بعد نشر آلاف الجنود لتأمين المستوطنين.. ما السيناريوهات المتوقعة لـ”مسيرة الأعلام”؟
محمد يوسف أبو ليلى
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_أعلن رئيس وزراء الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو أن “مسيرة الأعلام” ستجري كما هو مخطط له يوم الخميس 18 مايو 2023
قالت القناة الـ13 الإسرائيلية إن الوزراء في حكومة نتنياهو أعلنوا أنهم سيشاركون في المسيرة، وهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزيرة المواصلات ميري ريغيف، ووزير تطوير النقب إسحاق فاسرلاوف، وعليه تستعد شرطة الاحتلال للقيام بحراسة مشددة، وستنشر آلاف الجنود لتأمين المتظاهرين الذين سيمرون عبر نقاط الاحتكاك في المدينة، بما في ذلك باب العامود.
في السياق، قدّم نشطاء من جماعة “العودة إلى جبل الهيكل” المتطرفة طلباً رسمياً للسماح للمستوطنين المتطرفين بالدخول إلى المسجد الأقصى، ضمن مسار “مسيرة الأعلام الإسرائيلية”، المقررة يوم 18 مايو 2023، ولم يقتصر طلب جماعات الهيكل المتطرفة على اقتحام الأقصى ضمن مسيرة الأعلام، بل تعدى ذلك إلى طلبها أن يتم الاقتحام من باب الأسباط لا المغاربة.
يسعى الاحتلال للتمسك بـ”مسيرة الأعلام” ومسارها، بغية الظهور، وبأنه صاحب السيادة والمسيطر على الأمور شرقيّ القدس، وكذلك عدم السماح بترسيخ وتثبيت المعادلة التي فرضتها حركة المقاومة الفلسطينية في معركة سيف القدس، في مايو 2021، بالربط بين غزة والقدس والداخل الفلسطيني والضفة الغربية، عبر مواجهة شاملة وحراك شعبي واسع يشمل كل فلسطيني.
على وقع التصريحات والتهديدات ونشوة الانتصارات المزعومة التي حاول رئيس وزراء الاحتلال “نتنياهو” بثها داخل صفوف حكومته وكيانه، خرجت أصوات المقاومة لتقول وبكل صراحة ووضوح إن هذه المسيرة لن تغير من الواقع شيئاً، ولن تغير من حقيقةِ فلسطينية وعروبة مدينة القدس، وأن المستوطن الصهيوني هو طارئ غريب لا مكان له عليها.
هذا وقد نقلت “صحيفة القدس” أن المقاومة الفلسطينية أرسلت رسائل ساخنة إلى إسرائيل عبر الوسطاء، تُنذر بتصعيد الأوضاع الميدانية في حال جرى أي عبث إسرائيلي من قبل المستوى الرسمي، أو من قبل المستوطنين يخل بالوضع القائم في القدس المحتلة”.
السيناريوهات المتوقعة لـ”مسيرة الأعلام”
منذ بدء العدوان الأخير على قطاع غزة تحتل مسيرة الأعلام جزءاً من النقاشات السياسية والأمنية الإسرائيلية اليومية، إذ دوّت بسببها صافرات الإنذار في القدس قبل عامين، ويُخشى من تكرار السيناريو ذاته بعد أيام.
أمام ما سبق من معطيات ومعلومات وتصريحات أعتقد أننا أمام ثلاثة سيناريوهات:
السيناريو الأول:
أن تمر “مسيرة الأعلام” الصهيونية بسلام وهدوء ودون أي ضجيج وردود فعل تذكر على الأرض، ليرتفع بعده خطاب النصر لـ”بنيامين نتنياهو”، يؤكد فيه أنه فعلاً استطاع أن يحقق معادلة ردع ضد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وبالتالي يرفع من أسهمه الشعبية التي انخفضت بشكل كبير، بحسب ما كشفته استطلاعات الرأي الصهيونية الأخيرة من جهة أخرى.
السيناريو الثاني:
إطلاق صواريخ من قبل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة تجاه الغلاف والقدس وتل أبيب، ما يؤدي إلى إفشال “مسيرة الأعلام” والدخول في أتون جولة عسكرية جديدة مع الاحتلال، الذي سيقوم بدوره بشن عدوان عسكري على قطاع غزة، ويستهدف بذلك البنية التحتية للمقاومة، إضافة إلى استهداف المدنيين والبيوت الآمنة.
السيناريو الثالث:
تصعيد العمل المقاوم في الضفة الغربية من جهة، وتعزيز حضور المقدسيين داخل باحات المسجد الأقصى والبلدة القديمة من جهة أخرى، يؤدي ذلك إلى صدامات مباشرة مع المتطرفين المقتحمين للبلدة القديمة من جهة ثالثة.
التوقعات والاستنتاجات
السيناريو الثالث هو الأكثر ترجيحاً؛ حيث ستشهد بتقديري منطقة الضفة الغربية تلاحماً مباشراً مع الاحتلال الإسرائيلي في أكثر من بقعة ومكان، تُنفَّذ من خلالها أعمال وأشكال مختلفة من المقاومة، إضافة إلى مسيرات غاضبة وعارمة داخل وخارج فلسطين تؤكد على الهوية الإسلامية والفلسطينية لمدينة القدس.
الخلاصة
لا أعتقد أنه من الوارد الآن دخول المقاومة في غزة في جولة عسكرية جديدة مع الاحتلال الإسرائيلي، وستبقى المقاومة في قطاع غزة في حالة ترقب ومتابعة لمجريات تطورات المشهد في الضفة الغربية، ويمكن أن تمرر رسائل تهديد وتحذير لتبعات ما يمكن أن يحدث في حال تجاوز الاحتلال الخطوط الحمراء.
إضافة إلى ما سبق، أيضاً أعتقد أن الأزمة السياسية الداخلية في إسرائيل هي الطاغية على مشهد رفع أسهم نتنياهو أو خفضها؛ وذلك لأن أصواتاً إسرائيلية داخلية كثيرة “عسكرية – أمنية – سياسية” أشارت إلى أن نتنياهو لم يحقق أي ردع أو إنجاز، وأن شيئاً لم يتغير داخلياً.
من ناحية أخرى فإن المقاومة رغم تصاعد وتيرة استهدافها، وخاصة في الجولة الأخيرة “ثار الأحرار”، إلا أنها ما زالت قوية صامدة مقتدرة، ويعمل لها الكيان المحتل ألف حساب وحساب.
عربي بوست