الانتـماء والخـيال ركـيزتـان أساسيتان للمنافسة

بقلم : مارتن ديمبسي 

الشعور بالانتماء من أهم مقومات بيئات العمل المُنتِجة، وينبثق هذا الشعور في العادة من حرص القادة على تعزيز سبل التواصل الإنساني بين الأفراد والفرق والإدارات، فضلاً عن تقدير الجهود، والإنصات الفعال، والتوجيهات البناءة، والاحتفاء بالإنجازات، وغيرها من الممارسات التي تُعزِّز شعور الموظفين بأنهم من ركائز العمل الأساسية، وفي ظل التغيرات التي طرأت على بيئات العمل في العقود الأخيرة، ظهرت بعض المفاهيم وأصبحت من أولويات العمل، وأهمها “الاحتواء والتمكين”.
تُسهم ممارسات القيادة المبنية على تضمين فريق العمل، واحترام الفروق الفردية، وخلق بيئات عمل مُمكَّنة في تعزيز الخيال المُغذِّي للإبداع، فالقدرة على التخيُّل سمة مُكتسبة تتحقَّق من خلال التدريب والتجريب، وهنا تبرز أهمية القائد المؤثِّر في إتاحة هذه الفرص لأنه يعرف أن الخيال أقصر طريق للتميُّز في اقتصاد شديد التنافس.
ترسيخ ثقافة العمل هي سر النجاح المستدام
يخوض القادة الآن معارك طاحنة من أجل النجاح والتفرُّد وكسب ثقة المرؤوسين والعملاء، ولكي تُحسَم نتائج المعركة لصالحهم، عليهم ترسيخ ثقافة العمل لدعم التغيير والتطوير المستدام.
والعمل غريزة قيادية تتغذَّى على إيمان راسخ لدى القادة بأن اتخاذ قرارات مستنيرة يحتاج إلى التعلم، والتعلم يحتاج إلى تغيير الوضع الراهن، الأمر الذي لا يتحقَّق إلا بالكثير من التجريب.
قد لا يكون ترسيخ ثقافة العمل حلاً لكل مشكلات القادة، ولكنه يبثُّ الحيوية في مؤسستك، ويُسلِّط الضوء على نقاط الضعف ومواطن القوة، ويُعزِّز تضمين المواهب والكفاءات المختلفة تحت مظلة واحدة بأهداف مشتركة، ويكشف عن الخسارة التي قد تتكبَّدها المؤسسة إن تهاونت في فرص التطوير بسبب التقاعس.
تفويض الصلاحيات يعظِّم الأثر
السلطة ركن من أركان القيادة الفاعلة، ولكن يُسيء بعض القادة فهمها، فيتمادون في ممارسات القمع والسيطرة غير المُبرَّرة، وينتهجون القيادة التفصيلية، ولكن في بيئات العمل الحديثة، لم يعد أسلوب الإدارة الصارم يحدث تأثيراً مستداماً.
يحتاج القادة إلى تفويض بعض السلطات والصلاحيات لمن يثقون بهم لتعزيز شعورهم بالمشاركة والانتماء، وتحقيق نجاحات جماعية تُنسب إلى الجميع ولا يستأثر بها قائد أو فريق، وهذا هو جوهر التمكين، كما يُحقِّق هذا النهج المعادلة الصعبة التي تجمع بين القدرة على التأثير والحفاظ على النظام؛ وكلاهما يساعد القائد على التنبؤ بأداء الفريق ونتائجه، وتوفير الدعم اللازم والتدخُّل السريع، وتوقُّع التقلُّبات المُحتملة واجتيازها بأقل خسائر مُمكنة.
وأخيراً تذكَّر أن القيادة الحقيقية تُقاس بقدرة القائد على احتواء فريق عمل مُتنوِّع الجدارات، وتمكينه من إيجاد حلول مُبتكرة ومستدامة للتحدِّيات الصعبة، ولا يقيَّم القائد بمدى إذعان الآخرين له.
تأليف:
مارتن ديمبسي: قائد مُلهم اختارته مجلة “تايم” كواحد من أكثر القادة تأثيراً على مستوى العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post هذا ما ندين به للمستقبل
Next post المستحيل قابل للتفاوض