دكتور قاسم الباجي عندما يبدع الفنان بالأداء والبحث الموسيقولوجي

Read Time:5 Minute, 14 Second

حاورته هبه محمد معين ترجمان

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية…_قد نجد حيرة بما نطلق عليه هل نقول عنه فنان عازف أم نطلق عليه مبدع  أو باحث  أو أستاذاً باختصاص  المعايير الموسيقية والسوسيولوجية الأدائية.

لكن إذا أريد التعريف به يمكننا القول أنه من الشباب الواعد  الذين استطاعوا تقديم فناً إبداعياً فتألق كعازف وكباحث وكأستاذ في العلوم الموسيقية التي مازال يتابع تحصيله فيها رغم أنه تمكن من رصد تخصص يعتبر من الصعوبة ما يجعل الكثيرين يحجمون عن هذا الاختصاص.

إنه الفنان والباحث الدكتور التونسي الدكتور  قاسم الباجي , الذي تخطى طريقه في البحث العلمي الموسيقولوجي في  فنون الأداء  والنبش في اختصاص الأداء الآلي وتقنيات الأداء ومناهج وطرق تدريس التشيللو, له العديد من المقالات البحثية منشورة بعدد من الدول العربية مثل المجلة الثقافية الشعبية البحرينية والجزائرية والشارقة الثقافية , كما شارك بالعديد من البحوث في هذا المجال ضمن مؤتمرات دولية  .. حالياً هو عضو بالهيئة الثقافية بدبي وله مشاركات عديدة في اختصاصه العلمي.

استطاع  د.باجي الاستفادة من الجانب التطبيقي والبحثي في عمله وعلومه ,وعلى الرغم من أن التشيللو  هي من الآلات التي يحجم الكثير عن تعلمها لكنه استطاع أن يطوعها ويجعلها مطرباً بين يديه .

وقد خص شبكة المدار الفنان والباحث دكتور قاسم الباجي بهذا الحوار :

  • دكتور قاسم يحجم الكثير من الفنانين عن اختيار آلة التشلليو فلماذا اخترتها أنت لتتخصص بها وماهي ميزاتها  ؟

لقد اخترت آلة التشيللو لأنها من الآلات  الدافئة، والعميقة، فهي  آلة رائعة للكتابة، وقادرة على إعطاء تعبيرات خاصة، صوتها يمنح إحساساً كأنما الآلة تحاكي صوت الإنسان أثناء الغناء، والكثير من الناس عندما يسمعون صوت التشيللو يعتقدون أن شخصا ما يتحدث معهم.

التشيلو صوته بمثابة مراوحة بين صوت الرجل المسن والامرأة الحاد، لها القدرة على تحريك الناس بطريقة غامضة، لا طاقة لهم على مقاومتها، وكيف يقاومونها وهي تصل  بالقلب نحو الصفاء والنقي .

  • دكتور قاسم آلة التشيللو هي من الآلات التي قليل من يرغب بتعلمها وآلية الدراسة لها في وطننا العربي تبقى أقل من غيرها من الآلات فما السبب  ؟

إن منهجية تعليم التشيللو في وطننا العربي مازلت تشكو نقصاً كبيراً فعلاً وذلك تبعاً لقناعات أقسام الآلات بالوطن العربي، بالرغم من توفر بعض الاجتهادات وقد ظلت المدرسة المصرية هي فقط المرجع الوحيد  في تجاربها بشتى مناهجها المتبعة وهذه التجارب تظل مخرجات نتائج لقياسات أسلوبية الأداء من فترة لأخرى .

وهناك من جهة أخرى المدرسة الغربية الأصل لكن تفعيل أسلوبية أداء الموسيقى العربية ليس مجرد “تطويع”فالتطويع مصطلح لمجرد تعبير أو مجرد وصف صحفي إنما كيفية الإجراء من حيث الإدراك والتنفيذ تبقى مسألة ثقافة آلية لا بدا أن نتعلمها كسائر ألسنية اللغة الكلامية , وهذا ما ركزت به ضمن دراساتي وبحوثي .

  • وعن أطروحة الدكتورة وموضوعها المثير أكمل الدكتور باجي حديثه:

لقد تناولت في أطروحة الدكتوراه الإشكاليات التي تطرقت إلى مفاصل هامة متنوعة من الجانب الموسيقولوجيا التحليلية وعلم الاجتماع الثقافي استطعت من خلال رحلتي  في الميدان الموسيقي الاستفادة من الجانب التطبيقي بتجربتي مع الأداء الآلي على آلتي الكمان والتشيللو وبلورة التجارب العزفية في النبش وراء أسلوبية خاصة لأداء طابع صوتي معين يمكن وصفه بفعل ثقافي لنعالج من خلاله الحركة التقنية والإدراك وفنولوجية الصوت .

-كيف يقدم الدكتور باجي لمواضيعه الجدلية الفنية من أجل دعم العلوم الموسيقية ؟

لقد نشرت العديد من المقالات البحثية وشاركت بالكثير من الموتمرات الدولية المحكمة ببحوث ونصوص مقالية تطرقت فيها لشرح دقيق للاختصاص الذي أعمل به ومنها ماهية “التطويع ومرجعيتها في الميدان الموسيقي , كذلك  شرح للمعاير الموسيقية والسوسيولوجية الأدائية الخاضعة للتطويع الأدائيكما قدمت لشرح آلية تدريس آلة التشيلو للمبتدئين في تونس وتحدثت  عن  الجانب الأنثروبولوجي للعديد  من تضارب الآراء حول قضية الهوية وكذلك تطرقت في مواضيعي لاستعمال الآلات الغربية التي سجلت حضورها الركحي من خلال التحديات والتحديثات الموسيقية.

  • هل تعتقد أن مواضيعك البحثية التي عالجت فيها أموراً كثيرة تفيد فقط العلوم الموسيقية خاصة أننا نجد عناوينها يتداخل مع علوم أخرى ؟

من المؤكد أن العلوم الموسيقية ليست فقط فنية فمنها ما يتداخل مع الفلسفة ومنها ما يتداخل وعلم الاجتماع  الثقافي والعلوم الإنسانية بشكل عام وهذا يقع ضمن ما قدمته أو تطرقت له في النبش وراء ماهية الثقافة الموسيقية بشكل عام والآلية بشكل خاص تبعا لأنماط آلية محددة ومشاهد موسيقية من منظور علم الاجتماع الموسيقي, إضافة لقضية الهوية التي ذكرناها آنفاً.

  • دكتور قاسم الباجي ماذا يمكن أن تحدثنا عن الحراك الفني الثقافي في الوقت الراهن في ظل العشوائية الثقافية التي نعيشها؟؟

أنا أراهن أن الحَراكُ الثقافيُّ والفنيُّ جزءٌ لا يَتجزّأُ من عمليّةِ تَطوُّرِ وتَقَدُّمِ المُجتمعات؛ حيث تُعَدُّ المَظاهِرُ الثّقافيّةُ والفُنونُ المُختلِفَة المُعَبِّرَ الأوَّلَ عن حالةِ المجتمعِ الحضاريّة، فالفعل الثقافي يتجسد حسياً لدى المتلقي من خلال التثاقف والمثاقفة والتربية الإدراكية تنمو بالتنمية الثقافية والقوى البشرية وهذه المفاهيم تناولتها في مقالتي ماهية الثقافة الموسيقية الآلية العربية بين منظوري الخطاب الموسيقي والموسيقولوجي واعتبر أن الفكر الثقافي هو مجموعة تراكمات فكرية من أيقونات ثقافية تنمي المخزون السمعي البصري للباحث والمتلقي وتساهم في حراك الانفتاح الثقافي الماكروسوسيولوجي, وأنا أؤكد أن التداخل العلائقي بين إدراك نوايا الموسيقي ورؤية الموسيقولوجي, نتاج مخبري لتثاقف إيجابي تتبعه أنساق ثقافية اجتماعية، طقسية، سوسيولوجية، جغرا-موسيقية.

  • أخيراً دكتور قاسم ما هي أبرز أعمالك وتوجهاتك؟

لقد قمت ببعض من التساجيل الآلية لعديد من القوالب الموسيقية العربية مثل التحميلة والطقطوقة والأغنية والصولوهات في ألوان عديدة والتقسيم في المقام العربي وتناولت بها أسلوبية التقسيم من وجهة نظري كباحث عن طابع صوتي معين للتشيللو وتوضيح لأسلوب الأداء من خلال سجلاتها الصوتية الغليظة وأن أقدم المراوحة بينها وبين الأصوات الحادة كإبراز صوت الرجل الغليظ المسن وصوت المرآة السوبرانوا الحاد في العزف الفردي وتقديم أسلوب أدائي منفرد للآلة باعتبارها ليست آلة مصاحبة فقط والتزم بالخصائص التقنية الخاصة بأداء التشيللو العربي على غرار التجارب المتداولة لدى أغلبية  ممارسي التشيلو العربي في تقليد لتقنيات البعض من الوتريات الأخرى كإبراز لصوت الكمان العربي والألتو وطبعاً مازلت أعمل  على تطبيق ما جاء بأطروحتي من أسلوبية التجويد الآلي في الأداء القوسي وهذه الطريقة هي الأسلوبية التي انتهجت بها طريقة الباحث والأستاذ عازف التشيلو العربي العالمي أستاذي الدكتور عماد عاشور. ومن خلال البعض من نماذجه الآلية المنشورة على شبكات التواصل الاجتماعي والتي ناقشت البعض منها…هذا الطرح طبعا يقوم على مرجعيات فكرية من القراءات والبحث المتواصل في نصوص في العلوم الثقافية لباحثين عديدة عرب مثل أ.محمد زين العابدين، أ.سميربشة ، أ.فاخر حكيمة وأ.محمد الأسعد قريعة وأ.محمد عزيز النجاحي الذين كانت نصوصهم مراجع لبحوث أكاديمية في هذا الشأن وأساتذة باحثين غربيين كجون جاك ناتي وجون ماري نيكول وهدفنا هو بلوغ الحد الأقصى من نقاء المعلومة في معالجة الظاهرة الموسيقية بمقاربات دقيقة في البحث العلمي.

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية…_

Happy
Happy
0 %
Sad
Sad
0 %
Excited
Excited
0 %
Sleepy
Sleepy
0 %
Angry
Angry
0 %
Surprise
Surprise
0 %

Average Rating

5 Star
0%
4 Star
0%
3 Star
0%
2 Star
0%
1 Star
0%

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

AlphaOmega Captcha Classica  –  Enter Security Code
     
 

Previous post فون دير لايين تطالب بإصلاح أوروبي لحق اللجوء بعد مصرع مهاجرين قبالة ايطاليا
Next post معلومات صادمة بخصوص جثة الرئيس صدام حسين