تفوق وريادة مغربية قارياً وافريقياً في صناعةالسيارات

مراسلة مكتب المغرب “اندلس البكري “

شبكة المدار الاعلامية الاوروبية “في السنوات القليلة الماضية حققَ المغرب تنامياً وتطوراً كبيراً في مجال صناعة السيارات. هذا القطاع المهم الذي تُساهم فيه عدة شركات عالمية واخرى مغربية انتشرت في مدن المملكة المغربية، منها شركات أجنبية أسست وطورت ووسعت باستمرار مصانعها وانتاجاتها منذ نهايات العقد الخامس من القرن الماضي مثل الشركات العالمية الكبرى رونو، بيجو الفرنسية، فيات الايطالية، بي واي دي الصينية وغيرها. وتأسست شركات مغربية أيضا للصناعة والتطوير في نفس المجال منها شركة لاراكي لصنع السيارات الرياضية والخارقة التي تُنتج بناءاً على الطلب المسبق سيارات فاخرة بمواصفات إبداعية متطورة ،وشركات اخرى طورت انتاجها بشكل ناجح ومميز.

سيارة لاراكي إيبيتوم 2015

المغرب ينتج ويطور نموذج أول لسيارات مغربية تعمل بطاقات متجددة

تأكيداً على الإستراتيجية التي يتبعها المغرب الهادفة الى تشجيع القطاع الخاص نحو الاستثمار المنتج في القطاعات المتطورة والمستقبلية والمساهمة في خلق جيل جديد من الشركات الشابة التي تتبنى رؤية المغرب في مجال التنمية المستدامة وتعزيز الطاقات المتجددة، خاصة في قطاع الهيدروجين الأخضر الواعد، أُعلن في المغرب بدايات العام 2023 عن إنتاج أول سيارة من صنع مغربي وبرؤوس أموال مغربية. وكذلك مركبة تعمل بالهيدروجين صديقة للبيئة واقتصادية بالوقود. حيث يضع هذا المشروع المغرب في صلب التطور على المستوى العالمي، الرامي إلى تطوير أشكال جديدة لوسائل النقل تحرص على الفاعلية واحترام البيئة.

ملك المغرب يشرف شخصياً على تدشين المشروعان المغربيان المبتكران

دَعم ملك المغرب محمد السادس بنفسه الإنتاجات البكر للسيارات المغربية الصنع والتي تعتمد الطاقات المتجددة وقوداً لها وكان قد ترأس شخصياً في الرباط في شهر مايو الماضي حفلاً أقيم في القصر الملكي لتقديم نموذجي المشروعان المبتكران النموذج الأول سيارة من صُنع مغربي، صنعتها شركة “نيو موتورز”، وهي شركة مموّلة برؤوس أموال مغربية. وقد انشأت الشركة وحدة صناعية جديدة بعين عودة -جنوب الرباط- خُصصت لتصنيع هذه السيارات الجديدة الموجهة للسوق المحلية والعالمية.

والنموذج الثاني لمركبة تعمل بالهيدروجين قام بتطويرها شاب مغربي، في شركة “نامكس” (NamX)، وأطلق عليه اسم “مركبة متعددة الاستخدامات تعمل بالهيدروجين” (HUV, Hydrogen Utility Vehicle). التصميم تم بالشراكة مع المكتب الإيطالي للتصميم المتخصص في هياكل السيارات (بينينفارينا)، والتصميم الداخلي للمركبة تم بكفاءات مغربية. تتزود المركبة بالهيدروجين بواسطة خزان مركزي يعزز عمله 6 كبسولات قابلة للإزالة، مما سيمكن تأمين قدرة مهمة للبطارية وتسهيل شحن الهيدروجين ببضع دقائق. ويتوقع أن تبلغ الطاقة الإنتاجية السنوية 27 ألف وحدة، بنسبة إدماج محلي تصل إلى 65 بالمئة.

صناعة بطاريات السيارات الكهربائية تنتعش بالفوسفات المغربي

صناعة السيارات الكهربائية في المغرب بدأت تزدهر وتتطور وتبتكر في الكثير من المجالات. منها توجُه المغرب الى ضخ استثمارات بقيمة تصل إلى مليون دولار لتطوير تكنولوجيا صناعة بطاريات السيارات الكهربائية، ويمتلك المغرب رصيداً كبيراً من الثروة المعدنية التي تحتاج اليها صناعة السيارات وبطارياتها وقد بذل المغرب جهودًا مهمة نحو تصنيع بطاريات الليثيوم القائمة على معدن الفوسفات كبديل عن بطاريات معادن اخرى مثل الكوبالت والنيكل والمغنيسيوم. ويُعَدُ هذا التوجه مشروعًا واعدًا في المغرب، ومما يساعد على أزدهار هذه الصناعة في المغرب وفرة موارد الفوسفات في المغرب الذي يمتلك 75% من الاحتياط العالمي للفوسفات وهو مصدر رئيسي بديل ورخيص لبطاريات المركبات الكهربائية.

وقد اعطى المغرب اهتماماً كبيراً لهذا القطاع وقدم حوافزاً مهمة لتشجيع الاستثمار في هذا القطاع المتنامي، فهو يهدفُ من ذلك الى رفعِ الطاقة الانتاجية للإنتاج بشكل كبيرٍ وطموحٍ جداً وتوفير فرص العمل للشباب المغاربة، حيث يعمل في صناعة السيارات في المغرب ما يقارب 220 ألف مغربي ضمن 250 شركة. وكذلك الازدهار في مجال الاقتصاد الصناعي المغربي من خلال تمكين المغرب من عائدات مهمة من العملة الصعبة وتشجيع المستثمرين المغاربة لولوج هذا العالم الديناميكي من الإستثمار الصناعي.

يعدُ المغرب اليوم منافس قوي وفي طريقه الى التفوق في على رومانيا وايطاليا في هذا المجال. والأكبر في القارة الافريقية مع اقتراب الطاقة الانتاجية السنوية من 700 ألف سيارة سنوياً 90% منها تصدر الى اوروبا والعالم والباقي للاستهلاك المحلي المغربي وتهدف لتطوير وزيادة الإنتاج ليصل الى مليون سيارة سنوياً خلال الثلاث سنوات القادمة. وقد ارتفعت صادراته بمعدل 2.60% من الناتج المحلي الاجمالي في 2010 الى 8.2 % في العام الماضي بما يجعله ثاني أكبر القطاعات التصديرية في المغرب بعد الفوسفات.

ويتوفر المغرب على 10 منظومات صناعية مكملة لصناعة السيارات في سعيه لتحقيق منظومة متكاملة بنسبة 100% في المغرب تعمل هذه المنظومات على تصنيع الأسلاك الكهربائية، الميكانيك، البطاريات، المقاعد وإطارات السيارات، تُستثمر فيها رؤوس أموال مغربية وأجنبية. تنتشر مراكز تصنيع السيارت والصناعات المكملة لها في مدن الدار البيضاء، الرباط – سلا، القنيطرة وطنجة، وهي تتوسع بشكل كبير ومتسارع وخصوصاً مع توفر المغرب على ارضية مؤاتية لذلك. وساهم إنشاء المناطق الصناعية الجديدة المتخصصة في صناعة السيارات مثل مدينة طنجة للسيارات سنة2012 وكذلك المنطقة الحرة الأطلسية في مدينة القنيطرة والمنطقة الحرة تكنوبوليس في الرباط – سلا في خلق طفرة نوعية في قطاع صناعة السيارات في المغرب وعامل جذب مهم للمستثمرين الأجانب ودفعة دعم قوية وموفقة لتعزيز موقع ريادي لعلامة “صنع في المغرب”.

وبحسب تقديرات مؤسسة كابيتال إيكونوميكس البحثية فأن نمو قطاع صناعة السيارات في المغرب يشهد تطوراً سريعاً وخصوصاً خلال السنوات العشر الماضية مما ينعكس ايجابياً على تطور ونمو الصادرات المغربية ويدعم الانتاج المحلي عموماً على المدى الطويل مستفيداً من موقعة الإستراتيجي القريب من الأسواق الأوربية والعالمية المهمة، وخلق المناطق الصناعية المتخصصة لهذا القطاع ضمن مناخ مستقر للبلد سياسياً، اقتصادياً، وتوفر الأيدي العاملة المؤهلة للمواكبة وتطوير الخبرات، البنى التحتية التي يتوفر عليها المغرب وتمتاز بجودتها العالية وأستفادة المناطق الصناعية منها بشكل كبير كالموانئ وشبكة المطارات والطرق السيارة السريعة. كذلك الدعم المالي والتشريعي من خلال التسهيلات الضريبية ودعم الاستثمارات والأنفتاح على المبادرات والأتفاقيات في السوق العالمية، هذا ما شجع مؤسسات كبرى لتركيز وضخ استثماراتها فيه، مثل عمالقة صناعة السيارات الفرنسية رينو وبيجو فقد ضاعفت استثماراتها حوالي تسع مرات من معدل إنتاج السيارات الذي بلغ نحو 60 ألف سيارة عام 2011 ليبلغ نحو 460 ألف سيارة من العام الماضي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post شجرة الأركَان الصامِدة منذ القِدم في التصدي للتصحر
Next post “من الصمود إلى النصر: نهاية الحلم الإسرائيلي