طوفان درنة “قصة واقعية(3)”
اسماء القرقني – (( درنة.. ليبيا))
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_ عاجل على شاشة التلفاز : (سيتم ازالة عمارة برج الشاطيء هذه الليلة ).
دق قلبها بعنف ، مر شريط الذكريات الجميلة امام عينيها، صور جاراتها وموعد القهوة بصحبتهن ، الألفة والمسامرة واصوات الفرح المترددة في جنبات البناء النابض بالحياة ، ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تعيد قراءة الخبر في ذهول وكأن كل ماحدث مازال لايستوعبه عقلها .
برج الشاطيء (الثانية )ذات الطلاء الأزرق كانت ملجأ ومأوى ومنقذاً لها وللكثيرين تلك الليلة.
لم تكن برج الشاطيء عمارة واحدة بل اثنتين متجاورتين ، احداهما يطل بابها على شارع الفتح ( احد تفرعات شارع الوادي) والاخرى بابها في الجهة المعاكسة على البحر، تصدعت الأولى ليلة الطوفان، مالت الى اليمين ومال معها قلبها وقلب كل من على سطحها يرجو النجاة،
-بسرعة بسرعة ، العمارة تسقط مفيش وقت “
مازالت اصوات الرجال وهم يحثونها ان تنفض خوفها وتقفز الى العمارة الثانية يتردد صداها في رأسها ، ضوء البرق وثّق وجوه من آثروا الآخرين على أنفسهم وتأخروا في القفز ،لاتفارقها الغصة وهي تسترجع ملامحهم المستسلمة الموقنة بلحظة النهاية .
سقطت دمعة حارة وهي تعيد قراءة الخبر ، رددت :
الله يسامحك ، صمدتِ وانقذتينا
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_