( البيئة مابين السياسة العالمية للاقتصاد و مراهنات المستقبل الأخضر )

**الدكتور صلاح بالخير
مستشار في السياسات البيئية والتغيرات المناخية ((ليبيا)

منتدى الاقتصاد العالمي WEF الذي يعقد سنويا في دافس السويسرية يناقش كيفية وضع نظام عالمي جديد يتماشى مع سياسات الطاقات المتجددة والاستثمار في المشاريع الخضراء ومجابهة التغيير المناخي و توفير الغذاء الآمن وذلك بواسطة التقنية التي اتاحتها الثورة الصناعية الرابعة وباستخدام الذكاء الاصطناعي AI الذي سيغير سيكولوجية البشر ويطور نظرته للكثير من القضايا والمسائل المعقدة .

ان هذا المنتدى الذي بدأ يتفاعل بإيجابية مع كل المتغيرات ويتعامل مع البيئة بادراك حقيقي للعوامل والمسببات التي تؤدي إلى تدهورها وفقدان مواردها الطبيعية والبشرية ، فالأمراض( كورونا و سلالاتها المتحورة ) ، و تصنيع اللقحات بات أمرا ضروريا ومن اولويات الدول الصناعية الكبرى للقضاء على الفيروسات التي تهدد حياة الكثيرين من البشر في ظل الظروف السائدة في بعض البلدان كانتشار الفقر وسوء البنية التحتية و دكتاتورية بعض الانظمة السياسية وفقدان مساحات زراعية كبيرة نتيجة للظواهر الطبيعية التي تأثرت بسوء إدارة الأراضي و كذلك ارتفاع درجات الحرارة الغير مسبوقة ( التغيير المناخي ) .
وبذلك يعتبر انعقاد هذا المنتدى في هذا الوقت الذي يشهد فيه العالم تغيرات جيوسياسية وديمغرافية كبيرة هو نقطة الانطلاق نحو التغيير الشامل للنظام الاقتصادي العالمي والذي يتوقع ان ترصد له ميزانيات تتراوح مابين 5 إلى 7 تريليونات من الدولارات سوف تدفع بها المؤسسات المالية الدولية لسد العجز على مستوى انتاج الغذاء والجودة و البدء في التوجه السريع نحو تطبيق الاقتصاد الدائري وخفض معدلات انبعاث الغازات الدافيئة وتشكيل كتلة عالمية رافضة للوقود الاحفوري والاعتماد على أسواق جديدة للطاقات النظيفة والمتجددة سوف يضع الكثير من دول العالم النامي والتي لها استثمارات قائمة حاليا على الزيت والغاز الاحفوريان في موقف حرج أمام شعوبها الطامحة في العيش الكريم و بالحد الأدنى مقارنة بالشعوب الأخرى والتي تمتلك نفس الموارد المالية ولو بدرجات متفاوتة نسبيا
)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post عمدة ألمانيا السوري من وجهة نظر هولندية
Next post مقابلة مع دكتور هشام عوكل بشرح زيارة جوزيب بوريل في القاهرة؟