حنين الفراشات…

حميدة جاسم علي
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_بعدما احتبس صدري وضاقت بي ايامي بغصة واقع مر في بلدي وفي هذا الكون المتوحش.. وكأنها اي حياتي انطفأت بلحظة، انكسرت وصرت مسكونة بهاجس التطلع إلى ايام اقل قسوة وأكثر أمانا عشتها وربما عشناهاجميعا فيما مضى،، لذلك عمدت في عزلتي التي اخترتها مؤخرا، عزلة البوح والمراجعة وانهمار الذكريات إلى وضع صورتي الأخيرة داخل برواز أنيق من العاج على الطاولة أمامي في وحدتي وعزلتي وكانها اي صورتي بملامحها الناطقة ونطراتها الساهمة المستغرقة، وفي ابتسامتي الزائفة وشفاهي الحزينة، اشعرتني اي صورتي ان الزمن قد احتال علي كثيرا بل وضعنا جميعا في حساباتة، إذ كانت صورتي متناغمة وناطقة باوجاعي، كما انها تشي بكومة أحلامي الهائمة في سماوات لم اقبض عليها يوما وهي تستدعي ماضيها بصورة حميمة، نسيج متنوع جميل ومفجع بما ينغلق عليه من بقايا صور واحداث ولحظات عذبة ما زال يتصادى وميضها في القلب والذاكرة، قلبي المعتق بحب الحياة والتأئق لفرح طويل الأمد، فرح كنا نأمل أن نرى فيه احلامنا ماثلة تمشي وتشرب معنا قلبي المشاكس الذي لا يمكنني اخماد جذوته في داخلي، رغم الاخفاقات والعتمة والانكسارات.. لكنه يبصر ويعرف حقيقة ما يراه، يتماهي مع اوجاع الحياة بدراية، ولم يلملم هزائمة ويهرب من براثن خذلان الحياة به… كنت كلما اتطلع إلى صورتي تنتابني فوضى من المشاعر وزلازل انفعالات، تأمل ومشورة عقل تحثني وتدفعني بكل ما ادخر من طاقة ان اعمل (فرمتة) لازاحة دخان الذكريات وسخام الايام القاتمة لتلمس نكهة الفرح وابتكارة.. اتوق لازاحة الحياة المقنعة والاشباح الباهتة وزيف العلاقات…. أودع كأبة ايامي لاستقبال وجه الصباح، استقبال بهجة وعذوبة صوت فيروز كيما اتصالح مع نفسي، اعانق أخطائي وحماقاتي التي احب تكرارها، اعانق رائحة المطر واوقظ طفولتي وصباي ومشاكساتي التي ملكت لبى واوقعتني بغرامها طويلا، اتوق لعاطفة صاعقة تعيد ضخ الحياة فىَي، ثم ابصق بوجه الأكاذيب والمجاملات المزيفة والاقنعة، اتصرف بصدق وبراءة الأطفال من دون افكار وأحكام مسبقة واقول لقلبي العتيق يا خميرة الجمال أريد أن أكون صديقتك حتى الصميم يا قلبي الفرح

شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post الممثل الأمريكي روبرت دي نيرو البالغ 79 عاما أب للمرة السابعة
Next post مالي اراك ايها القلم