أكتب نصوصا

مروة آدم حسن

أكتب نصوصا تشبهني 

تشبه البنات في هذا البلد 

ابنة الجيران التي غافلها الزمن 

وهي تلعب الغميضة

حتى فاتها القطار

صديقتي 

التي ركبت القطار

وظلت تتلاعب بآلة الزمن

حتى تعمل آلة الإنجاب 

التي زرعوها في رأسها 

..

أكتب نصوصا تشبه نساء البلد 

كل يوم أخرج 

وأنا أرتدي نصا لامرأة أخرى 

في الطريق إلى المدرسة 

كالطريق إلى الجامعة 

كالطريق إلى العمل 

أمشي مسرعة 

وأنا أتقافز على جانبي الرصيف 

أنظر للأرض 

لكيلا أدوس على ظلي 

لا أرفع رأسي  للسماء 

إلا في الليل 

بعد أن أوهمنا مطرب شعبي بقوله:

“عدّي نجوم الليل وانتظريني”

من يومها ونحن ننتظر 

القطارات تمر قطار تلو قطار 

لا سكك على هذه الأرض 

ولا محطات انتظار 

فقط نعد نجوم الليل 

تتقافز ظلال النهار بعيدا عنا 

فيما نحن ننظر للأرض 

لكيلا تُحسب علينا نجوم الظهر

……

أنظر للأرض 

أعد خطواتي

وأنا أتمتم بنصوص تشبهني 

وتشبه نساء هذا البلد 

في الطريق إلى المدرسة 

تقول مراهقة في قلبي

لم يغازلني ابن الجيران

وصلت إلى الجامعة 

وجيوبي خالية 

من رسائل الغرام

وأرقام الهواتف 

الهدايا والمواعيد

……

ذهبت إلى العمل 

وفي رأسي امرأة

وأنا بكامل أناقتها 

أرتدي نصوصا 

موشّاة بنجوم الليل

مطرّزة بعقارب الساعات المؤجلة

نصوصا تليق جدا

بالجلوس في محطات الانتظار

نصوصا بدينة تليق بالقصيرات أمثالي

لكيلا أدوس على ظلي

وأنا أركض وراء القطارات 

التي كانت تدوسنا!

……

أعود إلى البيت

لأرقص على كل الأغاني 

التي تشبهني والتي لا تشبهني 

أرقص على حرف الفرح

وأرقص على جملة الحزن أيضا!

ثم أنام وأستيقظ 

وأنا عارية من النصوص 

………

أذهب للسوق 

لعلي أجد نصا يناسبني

لم يطرزه الزمن 

ولم يُكتب على ياقته 

مقاس الانتظار

نصا لا يعرف لغة النجوم 

نصا جيوبه ملأى 

بغزل الطرقات 

وأرقام الأرصفة 

ومقاعد المواعيد 

نصا يشبه هذه البلد 

لا محطة فيه 

ولا قطار 

لكيلا ننتظر أحدا

ولا يفوتنا شيء

نصا لدغته العقارب

فعطّل آلة الزمن 

وآلات أخرى

نصا بلا رحِم

لا ينجب شيئا 

لكنه لا يُجهضُ حلما…

شبكة  المدار الإعلامية الأوروبية …_

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post دون التفات
Next post للصباح جناحين