مركز هامبورغ الإسلامي يثير الجدل داخل ألمانيا
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_ناقش البرلمان الألماني (البوندستاغ) سياسة ألمانيا تجاه إيران يوم التاسع من نوفمبر 2022 ونظر بطلب أحزاب الائتلاف الحاكم، الحزب الاشتراكي الديمقراطي والحزب الديمقراطي الحر (الليبرالي) وحزب الخضر، والمتضمن: ” إمكانية إغلاق مركز هامبورغ الإسلامي ” (IZH) باعتباره محركاً لعمليات النظام الإيراني، وطريقة تحقيق ذلك من الناحية العملية”.
ورداً على هذه الخطوة، يقول محمد علي الحسيني، رئيس “اتحاد الجاليات الشيعية في ألمانيا” (IGS)، الذي ينضوي “المركز الإسلامي في هامبورغ” (IZH) تحت عباءته : “من غير المقبول أن تقوم هيئة حماية الدستور في كل عام منذ 1993 بتسخين المزاعم والتلميحات، ولا تفعل شيئاً، والآن مع اندلاع المظاهرات في إيران يأتي الضغط لإغلاق المركز. هذا بالنسبة لنا عمل دعائي على حساب المسلمين الشيعة هنا في ألمانيا”. ويرى أن ذلك “اعتداء على حرية ممارسة الشيعة لدينهم”.[1]
يذكر بإن المركز أقام مجلس عزاء لقاسم سليماني خلال شهر يناير 2020 وأشاد المركز الإسلامي بحياة سليماني المصنّف على لوائح الإرهاب الأمريكية
فتشت الشرطة 54 عقارا في سبع ولايات اتحادية في إطار التحقيقات ضد “المركز الإسلامي في هامبورغ” (IHZ) . أعلنت ذلك وزارة الداخلية الاتحادية، يوم 16 نوفمبر 2023. ولذلك تجري الوزارة تحقيقًا ضد المركز الإسلامي، مما قد يؤدي إلى حظر الجمعية. وبحسب “بيلد”، كان هناك أكثر من 500 ضابط في الخدمة. وقالت وزيرة الداخلية نانسي فايسر (SPD) إن المركز الإسلامي في هامبورغ كانت خاضعة للمراقبة من قبل المكتب الفيدرالي لحماية الدستور لفترة طويلة وتم تصنيفها على أنها إسلامية. وقالت: “خاصة الآن، في الوقت الذي يشعر فيه العديد من اليهود بالتهديد بشكل خاص، ينطبق ما يلي: نحن بشكل عام لا نتسامح مع الدعاية الإسلامية المتطرفة أو التحريض المعادي للسامية والمناهض لإسرائيل”.
مسجد هامبورغ
يعتبرالمركز الإسلامي في هامبورغ من أهم المؤسسات الإسلامية في ألمانيا ومن أقدم المساجد الشيعية في أوروبا. تم وضع حجر الأساس في عام 1951 ولكن تم تأجيل استكماله بسبب نقص التمويل. عندما هاجر آية الله محمد بهشتي ، رجل دين شيعي بارز ، إلى هامبورغ في عام 1965 ، قام بتطوير أعمال البناء ثم أنشطة المركز. بعد ذلك تم ترقيته إلى مرتبة مسجد دولي ، إلى حد شارك فيه في صلاة الجمعة مسلمون من مختلف الأديان والجنسيات. [2]
ويعتبر مسجد هامبورغ، أهم المراكز الإيرانية في ألمانيا في أوروبا ، تتزايد الدعوات لتقييد عمله لكن مركز هامبورغ تنفي جميع الاتهامات وجاء في بيان صحفي للمركز: ” يعنى أعضاؤنا من المساجد والتجمعات حصريا بالأمور الدينية”. ” وسبق ان ذكرنا في نظامنا الأساسي ، نحن ملتزمون بدستور جمهورية ألمانيا الاتحادية”وإن السياسة الإيرانية ليست ذات صلة بالمركز”. “وأن علاقاتنا الخارجية مرتبطة مع مكاتب كبار العلماء في العالم الإسلامي”.[3]
الرابطة الإسلامية للتجمعات الإيرانية في ألمانيا
تُمثل الرابطة الإسلامية(Islamische Gemeinschaft der Schiitischen Gemeinden Deutschlands) (IGS) أبرز الكيانات الشيعية المتهمة بكونها موالية لإيران في ألمانيا، وتأسست في السابع من مارس 2009 لتكون مجمعًا لأغلب الكيانات الشيعية بألمانيا، إذ تضم تحت مظلتها العديد من المراكز مما يجعلها تبدو كالتنظيم الأم لمنظمات إيران بألمانيا. والبارز في ملف الرابطة هو صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»والتي اهتمت خلال السنوات القليلة الماضية بالرد على الاتهامات التي تطال بعض المراكز كونها دعائم لإيران.[4]
اتفاقية تسجيل المركز الإسلامي في هامبورغ
وقعت حكومة هامبورغ الاشتراكي الديمقراطي آنذاك على اتفاقية عام 2012 مع المنظمات الإسلامية التي تعهدت بالقيم المشتركة والأنشطة السلمية والتسامح ينص العقد على أن المركز الإسلامي في هامبورغ وافق على “التفاهم الدولي والتسامح تجاه الثقافات والأديان الأخرى ووجهات النظر العالمية”. كانت هناك دعوات متكررة من أحزاب المعارضة والخبراء لإلغاء العقد بين مجلس الشورى وهامبورغ. حث ستيفن هينسل ، مفوض هامبورغ المكلف بمكافحة معاداة السامية ، سلطات المدينة في يونيو على إغلاق المركز الإسلامي.[5]
اتخذ مجلس شورى هامبورغ ، وهو اتحاد لمنظمات إسلامية تمثل حوالي 40 مسجدًا ومؤسسات إسلامية أخرى في المدينة ، خطوة ابعاد مركز هامبورغ بعد أن أكدت مصادر المخابرات الألمانية صلاتها بالمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي وقال الرئيس الجديد للمجلس التنفيذي لمجلس الشورى ، فاتح يلدز ، إن مجلس إدارتهم أعيد تشكيله ولم يعد مركز هامبورغ الإسلامي ممثلاً. ومع ذلك ، فإن المركز ، المعروف باختصاره الألماني IZH لـ Islamische Zentrum Hamburg ومسجده الأزرق ، لم يُطرد بالكامل من مجلس الشورى. ويقول فيليب وولدن ، مدير تحرير صحيفة Die Welt Hamburg فإن مركزهامبورغ هو ” مركز يمثل سياسة إيران” في أوروبا ، ويرسل حافلات من النشطاء المؤيدين لإيران إلى برلين للمشاركة في مسيرات القدس السنوية. [6]
البرلمان الألماني يناقش إغلاق مركز هامبورغ الإسلامي
قدم الديمقراطيون المسيحيون من يمين الوسط قرارًا في البوندستاغ ، يدعو فيه إلى إغلاق مركز هامبورغ IZH ومنعه من العمل مع الوكالات الحكومية الألمانية لدعم الاضطرابات الأخيرة التي تحدث في إيران. كان مكتب حماية الدستور ، وكالة الاستخبارات المحلية الألمانية ، ينظر إلى IZH لسنوات عديدة على أنها “أهم تمثيل لإيران في ألمانيا ومركز دعاية مهم” في أوروبا ومن خلال هذا المركز تسعى إيران إلى “ربط الشيعة من جنسيات مختلفة بها ونشر القيم الاجتماعية والسياسية والدينية الأساسية للدولة الإيرانية في أوروبا” . وحكمت محكمة هامبورغ بوقت سابق بطرد نائب رئيس مركز هامبورغ سيد سليمان مصيفار بدعوى دعمه “لمنظمات شيعية متطرفة.[7]
أوضحت سلطة الداخلية في هامبورغ أن إجراء الحظر يقع ضمن اختصاص وزارة الداخلية الاتحادية. وقال المتحدث دانييل شايفر إن هامبورغ مستعدة لتقديم أي دعم للإغلاق . “نفترض أنه (…) سيتم استنفاد جميع الخيارات القانونية لاتخاذ إجراءات ضد المركز.” منذ بداية موجة الاحتجاجات الأخيرة في إيران ، يتعرض المركز لضغوط متزايدة . كان الحزب الديمقراطي الاجتماعي في هامبورغ قد دعا إلى استبعاد المركز من مجلس الشورى. وأعلنت عمدة هامبورغ الثانية ، كاتارينا ويغبنك (الخضر) ، أنها لم تعد تعتقد أنه سيكون من الممكن للمركز المشاركة في عقود المدينة مع المجتمعات الدينية الإسلامية.[8]
كشفت الإستخبارات الالمانية الداخلية يوم 16 يوليو 2021 عن وثائق وأدلة تتوفرها عليها الأجهزة الاستخباراتية الداخلية بألمانيا، تؤكد أن المركز الإسلامي بهامبورغ IZH على “صلة مباشرة” بالنظام الإيراني. ومنذ سنوات وهذا المركز مثار جدل داخل البلاد.أثبتت وثائق جديدة صلة بين المركز الإسلامي في هامبورغ (IZH) والنظام الإيراني. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، نقلا عن مكتب حماية الدستور في هامبورغ أن المركز تمّ تقييمه بكونه أحد “ألمؤسسات الإيرانية الداعم للحكومة في أوروبا”.
وفي تطور جديد، وجه المستشار الألماني أولاف شولتس انتقادات حادة للقيادة الإيرانية، في ضوء الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في البلاد. وقال شولتس في رسالته الأسبوعية عبر الفيديو يوم 12 نوفمبر 2022 : “ما هو نوع الحكومة التي تطلق النار على مواطنيها؟ من يتصرف بهذا الشكل يجب أن يتوقع مقاومتنا”. وقال المستشار الألماني إنه يميل لفرض الاتحاد الأوروبي جولة جديدة من العقوبات على إيران هذا الأسبوع. وأضاف شولتس : “نريد مواصلة تكثيف الضغط على الحرس الثوري والقيادة السياسية”. وتأتي تصريحات شولتس رداً على تهديدات إيرانية سابقة، حيث هدد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان مؤخراً بردود فعل تجاه ألمانيا بعد انتقادات برلين لتصدي طهران العنيف للاحتجاجات.[8]
النتائج
ـ رغم إن الحكومة الألمانية سبق ان اتخذت خطوات لتشديد العقوبات على إيران وإغلاق بعض المؤسسات الإيرانية منها خطوط إيران الجوية و بنك إيران، لكن في الوقت الحاضر، يبدو إن الحكومة الألمانية لا تريد فرض عقوبات أكثر على إيران والسبب يعود إلى إن ألمانيا مازالت تراهن على مصالحها الأقتصادية وأستثماراتها مع إيران تأمل الحصول على أستثمارات أكثر مع اي رفع محتمل للعقوبات ضد إيران. ماعدا ذلك يعتبر موضوع الطاقة، وصادرات النفط الإيراني موضع إهتمام لدى ألمانيا وأوروبا في ظل أزمة الطاقة العالمية، وهذا مايجعل الحكومة الألمانية تفكر كثيراُ قبل اتخاذ اي خطوة جديدة لفرض عقوبات على إيران، وان اتخذت فستكون العقوبات غير مؤثرة وتقليدية مثل تجميد أموال وحظر سفر لآشخاص.
ـ بدون شك إن مركز هامبورغ الإسلامي يعتبر مركز إيراني وعلى مستوى أوروبا، يقوم بتدريب اعداد من الطلبة من انحاء أوروبا، ويرسل العديد من طلبته في حملات تبشيرية داخل أوروبا. المركز أيضا ساهم في مسيرات “يوم القدس” وهذا النوع من المسيرات تم حظرها خلال السنتين الأخيرتين في ألمانيا وحضرت الحكومة الألمانية ايضا رفع الرايات والرموز التي تمجد يوم القدس أو إلى الجماعات والأحزاب التي تقف خلفها.
ـ المركز مسجل بشكل رسمي في ألمانيا منذ عقود ، ويستلم المساعدات من الحكومة الألمانية، وهذا ماأثار غضب العديد من السياسيين، في أعقاب كشف الاستخبارات اللمانية الداخلية علاقة المركز بالحكومة الإيرانية وتحديدا مع مكتب المرشد الإيراني.
ـ تأتي مناقشة البرلمان الألماني “البوندستاغ” “لقضية”مناقشة إغلاق مركز هامبورغ الإسلامي ، نتيجة الضغوطات الداخلية التي تواجه الحكومة الألمانية من داخل الأئتلاف الحاكم والبرلمان وكذلك من التظاهرات المعارضة إلى سياسات إيران التي وصفتها بانها سياسات قمعية. الأنتقادات وصفت ألمانيا بإنها تتخذ سياسات مرنة تجاه إيران، وطالبت الأصوات اتخاذ الحكومة موقف اكثر وضوحا ضد سياسات إيران ضد المتظاهرين.
ـ المداهمات الجديدة التي تقوم بها الشرطة الألمانية تأتي نتيجة هواجس أمنية تعيشها ألمانيا بسبب حرب غزة، كون مسجد هامبورغ ممكن ان يقوم بالتظاهرات والتأييد إلى حماس أو حزب الله.
ـ وبالتوازي مع مناقشة البرلمان الألماني مسألة المركز الإسلامي، لوحت الخارجية الألمانية بانها يمكن ان تضع الحرس الثوري الإيراني على قائمة الحظر، وهذا ماكان موضع تكهنات، يمكن تفسيره محاولة من برلين للضغط على إيران في سبيل اطلاق سراح أو تقديم الخدمات القنصلية إلى بضعة من المواطنيين الألمان لمشاركتهم في تظاهرات داخل إيران، دون التأكد إن كانوا يحملون الجنسية المزدوجة أم لا.
هوامش
هل مرتبط فعلا بإيران؟.. مطالبات بإغلاق المركز الإسلامي في هامبورغ[1]
Israeli Lobby Influence: Hamburg Islamic Center Deputy Head Expulsion[2]
Hamburg Mosque Reportedly a Hotbed for Iranian Propaganda[3]
شبكات إيرانية واسعة داخل المساجد و«الجمعيات الثقافية» في ألمانيا[4]
[5]Iran’s ‘long terrorist arm’ in Germany ousted from Islamic group board
[6]Hamburg Shura Removes Iran Islamic Center From Executive Board
[7]Bundestag mulling over closure of Hamburg Islamic Center
[8]The Islamic Center of Hamburg: The Bundestag demands a ban | NDR.de – News
شولتس يرفض التهديدات الإيرانية لبلاده ويتوعد بعقوبات[8]
المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات