عندما يكون للتكريم معنى وهدف وقيمة
تكريم لأهل العطاء والاستحقاق الحقيقي السيدة خيرية محمد ابوغنية
متابعة : كوثر الفرجاني
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية…_بعد مسيرة طويلة وحافلة من العمل والعطاء غير المحدود، كرمت كأول سيدة ليبية في غريان ومن اوائل الليبيات من بناة منارات التعليم في ليبيا،
الحاجة والسيدة خيرية محمد ابوغنية؛
والتي بدأت السلم التعليمي الوظيفي مبكرا، حيث عملت معلمة مخلصة حازمة، سيدة نضج وعيها في منارات العلم، نمت وانطلقت من أسرة متعلمة محبة للمعرفة واعية بأهمية التعليم للفتاة، ولم تتوقف عن التعلم طوال حياتها.
وخلال حياتها المهنية كانت للسيدة خيرية بصمات واضحة في تعزيز وتطوير المنظومة التعليمية، كما أثبتت قدرة المرأة الليبية وكفاءتها التي رشحتها لنيل أرفع ، ولأكثر من ثلاثين عاما، ظلت الاستاذةخيرية تحمل القلم بيمينها لترسيخ أسس التعلم، ترشد وتخطط وترسم، وطافت باسم ليبيا تحدث الناس عن طموحات بلدها في مجال التعليم.
توجت خلال هذه المسيرة الطويلة الأستاذة خيريه محمد ابوغنيه والتي ولدت في 1939م بمحلة سيدي يعقوب تغسات غريان ، مؤهلها الدراسي شهادة اتمام الدراسه الابتدائية عام 53/54م تاريخ التعيين عام 54م وتحصلت علي الشهادة التي تؤهلها لتكون من اوائل المعلمات في منطقة غريان بعد ان تقدمت لتادية الامتحان بطرابلس ، تم تعيينها بالرحيبات 7/1/54م التي تبعد عن مسقط رأسها ومقر سكنها حوالي 150 كم ، في الوقت الذي كانت فيه الفتاة لا تخرج من سقيفة حوش الحفر ، فلم ترفض بل ذهبت مع والدتها وشقيقها الاصغر سنا منها ، ومكثت هناك سنة دراسية كاملة ، ثم نقلت بعدها الى ابوزيان ، ثم إلى مزدة ، عام 56م وبقيت هناك سنة كاملة ايضا وعادت الي بوزيان عام 56م ، لتتزوج من الشيخ والمربي الفاضل ابراهيم الطاهر وهو احد رواد التعليم في مدينة غريان لتستقر بها وتواصل رحلتها مع الحرف والكلمة.
تدرج وظيفي
واستمر عطاؤها المميز كمعلمة قديرة ومتمكنة ، لاكثر من 19 عاما في تعليم المرحله الاولى من الصف الاول حتي الصف الثالث ، تبدأ من الصف الاول لتنتقل معهم الى الصف الثاني ثم الصف الثالث ، لتبدأ بعد ذلك مع تلاميذ غيرهم بنفس السياق والكيفية .
سنة 75م ادت الاستاذة خيرية بوغنية امتحان الترقية ، واجرت الامتحان في مادة الاشغال والتدبير المنزلي واجتازته بنجاح ، لتنال الدرجة الوظيفية المستحقة كمعلمة مصنفة ، ولتتحول بعدها الي مدرسة لمادة الاشغال والتدبير المنزلي ، للشق الثاني من التعليم الاساسي ، وبقيت تدرس المادة حتي احيلت علي التقاعد 95م ، وبعد رحلة العطاء الطويلة والتي تمكنت فيها من تعليم الكثير من التلاميذ فمازال الكثير منهم يحرصون على التواصل معها بعد ان صاروا كبارا {معلمين مهندسين اطباء ومحامين} .
تكريم دائم مستحق
حصلت السيدة خيرية اغنية على العديد من التكريمات، حيث تم تكريمها مرارا وتكرارا باعتبارها شخصية رائدة على مستوى الوطن الليبي؛ وتم اختيارها في كل تكريم لتكون الشخصية الليبية الأكثر عطاء وتفاني خلال مسيرة حافلة تقديرا لجهودها المبذولة على مدار حياتها المهنية في إلهام الأجيال من خلال العديد من الإنجازات والمبادرات، لا سيما في مسيرتها المهنية التعليمية الممتدة لعقود.
تم تكريمها في احتفال في طرابلس لتمنح نوط الخدمة الطويلة والقدوة الحسنه مع غيرها من المعلمين من مختلف المناطق في ليبيا عام 2002م، وكرمت ايضا من جمعية بيت المودة للاعمال الخيرية كواحدة من نساء الجيل الاول في التعليم والريادة .
وهاهي في بداية 2023 ، تنال التكريم المستحق في مسقط راسها مدينة غريان .
هذه سيرة واحدة من النساء الليبيات اللواتي كانت لهن بصمتها الفارقة على درب الحياة ، ومسيرة العطاء التعليمية ابدت فيها إلتزاماً برسالة التدريس النبيلة ، حيث اعطت وتفانت واخلصت ، لتنال الاجر من الله ، والتقدير من المجتمع ، ومازال قلبها ينبض بحب الوطن ،
لتكون صورة مشرفة وكمثل أعلى للمرأة الليبية الأم والمربية عرفت كيف توظفت أدوات عاطفتها ورسالتها في التعبير عن رهافة إحساسها اتجاه أبنائها التلاميذ في المدارس، وبالجد والمثابرة وضعت نفسها وسط الصفوة فدخلت قلوب الليبيين في منطقتها ومسقط رأسها مع حروف الكتب التي درسوها طوال مراحل التعليم.
نبتهل الي الله ان يمن عليها بالصحة والشفاء، وان يحفظ الله الجميع .
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية…_