. شظايا الفراق
الشاعرة والكاتبة_زينب عياري_تونس 🇹🇳 الكاف
أمشي و في داخلي ظل يشاغبني
وصور مشفرة تتختل في رأسي
أتمشى في مكان واحد ..
كثرت فيه عثرتي
ورقعة سوداء تغطي فؤادي ..
لم أسمعه يشكو أو يئن
مهما حواه المرض
وعانده الكبر …
أقول لك اليوم يا أبتي
وأنت تحت اللحود مسجى
وقد طالت المسافة بيننا
غير أنك بين الأضلع تتصور
تفزعني نظراتك
وكانك تتكلم …
ناعمة كالحرير تتخبل
في كل مكان لمساتك
كغصن الزهر تتذكر
أبدا لا تمحى في كل عيد تتجدد
أي يوم نحن
والمخلص الوفي رحل
وغدى الأمس
لكنه بنا يعود
لا يوم مرّ وأنت عن أعيننا تغيب
نظراتك اوراق خضراء
تلامس ينابيع الروح الحائرة
تجرفنا إلى عطفك
تشيّدُ لنا وطنا
ونحن الغرباء
البسمة مزيفة وحتى الضحكات ..
حديثك الدافئ الذي كان
يحيطنا بالأنس
اليوم ينثر علينا وحشة الصقيع
تعصف بنا ريح ذكراك
ويؤلمنا موتك المفاجئ
وانت عن الديار والأحبة بعيد …
نظراتك يا أبتي حسرة أسى
وشظايا وداع أخير
تهدمنا كجدار من تراب وطين
تلتهب فينا نارا من سعير
حطبها عنيد لا يذوب
دخانه يلتهب القلب والعيون
لا النار همدت ولا الرماد برد
لروحك ألف سلام وألف مغفرة
أيها العزيز الغالي ..
الذي كان يتركنا نياما
في فراش الهناء
ويخرج قبل الفجر
يسعى ويجول
من اعذب القوت يغذينا
لا همه متاع ولا تشيد قصور
لا رغب فيما تملك الناس
يدخل الدار مثقل الحضن
كسنابل حقل غصب
بطيب الخير لا يعرف مللا
ولا كسلا ولا تذمرا ……..
أيها الطيب الحنون
خفيف الظل والروح
قل ليديك تسامحنا
ولأقدامك تصفح عنا
ولعينيك تظلنا بسماحة صدرك
أيها الطفل الذي لم يكبر بيننا
وظل يداعبنا ويرضينا
مهما كان الثمن ….
يقف هو تسنده ذراعاه
ونجلس نحن كالامراء …..
تسبقه خطوته الرشيقة
إذا سمع صوت أخي وقد قدم
يترك من طعامه لحفيده
لعل ” أدم ” من أمه غضب
يبكي ويرتج قبل
إن يصيب أحدنا المرض أو الألم
سامحنا أيها الملاك
لك منه شبه …
ولا في قلبك حقد ولا كره
مالك من حالك تهب
وكل من قصد بيتك سعد
سامحنا يا اروع إنسان
بين الآباء مثلك أذني
لم ولن تسمع أبدا …………………………………
الى روح والدي رحمه الله
واسكنه فسيح جنانه
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_