممن شاركوا بتدمير سوريا من خلال الحرب الأهلية استغلال هذه الكارثة الربانية لتصحيح آثار الكارثة الادمية التي ساهموا في صنعها، وتسببت باضعاف سوريا وجعلها هزيلة ومحاصرة لا تملك الامكانيات المادية والتقنية، ولا تقوى على انقاذ مواطنيها من تحت الانقاض…فعلى سبيل المثال كنا نتمنى ان تنتهز دولة قطر الشقيقة هذا المصاب الأليم لتصحيح خطأها العظيم تجاه الشقيقة الكبرى، وأن تدخل اليها من بابها الكبير وبكل ثقلها المادي والمعنوي لتعتذر وتكفر عن ذنبها الذي لا يغتفر، فهل سنرى مثل هذه الخطوات في الايام القادمة ام سنظل ننتظر؟…
ربما لا، ولكن في المقابل رأينا عرضا صهيونيا من المجرم نتنياهو لتقديم العون والمساعدة الانسانية للجمهورية العربية السورية، وهي بالطبع مبادرة خبيثة تهدف للصيد في الماء العكر والابتزاز في مرحلة الضعف والعوز…
واذا كنا غير متاكدين حتى الان من امكانية قوى الشر العالمية في التلاعب بالظواهر الطبيعية والتحكم بها، الا اننا متاكدون من انهم يستغلون هذه الكوارث في اكثر من اتجاه، وقد يستغلها الغرب المنافق للقيام بحملة اعلامية غير مسبوقة تهدف للتشكيك في ادارة الرئيس اردوغان لهذه الازمة الوطنية، لتحقيق واحد من اهم اهدافها للعام ٢٣، وهو اسقاطه في الانتخابات المقبلة وابعاد خطه بشكل كلي عن السياسة التركية…
وكذلك، وفي خضم الحديث المتكرر هذه الايام عن الهزات الأرضية في اكثر من مكان، نخشى أن تقوم دولة الاحتلال الصهيوني باستغلال هذه الظروف لتنفيذ مخططها المعد مسبقا لتدمير المسجد الاقصى ومسجد قبة الصخرة من خلال هزة أرضية مفتعلة او هزة ارتدادية مفبركة، وتطالب بعدها بكل وقاحة بلجنة تحقيق دولية تشكلها الولايات المتحدة الإرهابية وبعض اصدقائها من الدول الاوروبية …
ولكن تبقى الاولولية الان لتقديم المساعدات لضحايا الزلزال واسرهم بشتى الطرق الممكنة وبكل الوسائل المتاحة، ولمن عجز بالصلاة والدعاء للتخفيف عنهم في هذا المصاب الاليم…
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية…_

Previous post دكتور هشام عوكل يحلل ماجاء في مجلة فورن بوليسي التي طرحت عنوان صادم
Next post كالإشارات