مظاهر اليمين الإسباني ضد سانشيز

شبكة المدارالإعلامية الأوروبية…_لبّى سانشيز مطلب النواب بإصدار قانون عفو عن قادتهم ونشطائهم الذين يلاحقهم القضاء بسبب ضلوعهم في محاولة 2017.

تظاهر مئات الآلاف من الاسبان الأحد بدعوة من الحزب الشعبي اليميني المعارض، للاحتجاج على قانون للعفو عن انفصاليين كاتالونيين طرحه رئيس الوزراء المكلف بيدرو سانشيز، لقاء ضمان دعمهم له للبقاء في السلطة.

وحشد التحرك مئات الآلاف في شوارع 52 مدينة كبيرة في إسبانيا منتصف نهار الأحد، ليقولوا “لا للعفو” عن الانفصاليين، وفق أرقام صادرة عن مسؤولي عدة محافظات ونقلتها وسائل إعلام محلية.

وبعد أسابيع من المفاوضات المكثفة، وقع الحزب الاشتراكي بزعامة سانشيز وحزب “معًا من أجل كاتالونيا” اتفاقًا في وقت مبكر من صباح التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر، حسبما أشار الطرفان، من دون تقديم تفاصيل عن مضمونه.

ويأتي هذا العفو المثيل للجدل، والذي يعتبره قسم من المجتمع بمثابة انتهاك لسيادة القانون، بعد ستة أعوام على محاولة انفصال الاقليم الواقع بشمال شرق إسبانيا، في خطوة تسببت في العام 2017 بإحدى أسوأ الأزمات السياسية في التاريخ الحديث لإسبانيا.

وقال زعيم الحرب الشعبي، وهو أبرز تشكيل في المعارضة اليمينية، ألبرتو نونييس فيخو في خطاب ألقاه بمدريد: “لن نصمت حتى يتم إجراء انتخابات جديدة”، مؤكدًا أن هذه التعبئة تتجاوز حدود أنصار الحزب.

“زرع الشقاق”

وكان نونييس فيخو تصدّر نتائج الانتخابات التشريعية التي أجريت في تموز/يوليو، لكنه فشل في تسميته رئيسا للوزراء بسبب الدعم غير الكافي له في البرلمان.

في المقابل، ضمن سانشيز الذي حلّ ثانيا في الانتخابات، الحصول على تصويت المجلس للاستمرار في منصب رئيس الوزراء، وذلك بفضل أصوات سبعة نواب ينتمون الى حزب الانفصالي الكاتالوني كارليس بوتشيمون، الشخصية الرئيسية في محاولة الانفصال عام 2017.

ولقاء الحصول على هذه الأصوات، لبّى سانشيز مطلب النواب بإصدار قانون عفو عن قادتهم ونشطائهم الذين يلاحقهم القضاء بسبب ضلوعهم في محاولة 2017.

والقانون الذي من شأنه أن يسمح بعودة بوتشيمون إلى إسبانيا، سيعتمده البرلمان بمجرد أن يصادق النواب على تعيين سانشيز رئيسًا للوزراء.

وتعتبر أحزاب اليمين في إسبانيا، إضافة الى جهات قضائية وحتى بعض الشخصيات المعتدلة في الحزب الاشتراكي بزعامة سانشيز، أن قانون العفو المطروح يتعارض ومبادئ المساواة ووحدة أراضي البلاد وفصل السلطات.

في مدريد تجمع نحو 80 ألف شخص بحسب أرقام رسمية، حاملين الأعلام الاسبانية في الساحة الرئيسية للمدينة لابويرتا ديل سول، وهتفوا “بيدرو سانشيز استقل”.

ورفعوا المتظاهرون لافتات تدعو إلى “وضع حد للامساواة”، وأخرى تتهم سانشيز “بخيانة الأمة وزرع الشقاق”.

وقالت المحامية لورا دياز برناردو (31 عاما) التي جاءت للتظاهر في مدريد مغطية جسدها بعلم اسباني إنها لا تشعر “فقط بالغضب والسخط ولكن أيضا بالخوف”، إزاء التحالف بين سانشيز وحزب بوتشيمون.

وأعرب ألبرتو (32 عاما) الذي يعمل مدرسا ويصوت لليمين عن إدانته هذا الاتفاق “الذي وقع وراء ظهر جميع الاسبان الموجودين هنا”.

“نتائج صناديق الاقتراع”

من جهته دعا سانشيز، خلال كلمة أمام منتدى الاشتراكيين الأوروبيين في مدينة ملقة الاسبانية السبت، الحزب الشعبي اليميني الى “تقبل نتائج صناديق الاقتراع وشرعية الحكومة التي سنشكلها قريبا”.

وهو يتولى رئاسة الحكومة الإسبانية منذ العام 2018، وكان حزب فوكس اليميني المتطرف أكد أنه سيلبي الأحد الدعوة الى التظاهر التي أطلقها الحزب الشعبي، قبل أن يشارك في تظاهرات قرب مقار الحزب الاشتراكي الإسباني على امتداد البلاد.

في مدريد، دعا زعيم فوكس سانتياغو ابسكال إلى تعبئة “دائمة” و”متزايدة” ضد “الانقلاب”، الذي يمثله في رأيه الاتفاق بين الاشتراكيين وانفصاليي كاتالونيا.

ويشكل المقر الرئيسي للحزب الاشتراكي في مدريد هدفا منذ نحو أسبوع لتحركات احتجاجية يومية يدعو إليها منظمون قريبون من حزب فوكس. وشهدت هذه التحركات غير مرة خلال الأيام الماضية، مواجهات بين الناشطين المتطرفين وقوات حفظ الأمن الإسبانية.

يورونيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post ماكرون يبرر تصريحاته لإسرائيل
Next post  التقارب الأميركي – الصيني مطلوب عالميا