** هل هذه الأرض هي حقا أمنا **

الشاعرة والاديبة فتحية الهاشمي_تونس 🇹🇳 العاصمة تونس

أنا يوسف يا إخوتي من يعلن موتي لأبي ؟
و السيّارة يبيعون الغيم و يحصدون الماء
أبي يا أبي ضعتَ و ضيّعتني المدائن
صار بيتنا للغريب مأوى
كلّ العالم بيتنا يا أبي
أنجبت سهادا يا أبي مما أهدتني الصبايا
بنيت بيتا كالعنكبوت يمدّ خيطه من شمال الوهم إلى جنوب الغواية
على “النت ” أنجبت ذكورا و إناثا و فتحت عواصم و تزوّجت حورا
صرت شهريار الحكاية
أختي الوحيدة يا أمّنا الموكولة للضّياع
لم تنم حذو الرّيح بل صارت هديّة للرّيح
و النّبيذ صار يهواها و يعرّش في كفّ أخي كالدالية
يا أبي كنّا عائلة صغيرة تحترف المحبة
صرنا عالما مفتوحا على الهباء
لم يعد للبيت باب واحد يا أبي
صار بيتنا يفتح على كلّ أبواب المدينة
و الحضارة يا أبي وحدنا صرنا ذنبها

*** *** ***

من يخلّصني مني و يترك فتحة في القلب فقط كي تمرّ الرّيح
صار للفجر وجوه من رخام
و الرخام صار جسدك أيها العابر في الزّحام
كيف تدعو للخراب و تقتل في العشّ الحمام
حرّ أنا و أدعو للحرّية
اكسروا أغلال يدي
سأصير أنا
أرفع هامتي فوق السّحاب و أغني للتّراب
للعامل المنسيّ في الضباب
للصبيّة تعصر الريح و تحلب الأمنيات
سأنادي
يا إخوة يوسف أتركوا يدي
لن أصير عبدا للدولار
و لا رقما في سوق النّخاسة
سأكون حتما أنا
مهما نصّبتم على حرّيتي عسسا و حراسة
سأكون حرّا
و أفتح أبوابي جميعها على الزرقة