اقتحام المسجد الاقصى عنوان لمعركة الوجود الفلسطيني

ابراهيم عطا : كاتب فلسطيني

اول كتاب قرأته بحياتي، او بالاحرى وقعت عليه عيني، لاني حينها لم اكن اجيد القراءة، كان كتاب بعنوان “اللاعنف” للمهاتما غاندي، مع اني كنت دائما احاول قراءة كل ما يقع تحت يدي خاصة تلك الكتب التي تتحدث عن الفدائيين وعمليات المقاومة الفلسطينية المسلحة…كان ذلك في بيتنا في مخيم البرج الشمالي للاجئين الفلسطينين وفي السنوات الاولى من المدرسة الابتدائية، وعندما كبرت شعرت ان شخصيتي هي اقرب لسياسة غاندي المسالمة والرافضة لأي نوع من انواع العنف، والتي تعتمد فلسفة “الساتياغراها” ومعناها التمسك بالحق والدعوة للمقاومة السلمية وعدم استخدام العنف لان “العنف لا يجلب الا العنف والشر …”.
أما الان وبعد نضوجي وفهمي للنفس البشرية وتفاعلها مع الامور والاحداث العالمية وسنوات التجارب والمتابعة اليومية، تاكدت ان سياسة المسالمة هذه لا تصلح مع قوى الشر الموجودة على وجه الارض والتي تتحكم بدولها، ممثلة بالاحتلال الصهيوني في فلسطين وداعميه في الولايات المتحدة الإرهابية ودول الغرب الحاقدة على العرب والمسلمين…
وكما قلنا سابقا فان منح الموافقات واعطاء الضوء الاخضر لحرق المصحف الشريف والاساءة لأمة محمد (حوالي ملياري مسلم) من قبل بعض الدول الاوروبية سيستمر ولن يتوقف اذا لم يكن هناك موقف موحد وحازم يردع هؤلاء الذين لا يفهمون سوى لغة المصالح والقوة، لان الادانة والاستنكار واستدعاء السفراء لن تجدي نفعا معهم، بل ستزيدهم حقدا وتعطشا للاساءة للآخرين…
وهذا الامر ينطبق بدقة على الكيان الصهيوني المجرم وما يقوم به من عمليات قتل يومي (آخرها الطفل فارس ابو سمرة بالامس) وهدم للمنازل (اخرها بيت عائلة القرعان في النقب بالامس)، وتدنيس للمسجد الاقصى ولمسجد قبة الصخرة من قبل مئات اليهود المتطرفين (آخرها اقتحام الامس بقيادة الارهابي بن غفير)، لا يمكن ان تحارب بسياسة اللاعنف والتنديد والاستنكار والتعبير عن القلق على المنابر الدولية، خاصة في ظل سلطة فلسطينية متهاونة ومتعاونة الى حد الخيانة ولا تتبع سوى سياسة التسول والاستجداء، وفي ظل أنظمة عربية لا تمت للعروبة او الرجولة بصلة، ومجتمع دولي يدعي التحضر والانسانية ولكنه يتعامل بمكياليين ونفاق وتفرقة عنصرية…
وهنا انا لا ادعو للعنف طبعا ولكن لكي يكون هناك “لكل مقام مقال ولكل زمان رجال”، أما سياسة المهادنة والمسالمة مع اعداء الامة والدين فستجعلهم يتطاولون اكثر على معتقداتنا ومقدساتنا ويتكالبون اكثر على بلداننا وثرواتنا…
الرحمة للشهيد الطفل فارس ابو سمرة ولكل شهداء فلسطين ولابطالها المقاومين…وجمعة طيبة لكل الاحبة…ابو انس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post النيجر على خط الناروفرنسا تفقد حليف آخر في العالم
Next post لم يتحقق لي حلما