قلعة حلب ….

بقلم الدكتور ابراهيم الدهش

شبكة  المدار الإعلامية  الأوروبية …_عندما تتجول وتبحث تضاريس سوريا …ستجد هناك الكثير من المعالم التاريخية الحضارية التي تتكلم عن عمق تاريخ سوريا ، وقد تم انضمام أغلب تلك المعالم إلى منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة وأصبحت مواقع سياحية مهمة يؤمها الزائرون من كافة أصقاع العالم ليشاهدوا فن الحضارة والتاريخ والإبداع فيها….           و من تلك المعالم المشهورة في  سوريا، قلعة حلب التاريخية والتي للأسف الشديد تأثرت معالمها نتيجة الحرب والزلزال المدمر.    الذي ضرب مؤخرا تركيا وشمال سوريا وخلّف خسائرا بشرية ومادية ، ومن خلال متابعتنا تاريخ هذه القلعة العملاقة الصنع .تبين أن تاريخ بناء أهم أقسام القلعة يعود إلى عصر الملك الظاهر غازي بن صلاح الدين الأيوبي وكان ولاه عليها سنة 1190م، فلقد حصّن مدخلها وبنى على سفحها جداراً ، وحفر حولها الخندق، وشيد في داخلها مسجداً وعدداً من القصور. وكانت زوجه ضيفه خاتون، التي صارت ملكة حلب ، وشارك كسرى ملك فارس بإضافة بعض المواضع الملفتة للانتباه و رمم أسوارها و عندما أخذها سيف الدولة الحمداني ( 944- 967 ) رمم أسوارها و حصنها و كذلك فعل ابنه سعد الدولة و سكنها و جعلها دار إقامة له و قد خربها نقفور فوكاس ملك الروم عندما استولى على حلب .

 وتُعَدُّ قلعة حلب من أجمل وأرقى وأبدع القلاع وأكبرها .. فتاريخها حافل بالأحداث فقد كانت منطلقاً وقاعدة للكثير من الحكام والملوك والقادة وشهدت أهم أحداث الشرق من عصر الآراميين مروراً بالعديدِ من الحضاراتِ حتى العصر الإسلامي.

تعلو القلعة ما يقرب من أربعين متراً عن مستوى مدينة حلب ، وما زالت أسوارها وأبراجها قائمة ، يعود بعضها إلى عصر نور الدين زنكي ، ويحيط القلعة خندق بعمق ثلاثين متراً.

أماكن ومواقع تلفت الانتباه  داخل وخارج القلعة فمن داخلها يوجد جامعان أقدمهما هو جامع إبراهيم الخليل ، والذي شيده نور الدين زنكي عام 1162 ميلادي فوق خرائب كنيسة بيزنطية، أما الجامع الكبير فقد بناه الظاهر غازي بن صلاح الدين الأيوبي عام (1210) ميلادي ، كما تحوي القلعة على مئذنة مربعة ارتفاعها (20) متر في القسم الشمالي من القلعة، وإلى الشرق من المسجد الكبير تقع ثكنة إبراهيم باشا التي شُيّدت من الحجارة المنتزعة من سفح التل ، ويُعدّ القصر الملكي من أجمل القصور التاريخية في قلعة حلب، ويسمى دار العز أو دار الذهب، فيما يتألف القصر الذي تعرّض للحريق في ليلة زفاف الظاهر غازي على ضيفة خاتون، وقد تم ترميمه مع العديد من المباني في عهد المماليك، نتيجة تدميرها على يد هولاكو (1254م) وتيمور لنك، وتم وضع العديد من الرموز بعضها يرمز لدولتهم وأخرى ذات دلالات طقوس عقائدية. 

كما ننوه إلى أن هذه الشامخة حاضنة لأعرق الفنون…ألا وهي القدود الحلبية ….ومهما تحدثنا عن هذه القلعة المحصّنة بتاريخها العملاق فهو قليل بحق تاريخ وعنوان  سوريا الحاضنة لأجمل معالم تسر خاطرَ   كلّ من يقصدها من قريب أو بعيد ….      

شبكة  المدار الإعلامية  الأوروبية …_

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post   روايــــة صـنــدوق الــرمـــل بــيــن الــتاريــخ والــفــاعــلــيــة الاجــتــمــاعــيــة  
Next post كيف نشكو من الحر ؟