المعادلات الغريبة
إبراهيم عطا_كاتب فلسطيني
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …._معادلات غريبة جدا في اكثر من اتجاه وعلى اكثر من صعيد، ففي الولايات المتحدة الإرهابية قام الكونغرس الامريكي بمنح الرئيس بايدن صلاحيات جديدة لمنع استخدام تطبيق “تيك توك” الصيني وتطبيقات اخرى لاشتباههم باستخدامها لاغراض تجسسية، بينما تسوق الولايات المتحدة لنفسها على انها بلد الحرية والمنافسة التجارية العادلة…
وفي اتجاه اخر، قامت يوم امس قوات من البحرية البريطانية بمصادرة كميات من الاسلحة كانت على متن قارب ايراني في مياه بحر عمان في طريقه الى اليمن، وذلك حسب بيان القيادة الامريكية الوسطى التي قدمت المعلومات للبحرية البريطانية، ولكن في المقابل، هل توقفت واشنطن ودول الغرب يوما واحدا عن بيع شتى انواع الاسلحة ولمختلف الاطراف المتحاربة هناك…
وفي نفس الاتجاه، قامت الولايات المتحدة الإرهابية بتوجيه تحذير قوي للصين من انها ستواجه عواقب وخيمة في حال قامت بامداد روسيا بالاسلحة والمعدات، وتبعتها اليوم المانيا ودول اخرى، بينما لا يمر يوما واحدا دون ان تعلن واشنطن ودول الغرب التي تدور بفلكها عن تقديم المليارات على هيئة اسلحة وذخائر للقوات الاوكرانية، بل وتفرض على دول اوروبا الغبية، اقصد الغربية، والعربية ايضا، تقديم المال والسلاح وبسخاء كبير للجيش الاوكراني لدعمه في مواجهة الغزو الروسي…
وفي اتجاه آخر، انتهت مؤخرا المناورات المشتركة بين الولايات المتحدة الإرهابية وكوريا الجنوبية، وكذلك انتهت بالامس مناوراتها العسكرية مع الكيان الصهيوني، وفي ذات الوقت انتهت مناوراتها المشتركة مع القوات العمانية، والجميع يعرف أن العدو في المناورات الاولى هي كوريا الشمالية، وفي مناورتها مع “مستعمرة اسرائيل” فان العدو الاول هو الجمهورية الاسلامية، ولكن من هو العدو في المناورات التي تحمل اسم الحارس المنيع..؟
اما في فلسطين المحتلة، فالمعادلة هناك هي الاغرب على الاطلاق، حيث تقوم قطعان المستوطنين وبشكل يومي بمهاجمة المدنيين الفلسطينيين، وتقوم قوات الاحتلال الصهيوني بمساندة وحماية هؤلاء المتطرفين، ويشترك الجانبان، جنود ومستوطنون، بالاعتداء على الاهالي والبلدات الفلسطينية، ولكن في المقابل، وعندما يلجأ المقاومون الفلسطينيون لتحرير ارضهم او الدفاع عن انفسهم وعن املاكهم عبر القيام بعمليات ضد جنود الاحتلال ومستوطنيه، نرى كيف تقوم اجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية بمنعهم من القيام بذلك وتلقي القبض عليهم وتصادر اسلحتهم في اطار التنسيق الامني مع الاحتلال…
أما المعادلة الوحيدة التي يفهمها الاحتلال وداعميه من دول الغرب الحاقدة ومن العربان المطبعين ومعهم سلطة “التنسيق الامني المقدس” فهي أن “ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة”…تحية اجلال لأهلنا في حوارة الصامدة وفي مخيم “عقبة جبر” المقاوم وفي نابلس جبل النار وفي جينين الكتائب والعرين وفي كل بقعة مناضلة على ارض فلسطين، والمجد والخلود لشهداء الامس واليوم وكل يوم،…
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_