** مازاغ عن الحلم البصر **
الشاعر مراد اللحياني تونس صفاقس
“فَرَحٌ يَستَرخِي دَاخِلَ
عبَاءَةِ الوَقتِ
يَتغَضَّرُ مِن قِيَامَةِ البَحرِ
مِن بَلَاغَةِ الجُرحِ
فِي الوَردِ
وَأَنَا أضمَحِلُّ تَحتَ
مِعطَفِي الثَّقِيلِ
لَا الكَأسُ يَحلُو
وَلَا الطُّوفَان…
لَيسَ لَدَيَّ مَا أهَبُهُ لِليَأسِ
لِأَعُودَ
لِأغرَقَ فِي جَسَدِي النَّائِمِ
أَنَامِلُكَ تَخرُجُ خَجِلَةً
إلَى المَاءِ
تَتلُو خِدعَةَ الضَّوءِ
تَنحُو صَوبَ اللَّونِ
تعرُجُ مَجنُونَةً
فِي فَاكِهَةِ الجَحِيم…
هَا أَنَذَا
أستَيقِظُ مِنَ الكَلَامِ
وَمَا يَنِدُّ عَنِ التَّوَهُّمِ
وَأَرُفُّ فِي اليَاسَمِين
فَأرَى خِصرَكِ يَركُضُ
فِي حُقُولِ الزَّهرِ
خَوَاتِمَ مَاءٍ وَعِطرٍ
يَكبُرُ نَخلًا وَ نَخلًا
وَرُطَبًا تَعلُو اشتِهَائِي
وَرَعشةً لِلوَردِ بَينَ الضِّفَافِ…
قُلتُ: “يَحفَظُني بَرقُ المَسَاءِ
وَسَورَةُ الصَّحوِ المُبِينِ
وَمَا يجِيءُ بِهِ النَّبِيذُ
مِن خَرَاجِ العِنَبِ”
مِن أيِّ نَسغٍ جِئتِ؟
يَا زَغَبَ النَّسائِمِ
يَا شَذَى الرَّيحَانِ
مِن أيِّ نَسغٍ جِئتِ؟
يَا طِفلةً
تُمسِكُ الخَيلَ
مِن صَهيلِها
وَتَمتَطِي صَهوَةَ الرِّيحِ…
مِن غَمغَمةِ النَّهرِ
تَحتَ جِذعِ اللَّيلِ
أَو مِن وَميضِ العتَمةِ
فِي دَهشَةِ الخَرِيرِ…
كَانَ الوَقتُ يَصلِبُنِي
وَمَا فِي كَفِّي
غَيرُ فَجرٍ شَحِيحٍ
وَخَمسُونَ عَامًا
مِنَ الانتظَارِ…
فَكيفَ أموتُ يَا قَمَرِي
بِغَيرِ أوَانٍ
وَمَا زَاغَ عَنِ الحُلمِ البَصَر ؟”
شبكة المدارالإعلامية الأوروبية…_