بلجيكا وعيد الأضحى
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_العيد الكبير أو ما يعرف بـ «عيد الأضحى» هو أحد العيدين عند المسلمين (والعيد الآخر هو عيد الفطر)، ويوافق يوم 10 ذو الحجة بعد انتهاء وقفة يوم عرفة، الموقف الذي يقف فيه الحجاج المسلمون لتأدية أهم مناسك الحج، وينتهي يوم 13 ذو الحجة.
ويُعدّ هذا العيد أيضاً ذكرى لقصة سيدنا إبراهيم عليه السلام عندما رأى رؤيا أمره فيها الله بالتضحية بابنه إسماعيل، وبعد تصديقه وابنه للرؤيا، إستبدل الله سيدنا اسماعيل بأضحية فذبحها سيدنا إبراهيم بدلا عن ابنه، لذلك يقوم المسلمون بالتقرب إلى الله في هذا اليوم بالتضحية بأحد الأنعام (خروف، أو بقرة، أو جمل) وتوزيع لحم الأضحية على الأقارب والفقراء وأهل بيتهم، ومن هنا جاءت تسمية عيد الأضحى.
مدته شرعاً أربعة أيام على عكس عيد الفطر الذي مدته يوم واحد ؛ فقد روى أبو داود والترمذي في سننه أن النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قَدِمَ المدينةَ ولَهُمْ يومَانِ يلعبُونَ فيهِمَا «فقال رسول الله ﷺ: ” قدْ أبدلَكم اللهُ تعالَى بِهِمَا خيرًا مِنْهُمَا يومَ الفطرِ ويومَ الأَضْحَى”»، وروى الترمذي في سننه «أن رسول الله ﷺ قال: “يومُ عرفةَ ويومُ النحرِ وأيامُ التشريقِ عيدنا أهلَ الإسلامِ، وهيّ أيامُ أكلٍ وشربٍ”»، فمن هذا الحديث نستنتج أن العيد يومان يوم للفطر ويوم للأضحى، لكن يلحق بالأضحى أيام التشريق الثلاثة، فيصبح مدته أربعة أيام، ولهذا فإن جمهور العلماء يمنعون صيام هذه الأيام تطوعا أو قضاء أو نذرا، ويرون بطلان الصوم لو وقع في هذه الأيام.
ولطالما كانت التضحية بالخروف لحظة مهمة للغاية في الاحتفال. وفي بلجيكا ، تمر بعض العائلات عبر مسالخ معتمدة ، أو تفضل شراء اللحوم الحلال ، “المذبوحة وفقًا للشريعة الإسلامية”، من جزارين متخصصين.
إلا ان في اوروبا عمومًا وبلجيكا خصوصًا ، دومًا ما تبرز قضية الرفق بالحيوان كل عام خلال موسم الأعياد هذا. وبحسب التقاليد ، فإن رب الأسرة مسؤول عن ذبح الخروف وتجفيفه من دمه دون ضربه أو صعقه. إلى جانب ذلك ، يقوم المسلمين بتأدية صلاة العيد في أماكن مفتوحة.
وفي عام 2020، كانت محكمة العدل الأوروبية قد أيدت حظراً بلجيكياً على طريقة الذبح الإسلام واليهودي للحيوانات بدون صعق، رافضة بذلك الاعتراضات التي قدمتها الجماعات الدينية.
وأيدت أعلى محكمة في الاتحاد الأوروبي قراراً من إقليم فلاندرز في بلجيكا يطالب باستخدام الصعق للماشية على أساس حقوق الحيوان.
يُذكر أن الحيوان لا يقتل خلال عملية الصعق.
وقال رئيس مؤتمر حاخامات أوروبا إن قرار المحكمة سيكون له تأثير على الجاليات اليهودية في عموم أوروبا.
وقال كبير الحاخامات بنحاس غولدشميت إن “هذا القرار يمضي إلى ما هو أبعد من المتوقع ويخالف البيانات الأخيرة الصادرة عن المؤسسات الأوروبية بأن الحياة اليهودية ينبغي تقديرها واحترامها”.
لكن حكومة إقليم فلاندرز في شمال بلجيكا رحبت بالقرار الذي صدر الخميس، وقال بين ويتس، الوزير القومي للرفق بالحيوان: “إننا اليوم نكتب التاريخ”، وقالت الجماعة المدافعة عن حقوق الحيوان “غايا” إنه يوم عظيم وتتويج لنضال 25 عاماً.
جاء القرار مفاجئاً حيث أنه خالف توصية صدرت في سبتمبر 2019 تدعو إلى إلغاء القانون الفلمنكي وكانت من قبل المساعد العام لمحكمة العدل الأوروبية، الذي قال إن تطبيق قواعد أشد صرامة فيما يتعلق بالرفق بالحيوان هو أمر مسموح إذا لم يكن فيه تعدٍ على الشعيرة الدينية “الأساسية”.
وبموجب متطلبات الذبح الحلال لدى المسلمين أو الذبح اليهودي، فإنه يتم قطع الحلقوم (والمريء) بسرعة بسكين حادة بينما لا يزال الحيوان واعياً.
وينص القانون في الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى القانون البريطاني، على أن يتم صعق الحيوانات قبل قتلها، ما لم يكن اللحم معداً للمسلمين أو اليهود، على أن يتم ذلك فقط في مسالخ مصادق عليها.
قالت المحكمة الأوروبية إن على جميع الدول الأعضاء أن توفق بين الرفق بالحيوان وحرية الأديان وإن القانون الأوروبي لم يمنع الدول من أن تطالب بصعق الحيوانات طالما أنها تحترم الحقوق الأساسية للإنسان.
وبينما أقرت المحكمة بأن فرض مثل هذا المتطلب يحد من حقوق المسلمين واليهود، إلا أنها لم تفرض حظراً على الذبح الشعائري وأقرت بأن “تدخل” القانون البلجيكي “بحرية ممارسة الشعائر الدينية” حقق “هدف المصلحة العامة المعترف به من قبل الاتحاد الأوروبي، وهو تعزيز الرفق بالحيوان”.
وقالت المحكمة أيضاً إن البرلمان الفلمنكي اعتمد على أدلة علمية تشير إلى أن الصعق المسبق هو الطريقة المثلى لتقليل معاناة الحيوان وإن القانون أتاح المجال “لإقامة توازن عادل” بين مسألتي الرفق بالحيوان وحرية الأديان.
وقد اعترضت الجماعات المسلمة مراراً وتكراراً على التشريع الفلمنكي قبل أن يتم إقراره ويدخل حيز التنفيذ في يناير 2019. وقد تبنى إقليم “والونيا” الناطق بالفرنسية والواقع جنوبي بلجيكا القانون بعد ذلك بأشهر.
وعندما اقترحت القوانين البلجيكية، أبدت الجماعات المسلمة واليهودية تخوفها من أن يتم استغلالها من قبل القوميين في إثارة المشاعر المناهضة للمهاجرين.
وقال رئيس رابطة يهود أوروبا، الحاخام مناحيم مارغولين إن اليوم كان “يوماً حزيناً بالنسبة لليهود الأوروبيين” وقالت اللجنة التنسيقية للمنظمات اليهودية في بلجيكا إنها ستأخذ معركتها القانونية إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.
كما تُذكر (السلطة التنفيذية للمسلمين في بلجيكا “EMB” ) المواطنين المسلمين بالعقيدة الإسلامية بالقواعد المعمول بها فيما يتعلق بالذبح الحلال في المناطق الثلاث في بلدنا:
المناطق الفلمنكية والوالونية
منذ عام 2019 ، تتطلب اللوائح المعمول بها استخدام الصعق لجميع أنواع الذبح.
منطقة العاصمة بروكسل
يتم الحفاظ على طقوس الذبح بدون الصعق في هذا الجزء من بلجيكا.
لا يوجد أي موقع ذبح مؤقت أو معتمد للأفراد كجزء من عيد الأضحى في المناطق الثلاث.
كما تدعوEMB المواطنين للتواصل مع جزارهم المعتاد للتعرف على الخيارات الممكنة كجزء من عيد الأضحى 2023.
ويوافق العيد هذا العام في يوم 28 يونيو 2023 ، وكل عام وأنتم بخير.
وكالات