التكنولوجيا المالية تدخل الكنيسة
شبكة المدار الإعلامية الأوربية …_ يرى الأب ديدييه دوفيرن أن الناس لن تحمل المال في جيبها في المستقبل القريب لأنها ستدفع عبر البطاقة المصرفية في كل مكان. وانطلاقاً من هذه النقطة بالذات، يقول الأب دوفين “إن الكنيسة لا تمتلك أيّة حجج كي ترفض اللحاق بقطار الحداثة”. سابقة في فرنسا. من لا يملك المال لتقديمه عندما تُجمع التبرعات في القداس، لن يكون بمقدوره التهرب منها بعد اليوم، إذ لجأت إحدى الكنائس الكاثوليكية في ضاحية العاصمة الفرنسية، باريس، إلى التزود بآلات خاصة لقبول التقدمات عبر البطاقات المصرفية وأجهزة الموبايل. الأمر يشبه ما يحدث في المطعم ولكنّ التبرعات التي تقدّم للأبرشية تبقى غير إجبارية. كنيسة القديس “فرانسوا دو موليتور” الواقعة في الدائرة السادس عشرة في باريس تزوّدت بتقنية خاصة تسمح للمصلين بتقديم التبرعات عبر استعمال بطاقتهم المصرفية أو هواتفهم الذكية، على أن يبدأ العمل بهذا النظام الجديد يوم الأحد المقبل.ويمكن للمشاركين في القداس أن يتبرعوا إلى الكنيسة قبل البدء بالصلاة، حيث تتيح لهم التكنولوجيا الجديدة الاختيار بين التبرع بمبالغ رمزية. كريستوف روسولو، مدير تنمية الموارد المالية في الأبرشية يقول “إن النظام الجديد سيحفظ هويّة المتبرعين سريّة، كما أن المبلغ سيتمّ اقتطاعه بعد يوم على الأكثر من التبرعات” مضيفاً “إن النظام الجديد يشكل بديلاً جيداً لأولئك الذين لا يمتلكون أيَّ مال في محفظتهم”.وكان تطبيق للتقدمات الكنسية قد أطلق في العام 2016 في فرنسا، ولكن العملية في حالة النظام الجديد مختلفة، إذ يقدم المشارك التبرعات من بطاقته المصرفية مباشرة.أمّا عن تصميم “سلّة المال” الجديدة، يقول روسولو “إننا حاولنا تقليد السلّة القديمة كي نطمئن المتبرعين” مضيفاً “أن التحدي الحقيقي هو تحويل هذا النمط من التبرعات إلى نمط أكثر شيوعاً”.ولفت روسولو الانتباه كذلك إلى أن “ثلثي الفرنسيين ممّن يملكون بطاقات مصرفية يمكنهم إجراء حوالات مصرفية من دون إدخال رقمهم السرّي وهذا الأمر سيساعد طبعاً في التحضير للتكنولوجيا الجديدة”.يقول الأب ديدييه دوفيرن رئيس الأبرشية إن “الرهبان والكهنة” منفتحون على التطور التكنولوجي “ومتحمسون للعب دور الرائدين” مضيفاً إن “المسألة لا تتعلق بالأرباح المادية أو برفع مبالغ التقدّمات للكنيسة بقدر ما هي مرتبطة بالحداثة”. ويضيف الأب “قريباً لن يحمل الناس المال في جيوبهم حتى عندما يذهبون لشراء الخبز، والكنيسة لا تملك أيّة حجة حتى ترفض مواكبة الحداثة”.
يورونيوز