مالي اراك ايها القلم
الاديب سالم جاسم محمد العبيدي
مالي اراك ايها القلم من ورقتي انت نافِر…….. أَتَأبى ان تكتب في ورقتي مايجول في الخاطِر… تصفح اوراق كتابي اليس انت من ملأ سطورها همسات وقصائد وقصص وخواطِر… أليس انت كنت من تشتاق الى الكتابة ترقص بين اصابعي بطيب خاطِر…كنت تكتب كلماتي كسحابة تمطر حروفا فأنت بالخير وافِر… ماذا جرى لك اخبرني ان كنت تعاني من شئ فَاَنا للمعونةِ حاضِر… كنتُ اراك فرحة تساعدني ان ابدع في كلماتي وعليها يَطرِبُ احساسي والخاطِر… اراك الآن حزينا تعاني من آلام وتحمل هموم ومآسي وَمآثِر… ماليَ اراكَ تَسكُبُ على اوراقي بَدَلَ الحِبرِ دُموعا أَأَنتَ تارِكا لي وَعَنّي مُهاجِر…ايها القلم اخبرني هل العَيبُ فيكَ أَم مِنّي فان كان العَيبُ مِنّي فَسَأَترُكُكَ وَاُغادِر… قال كلا انتَ كِتاباتِكَ اَمينَةً صادِقَةً وَبِها انا مُفاخِر… ولكن العَيبَ في مَن يَكتُبُ حروفا كاذبة خادعة ضميره ميت ويحسبُ اَنَّهُ شاطِر… فانا القلم خلقني ربي طيبا ناطقا بالحق نقيا وطاهِر…قُلتُ أَبِسَبَبِ هذا أَنّي ارى حروفك يائسة وبائسة لِنَتَّحِدَ انا وانتَ وَنَعزِفُ لِاَحزانِكَ لَحنَا تَرقُصُ لَهُ حروفكَ وَنَقُل لِليَأسِ غادِر… بَدَأتُ اشعر ان نبضكَ توقف وَضَعُفَت ايقاعاتكَ أَتُعاني من شئ اَم اَصابَتكَ نَظرَةَ حاسِدٍ باسِر… اين حروفكَ التي بأصدائها كانت تطيب النفوس وانتَ نورا لدروبِنا وَباصِر… العجب ثم العجب كأنني ارى أنك فقدتَ مَواهِبَكَ وَسَتكون في طَيِّ النِسيانِ فَيا لِحَظِّكَ العاثِر… فُجأَةً تَمَلمَلَ القلمُ وَانتَفَض كأنهُ مُقاتِلٌ سَحَبَ سَيفَهُ وَهوَ لَهُ شاهِر… وقال لي كلا والف كلا انا لستُ يائِسا ولا بائِسا بل انا مُقاتِلٌ شَرِسٌ وَماهِر… سَأُقاتِلُ كل من يقف عائِقا في طريقي وَاُعلِنُها صَراحَةً وانا بِها مُجاهِر… انا القلم انا كالسيف انا راية ترفرفُ في سماء الادب والثقافة فانا تأريخي مُشَرِّفٌ وَباهِر…انا في السماءِ اكتبُ اعمالَ العبادِ في لَوحٍ مَحفوظٍ وفي الارض اكتبُ في اَوراقٍ وَدَفاتِر… فقلتُ هكذا عَرَفتُكَ ايها القلم اَنَّكَ سَتَقومُ من كَبوَتِكَ بَعدَ ان كُنتَ جاثِيا فأنتَ قَوِيٌ وَقادِر…وَها انتَ ياقَلَمُ عُدتَ الينا قَوِيا شامِخا كما عَهدناكَ فَانطَلِق وَاكتُب وبالابداع بادِر… كَيفَ لا وانتَ رَسولٌ وَتُرجُمانٌ الى العِبادِ أُنزِلتَ بَقُدرَةِ اللهِ المُقتَدِرِ القادِر…
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية…_