طرابلس 2023 مدينة الاعياد بامتياز
متابعة ورصد: كوثر الفرجاني
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_تتطلّع مدينة طرابلس اليوم إلى مرحلة عنوانها السلام والازدهار؛ وهي في خطواتها الثابتة نحو عودة الحياة؛ ومن هذا المنطلق بدأت الاحتفالات التي لا تنتهي في قلب القلب بالمدينة القديمة؛ والتي تتخللها اينما حللت ونزلت الإضاءات الثلاثية الأبعاد والتي بلغ ارتفاعها اكثر من 15 مترًا والتي تجسد فعليا في مضمونها صورة العيش المشترك بسلام؛
حيث كان الالتقاء مع هذه المعالم ممزوجا بنكهة تنهض على روحانيته؛ وبانوراما الأضواء الذي توشحته جدائلها عبر الفضاءات من زنقة الفرنسيس إلى الميدان وباب درغوت وقوس ماركوس؛ والتي عمدتها فعاليات «ليالي المدينة» التي انطلقت مناشطها بقائمة من الفقرات المميزة والتي غلب عليها طابع التنوع والتميز في ان واحد؛ حيث تواصلت سلسلة الفعاليات طيلة الشهر الفضيل.
عيد عودة الحياة
ويحتفل الليبيون كالعادة بقدوم عيد الفطر، وذلك بعد 30 يوماً من الصيام والتعبد في شهر رمضان، إذ يحتفلون فيه بإفطارهم بعد إتمامهم لفريضة الصيام؛ والذي يُمثّل عيد الفطر الذي يأتي في الأول من شهر شوال من كل عام وفق التقويم الهجري، مناسبة دينية واجتماعية،
والذي استمر لمدة ثلاثة أيام؛ إذ يعد فرصة لتجمع العائلات وتبادل التهاني؛ ورغم التكرار في كثير من العادات والتقاليد الخاصة باحتفالات عيد الفطر، إلا أن للعيد في2023 مذاقات مخلتفة تتميز عن غيره من أعياد السنوات العشرة الأخيرة؛
من خلال مجموعة من الفعاليات الترفيهية المجانية، والتجارب السياحية المتنوعة في جميع أنحاء المدينة احتفالاً بعيد الفطر السعيد؛ مع العديد من المفاجآت والعيديات في
ساحات الألعاب للأطفال؛ إلى جانب المعارض الضخمة التي جمعت العشرات من المؤسساتٍ والجمعياتٍ؛ ومسرحٍ للحفلاتِ الفنية التي تقام يوميًا طول الأيام الثلاثة للعيد وكل ذلك على مساحة ممتدّة في المدخل الرئيسي لباب البحر بالمدينة حيث زنقة الفرنسيس وفندق درغوت وساحة كنيسة السيدة مريم؛
حيث ترك البراح مفتوحًا أمام الزائرين؛ مع تجمعات لمدينة ملاهي متنقلة، وواجهات الشخصيات التاريخية؛ والذي كان يُختَتَم خلال ليالي المدينة يوميا بحفلُ إطلاق الفعاليات على شرفِ الحضور .
يُذكر أنّ صحيفة “الصباح” هي من رعاة فعاليات “ليالي المدينة الرمضانية” حيث وَاكِبُت كافة النشاطات الثقافية والحفلات الفنيّة التي شارك فيها كبار النجوم .
بيت العائلة والشاهي و”الفطيرة”
وللشاهي اللببي حضوره على كل عتبة من أعتاب المدينة؛ إذ يتم إضافة النعناع إليه؛ ويباع باللوز المزهر؛ وإعداده بالطريقة اللييية ويكون له مذاق مميز في صباح كل يوم من أيام العيد.
وتباع الفطيرة أيضا جنبا إلى جنب مع السبول وحلوى الصوف؛ وما إلى ذلك من التسالي؛ في أكشاك العربات ببيع المشروبات المنعشة، والمأكولات الخفيفة الموزّعة في أنحاء باب الجديد وساحة برج الساعة؛ والجدارن الخشبية محفورة بزخارف شرقية وتفاصيل جميلة مع إضاءة مبتكرة تحوّل معها المكان إلى عمل فني مستوحى من أجواء العيد.
وتحت إسراب الفراشات التي نسجت بخيوط ملونةطول الطريق من سوق (اللفة)إلى قوس ماركوس؛ حيث البراح الكبير للعبة البلياردو والرسم والألوان.
وفي لمسة مثيرة؛ تركت جميل الاثر في نفوس الحاضرين والمتابعين؛وتتوزع طاولات المرح مع خيارات متنوعة من الوان الرسم لقضاء أمتع الأوقات مع جميع أفراد العائلة؛ في وجهة مثالية لتفريغ الطاقات الإبداعية؛ مع ورشات عمل متنوعة.
اساقبلت المدينةزوارها في اروع لياليها وأعيادها، وهي تتوسد التاريخ وتتوشح بجمال الموروث الليبي الخصب؛ وتستعرض الاعمال الحاضرة من خلال الوانها البهيجة جوانب من جمال الثقافة الليبية عبر عاداتها و تقاليدها العريقة التي مازالت الاسر تحافظ عليها و كذلك من خلال الثراث العمراني و الحرفي و الازياء التقليدية.
المساجد والأماكن التاريخية بالمدينة
ولان لعيد الفطر قدسية وفرحة في آن واحد فإن المساجد والأماكن التاريخية بالمدينة القديمة استقبلت زوارها خلال الأيام الثلاثة للعيد..جامع الناقة المعروف بالجامع العتيق وجامع الباشا؛ أبرز معالم المدينة؛ بالإضافة إلى الجوامع الاخرى؛حيث شكلت زيارة المساجد والمعالم التاريخية والأثرية جزءاً من برنامج العيد للعديد من الأسر هذا العام، نظرا لمكانتها في قلوب الليبنن، بوصفها من اكثر الاماكن قدسية وروحانية.
وفى رابع أيام العيد توافد الزائرين إلى المعالم التاريخية والمواقع الأثرية في المدينة في فضول إيجابي للتعرف على تاريخها ومشاهدة معالمها، لا سيما بعد اكتمال أعمال تحسين وتطوير تلك المواقع، والمناطق المحيطة بها ومن أبرزها ساحة كنيسة السيدة مريم وقوس ماركوس؛ ومختلف الامكنة التاريخية الذي ظلت شاهداً ومشهدا المظاهر الحضارية لمدينة طرابلس.
وتزخر المدينة القديمة بالعديد من المواقع التاريخية والأثرية التي يقصدها الزائرون والتي تم تدشين أعمال تطويرها وتحسين المنطقة المحيطة بهت وإعادة إحيائها وترميمها.
خاصة مع ما شهدته المدينة القديمة بازقتها ومعالمها التاريخية من رعاية واهتماماً من الجهات ذات العلاقة إذ تعدّ أعمال التطوير والتأهيل التي شملت العديد من المساجد والمواقع التاريخية والأثرية مرحلة تشمل معالم أخرى سيتم إعادة تأهيلها، بهدف إثراء تجربة الزائرين وتعزيز جودة حياة السكان والزائرين ضمن مستهدفات رؤية عودة الحياة للعناية بالمواقع التاريخية الإسلامية لتكون مهيأة وجاهزة لتقديم تجربة ثقافية ثرية لمرتاديها من خلال برامج التطوير والتأهيل التي ترتكز على أعلى المعايير الفنية.
وتوافد الزائرين خلال الأيام الثلاثة لعيد الفطر المبارك على ساحة وميدان شهداء؛ وباب الحرية والسرايا ليستحضروا أحداثها خاصة عند صعودهم إلى اعلى قمة السرايا؛ خاصة مع ما ألحق من مرافق خارجية، تم رصفها لاستقبال الزائرين وراحتهم.
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_