حرامية ايام زمان
بقلم / ابراهيم الدهش
شبكةالمدارالإعلامية الأوروبية…_.. في احد اللقاءات والجلسات الليلة وعبق القهوة والدلال والمضايف والدواوين يطول الحديث ويتشعب وغالبا ما نستذكر ايام زمان والنقاء والصفاء والصدق ، وتارة نتوقف عند بعض المواقف ربما كانت سلبية ولكنها تحمل معانٍ عديدة ومدلولات كبيرة وخاصة اذا تم مقارنتها بالواقع المزري الذي نعيشه اليوم ،، من بين تلك المواضيع التي تحدثنا عنها وكانت ملفته للانتباه لأهميتها وترتبط بالواقع الذي نعيشه اليوم ،، حرامية ايام زمان حيث كانت مهنة يتباهى بها الكثيرون اثناء السطو والسرقة ويعتبرون شجعانا ورجال ليل حيث انهم في كثير من الأحيان يقومون بسرقة الحيونات وخاصة الماشية وبعض الاحيان يتوجهون ليلا لسرقة البيوت وغالبا ما يكون الحدث معلنا وصريحا وأمام الملأ لمن يريدون سرقته ليثبتوا رجولتهم وقدرتهم على تنفيذ كلمتهم ، وفي الوقت نفسه فانهم كانوا يعيدون تلك المسروقات الى اصحابها مقابل مبلغ بسيط من المال . روايات وقصص لاتعد ولا تحصى عن حرامية ايام زمان ، اما الغريب في ذلك هو امتناعهم عن السرقة بعد دخولهم الى بيوت الناس لمجرد رؤيتهم لأمرأة ترضع طفلها وربما عاجزة ومريضة او ان قلوبهم ترق لحالة اهل الدار المزرية فلا يريدون ان يزيدوا في معاناتهم .. استمعت أثناء الجلسة الى كثير من السرقات لحرامية ايام زمان الشرفاء فمن بين ما روي في المجلس أن هناك لصوصاً تحدوا مجموعة اخرى من اللصوص في سرقة قطعة سلاح عائدة لرجل في إحدى المناطق المجاورة لهم ولديهم معرفة بأن ابن صاحب الدار رجل شجاع .. مرابط في البيت ليلا ونهارا ولا يخرج الا في الامور الهامة والضرورية، وفي ليلة من الليالي كان اللصوص يترقبون الأحداث فاحسوا بأن الابن الاكبر لم يكن موجودا في بيته فتوجهوا قبل الفجر لبيته وتمت المراقبة خلسة فانتبهوا أن لصاحب الدار بانه رجل ضعيف وهزيل ولاحول له ولا قوة وان الزوجة هي المسيطرة على زمام الأمور ، فأحس صاحب الدار بوجودهم ليسرقوا قطعة السلاح الموجودة عنده فهب مسرعا وهو خائف منهم واعطاهم قطعة السلاح وقال خذوها هدية مني لكم !!
فتفاجئ اللصوص من هذا الموقف الجبان فرموا السلاح بوجه وقالوا
لانسرق سلاح رجل جبان الأفضل اعطيه لمن يستحقه وهي زوجتك لانها أحق لها به …
زمن عجيب غريب اذا ما قورن بزمن العجائب والغرائب الذي نعيشه اليوم لصوص يأنفون عن سرقة المبالغ الصغيرة أو الدخول الى البيوتات ، ليس بدافع الحشمة او الرجولة او الشهامة لكنه الجشع وانعدام الضمير الى درجة الصفر كان دافعهم المعلن ، فهم لا يقتنعون بسرقة القليل وانما بسرقة شعب كامل دون الالتفات الى من يملك تلك الاموال وعلى من ستصرف !!. والأكثر من ذلك فإن هناك دوافع اخرى غير السرقة تقف وراء افعالهم المشينة ، الا وهي الايغال في ايذاء هذا الشعب المسكين ، فلا مقارنة بين حرامية ايام زمان وحرامية اليوم ولا يسعنا الا ان نترحم على ايام زمان وحرامية ايام زمان ، ونلعن هذا الزمن وحرامية هذا الزمن الذين لو فتشت في كل زوايا نفوسهم الشريرة لما وجدت فيها ذرة من الرحمة ،، والادهى من ذلك ، لا يوجد راع امين ونزيه ويحاسب مسؤول
ويقول من أين لك هذا !!
شبكةالمدارالإعلامية الأوروبية…_