الشغب مستمر في فرنسا
شبكة المدارالإعلامية الأوروبية…_شهدت فرنسا ليل السبت-الأحد 2 يوليو/تموز 2023، ليلة خامسة من الاضطرابات، بينما قالت وسائل إعلام محلية إن أعمال الشغب سجلت تراجعاً، بعد ساعات من تشييع الفتى نائل، الذي أطلق مقتله برصاص الشرطة شرارة أعمال عنف طالت مختلف أنحاء البلاد، بما فيها مدن كبرى، واعتقل على إثرها المئات.
وكالة الأنباء الفرنسية أوضحت أنه حتى الساعة الثالثة والنصف فجر الأحد، لم تسجّل وزارة الداخلية الفرنسية أي أحداث شغب كبرى، وأشارت إلى توقيف 719 شخصاً في مختلف أنحاء البلاد، غالبيتهم للاشتباه بحملهم أدوات قد تستخدم في الشغب. وقال وزير الداخلية عبر تويتر “ليلة أكثر هدوءاً بفضل العمل الحازم لقوات حفظ الأمن”.
كانت الوزارة لجأت لليلة الثانية على التوالي إلى تعبئة 45 ألف عنصر من قوات الشرطة والدرك، بينهم 7 آلاف في باريس وضواحيها المجاورة، إضافة إلى تعزيزات أمنية في مدن مثل مرسيليا وليون وغيرها من الأنحاء التي تعرضت على مدى الليالي الأربع الماضية لسلسلة من الشغب والسرقة والنهب، بسبب اغضب من مقتل الفتى نائل.
تراجع حدة الشغب
تمّ الإبلاغ عن عدد محدود من الحوادث ليل السبت-الأحد في مدينتي مرسيليا وليون، الأكبر في فرنسا بعد العاصمة. وقضى نائل برصاصة في الصدر، أطلقها شرطي من مسافة قريبة، في أثناء عملية تدقيق مروري في ضاحية نانتير غرب باريس. ووُجهت إلى الشرطي الموقوف البالغ 38 عاماً تهمة القتل العمد.
بينما شارك المئات في مراسم تشييع الفتى نائل السبت، من مسجد ابن باديس إلى مقبرة مونت فاليريان في ضاحية نانتير الباريسية، علماً أن العائلة طلبت عدم حضور الصحفيين لتغطية مراسم الوداع.
انتهى التشييع قرابة الساعة الخامسة والنصف بعد الظهر (15,30 ت غ) في “هدوء شديد، في خشوع وبدون تجاوزات”، بحسب ما أفاد شاهد عيان وكالة فرانس برس، مضيفاً أن عدداً كبيراً جداً من الشباب كانوا حاضرين في المقبرة.
فيما تسبب مقتل الفتى نائل بصدمة في فرنسا، وصل صداها إلى الجزائر التي تنحدر منها عائلته. وأعاد الحادث فتح النقاش بشأن تعامل الشرطة مع حالات مماثلة، وقتل 13 شخصاً فرنسيا عام 2022، بعد رفضهم الامتثال لعمليات تدقيق مرورية.
في ظل أعمال العنف، ألغى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زيارة دولة إلى ألمانيا، كان من المقرر أن تبدأ الأحد وتستمر ليومين، بعدما اختصر أيضاً مشاركته في قمة للاتحاد الأوروبي استضافتها بروكسل الجمعة.
يجد الرئيس الفرنسي نفسه أمام أزمة داخلية كبرى ثانية في غضون أشهر قليلة، بعد الاحتجاجات الواسعة على مشروعه لإصلاح قانون التقاعد. ودفعت تلك الأزمة العاهل البريطاني، الملك تشارلز الثالث، إلى إلغاء زيارة لفرنسا في مارس/آذار.
مواجهة الغاضبين من وفاة الفتى نائل
أعادت الموجة الحالية من أعمال الشغب التذكير بسلسلة مشابهة هزت فرنسا في العام 2015، بعد مقتل مراهقين صعقاً بمحوّل كهربائي أثناء محاولتهما الهرب من الشرطة.
في مرسيليا، التي شكلت ليل الجمعة السبت مسرحاً لحوادث كبرى وعمليات نهب، عمل جهاز أمني ضخم ليل السبت- الأحد على تفريق مجموعات من الشباب كان عددهم أقل من اليوم السابق.
كما نشرت أجهزة إنفاذ القانون عدداً من أفراد القوات الخاصة للشرطة والدرك. وقام هؤلاء بتفريق مجموعات من الشبان الذين أثاروا الفوضى في المدينة الجنوبية، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
حيث قال متحدث باسم شرطة بوش-دو-رون “لا نرى على الإطلاق مشاهد النهب التي وقعت بالأمس”، مشيراً إلى توقيف 56 شخصاً بحلول منتصف الليل.
وفي العاصمة، نشرت قوة أمنية كبيرة على طول جادة الشانزليزيه، بعد انتشار دعوات للتجمع منذ الجمعة للاحتجاج على مقتل الفتى نائل، وجالت مجموعات من الشبان الذين ارتدوا ملابس سوداء على طول الجادة، تحت أعين عناصر الشرطة، في حين قامت العديد من المتاجر بتغطية واجهاتها الزجاجية بألواح من الخشب، خشية تعرضها للتكسير، كما حصل مع العديد من المحال على مدى الليالي الماضية.
كما سجّل عدد قليل من الحوادث في الضواحي الباريسية، حيث اندلعت شرارة الاحتجاجات. وتعرض عدد من عناصر الشرطة لإطلاق مفرقعات نارية من مجموعات شبابية في فينيو، قرب العاصمة. وحتى الساعة الثانية والنصف فجراً (00,30 ت غ)، أوقفت الشرطة 194 شخصاً في باريس وضواحيها، وفق وزارة الداخلية.
كان عدد الذين تمّ توقيفهم في عموم البلاد ليل الجمعة السبت تجاوز عتبة 1300 شخص، وهو رقم قياسي منذ اندلاع موجة أعمال الشغب الراهنة الثلاثاء بسبب قتل الفتى نائل على يد شرطي. وسعياً لضبط أعمال العنف قامت العديد من السلطات المحلية بفرض حظر تجول في فترات المساء، ووقف حركة النقل العام بحلول الساعة التاسعة.
عربي بوست