# شهد القيامة # 

الشاعر مراد اللحياني -تونس   صفاقس

” ليل حوذيّ الظلام

يشرب 

شهد القيامة

وصمتٌ كَوطءِ المنافي

يغزل 

جذوات النبيذ 

يشهقُ 

ذهول البتر

ويزفرُ 

لهيبَ  الظمإ

في الجروح…

وأنفاسٌ 

تطلّ 

على الحرائقِ 

كَحُمّى 

تنهدُ 

في جوف الكأس…

وَعينانِ

تقتفيانِ 

الضّوءَ

من خلَلِ النّوافذِ

من انتحاب الرّياح…

سَأُعيدُ

ترتيبَ خطواتي

هوًى يسيرُ

على نسقٍ فوضويٍّ

مِن نوازعِ نزفٍ

يفترسُ 

الدّروبَ

وهذا المدى الحسير…

أقف قريبًا

مِن الموتِ

قريبًا 

مِن الحِبرِ

اُمشّطُ 

شعرَ نرجسةٍ

أُرسِلُهُ 

عبيرًا

وأُفلّيهِ 

بِضوءِ المَجَاز…

أقفُ 

في ظلّ زنبقةٍ

تكتبُ 

اسمَهَا

فوق جسرٍ

من القلق

تُقيمُ

شفقًا لِوحدتها

عرشًا لِجذوتها

وَيحاصِرُها

الغرقُ…

أقفُ قريبًا

من القبرِ

كَنبيٍّ زَلّت به رُؤاه

أَمضغُ 

جُرحَ السّؤال

وَأُسلِمُ 

للرّملِ راحِلتِي

أمتشقُ 

قهري

وهذا الدّويّ العذبَ

صَفصافةً للخلودِ…

وَتنمو الآه

بضلع الآه….

فَشُدّي 

على أضلُعي

وَلِيَشمُخْ بكِ 

الوجعُ

لِينزِفْ

هَولَهُ

في الأحداقِ

وَفي الأعماقِ…

جُرعةً أخرى

وَتُغرّبني 

الرّياحُ

وذاك الدّوارُ البهِيُّ

جرعةً أخرى

وَتُغافلني الظّلال

وَيصيرُ خصرُكِ

كَرمًا

في الفَيافِي

ضَوءًا 

في مُقَلِ الحلمِ

في دمِ القَوَافي

جُرعةً أخرى

وَتُفضي إليَّ 

عَينَاكِ

بِأسرارِها

تُشرقانِ

بِالّلذةِ

تَغرقانِ

في النّشوةِ

إذْ يَعتَرِيهِما

الجُنونُ

وَشهوةُ الشّريانِ”

شبكة  المدار الإعلامية  الأوروبية …_