زعنفة الموت
الشاعر عبداللطيف البشكار
إلى أهلنا في غزة الجريحة
يا ابن القبة والصّخْرَة دَمِّرْ
حَطّمْ بَنْدُولَ زمانك واجهر
دعوتك الموت لتحي فأنْحَرْ
وقيامة كنعان عذاب فاثأر
أُرْكُلْ أقتلْ أذبحْ وأنسفْ
واسْكَرْ
عقل يتعطل
صُحُفٌ تُطوى
أقلامٌ تُكسرْ
ودِمَائَي في كُلِّ مُحِيط
في قانا
في يافا
في حيفا وفي
غزة
أقداس تهدر وشعائر تهدم
يا ابن القبة والصخرة دَمِّرْ
بكُلِّ حروف الرّفضِ كَسِّرْ
أنْشُرْ وحيك وتجبرْ
ابسط سُلطانَكَ وتكبّرْ
فَلِمِثْلِكَ وحدك أنْ تفخرْ
فما بعد استشهادك من يعبر
أطرافك تتباهى وتُكَبِّرْ
ودِماؤك وحيٌ يَتَسَطّرْ
تعبقر
وأنصبْ للغفلة مَوتاً
وأصنع للفطرة حَلّاً فَتحاً
ذَاكِرَةً أخرى وتمادى
في رُكُوبِ الأسْقُفْ
كسّر دمّر أقفز حَطّمْ وتَفجّرْ
ومن زبد البحر
حَرّرْ غضباته
واحضن طمياته
وأفْكُكُ من غَيضِ الموج
أسرار حياته
ففي الزبد مأوى مناجاته
هل قالوا جنون؟
نعم اسمي المجنون علامة
أقتلع من جسدي صخرة
وفتيلاً ملح البارود
لأقبِّل حُمَّى الزيتون
اسمي المجنون علامة
وهل يتنكر هذا البحر لملحه؟
أصنع من زعنفة الموت حزاماً
كي أتباهى بالسكرات
بيني وبين الدنيا ضغينة
لا يَمْحُوهَا سوى عرس النار
ورسالة تفجير الوقت
وكومة لحمٍ
تستمتع نيران الرّفضِ بشمِّ رماد التحبير
اسمي المجنون علامة
ما عاد الكون يفي بطموحي
بدَّلتُ غرائز أمعائي
وتركت الآبق يتلوَّى
من نار الجوع
ومَحوتُ ما خَطّ الدهر في طريقي
ونسفت الموت بمعجزةٍ
اسمي المجنون علامة
أتَحَرَّقُ مِسْكَاٍ
لأشمّ فؤادي جَمْرَاً يتهادى
وداعاً يا ظلام التأويل
اسمي المجنون علامة
وهل يتنكر هذا البحر لملحه؟!
ما عاد جنون.
شبكة المدارالإعلامية الأوروبية…_