من جديد إشكالية الإغلاق المؤقت للمفاعلين النوويين في بلجيكا

شبكة المدارالإعلامية الأوروبية…_منذ أيام قليلة، أفادت صحيفة “دي ستاندارد” الفلمنكية عن تقرير دراسي صادر عن الجامعة يكشف عن ارتفاع ملحوظ في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في بلجيكا.

وتشير الدراسة إلى أن هذا الارتفاع يعزى جزئيًا إلى إغلاق مفاعلين نوويين هامين (Doel 3 و Tihange 2) في الفترة الأخيرة.

وفقًا للتقرير، قامت بلجيكا بإغلاق مفاعليها النوويين Doel 3 و Tihange 2 في سبتمبر وفبراير على التوالي. وتبلغ سعة إنتاج هذين المفاعلين 2 جيجاوات، وتُعد من مصادر الطاقة ذات الانبعاثات المنخفضة جدًا لثاني أكسيد الكربون.

وقد أظهرت الدراسة أن هذا الإغلاق المؤقت أثر بشكل كبير على متوسط انبعاثات الكربون في البلاد. وبناءً على حسابات الباحث سام هاميلز، الخبير في اقتصاديات الطاقة بجامعة غينت، فقد زادت متوسط الانبعاثات من ثاني أكسيد الكربون خلال الفترة المماثلة في العام الحالي بنسبة 13%، حيث ارتفعت من 148 إلى 168 جرامًا من ثاني أكسيد الكربون لكل كيلوواط/ساعة.

تُظهر الأرقام المذكورة انبعاثات أعلى من المتوقع في الفترة من فبراير إلى يوليو هذا العام مقارنةً بنفس الفترة في العام الماضي. ويبدو أن الانتقال من مصادر الكهرباء النووية المنخفضة في الانبعاثات إلى مصادر بديلة أثر بشكل كبير على هذه الزيادة.

على صعيد آخر، أظهرت الدراسة أن الدول المجاورة لبلجيكا تواجه أيضًا تحديات مماثلة في الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. تعتمد هولندا وألمانيا ما زالت على محطات الفحم في إنتاج الطاقة، مما يؤدي إلى ارتفاع الانبعاثات في تلك الدول.

فيما يخص بلجيكا، تشهد الانبعاثات تفاوتات بارزة من شهر لآخر. فقد ارتفعت الانبعاثات بنسبة 57% في فبراير 2023 مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، بينما انخفضت بنسبة 33% في يوليو مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي. هذا يُشير إلى أهمية الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة والتحول نحو تقنيات أكثر صديقة للبيئة.

في النهاية، تظهر هذه الدراسة الحاجة الملحة لتوسيع استخدام مصادر الكهرباء المتجددة والاستثمار في التقنيات البديلة للحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. كما تُسلط الضوء على أهمية تواصل البحث والتطوير لإيجاد حلاً مستدامًا لتوفير الكهرباء والحفاظ على نظافة البيئة في الوقت نفسه.