المواجهة السياسية مع للصهاينه بين التضليل والبطولة
إبراهيم عطا _كاتب فلسطيني
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_بموازاة عمليات القتل والابادة الجماعية التي تمارسها القوات الصهيونية والتي تقابلها مواجهات بطولية للمقاومة الفلسطينية تبهرنا ببسالتها وعملياتها النوعية، هناك معارك اخرى ليست بالدموية ولكنها قد تكون أشرس واكثر خطورة على نتائج هذه المعركة المصيرية، ألا وهي المواجهة السياسية والتي يستخدم فيها الصهاينة ماكينة التضليل والكذب والخداع المدعومة من الولايات المتحدة الإرهابية بكل مؤسساتها وادواتها الاعلامية، وكذلك ماكينة البلطجة والابتزاز التي يستند فيها اليهود على نفوذهم القوي والتغلغل في معظم الحكومات الغربية والمنظمات الدولية…
وربما لم يسلم احد من عمليات الابتزاز والبلطجة التي يتبعها المفسدون في الارض في كل المجالات الاقتصادية والاعلامية والفنية، والتي كانت من اهم الاسباب التي دفعت هتلر للتخلص منهم وترحيلهم عن المانيا النازية، فهم يلجأون لاقصاء والغاء كل من يعارض سياسة الاحتلال والاجرام او يدعم باي شكل من الاشكال الحقوق الفلسطينية…
وقد زادت وتيرة البلطجة هذه منذ انطلاق طوفان الاقصى والحرب الحالية بعد قيامهم بارتكاب عشرات المجازر الوحشية، وقد طالت هذه الحملات الكثير من الدول والحكومات ومسؤولين كبار وشخصيات عالمية…
- شنوا حملة كبيرة على الامين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتييريش وطالبوه بالاستقالة فقط لانه قال ان القضية لم تبدأ يوم ٧ اكتوبر…واتهموه امس بدعم الارهاب لانه قام بتفعيل المادة ٩٩…
- وجهوا لرئيسي وزراء اسبانيا وبلجيكا الاتهامات والكثير من الضغوطات السياسية وقاموا باستدعاء السفراء وطالبوهما بالاعتذار فقط لانهما تحدثا عن الاعداد الكبيرة من الضحايا المدنيين…
- اجبروا الملياردير الون ماسك على السفر الى “مستعمرة اسرائيل” وزيارة كيبوتس قريب من قطاع غزة ليعتذر ويكفر عن “ذنبه” الذي ارتكبه عندما تجرأ وغرد ببعض الكلمات عن حقيقة اليهود والصهيونية…
- ابعدوا الممثلة المكسيكية ميليسا باريرا عن بعض أعمالها الفنية فقط لانها عبرت عن تضامنها مع القضية الفلسطينية…
- اجبروا نادي مينز الالماني على الغاء التعاقد مع لاعب كرة القدم الهولندي من اصول مغربية أنور الغازي بسبب رفضه عمليات القصف على غزة…
- حاربوا عارضة الازياء الامريكية من اصول فلسطينية، بيلا حديد، على كل المستويات بسبب تمسكها بدعم القضية …
- بعثوا بتهديدات للنجم الفرنسي ديلان ثيري لانه ظل متمسكا بتأييده للحقوق الفلسطينية…
- هاجموا خبيرة التجميل الامريكية من اصول عراقية هدى قطان وهددوا بمقاطعة منتجاتها بسبب دعمها وتبرعها لاطفال فلسطين…
وهناك العشرات وربما المئات من حالات الابتزاز والبلطجة اليهودية والتي قد يعتبرها البعض نوع من انواع القوة والتأثير والسلطة الطبيعية، ولكنها في الحقيقة جرائم تنمر غير اخلاقية وغير قانونية بالرغم من أن البعض رضخ لهذا الابتزاز وانساق معهم كما فعلت المانيا التي قررت فرض الاعتراف باسرائيل وادانة حماس على شروط الحصول على الجنسية، وكذلك بعض الولايات الامريكية التي اصدرت مؤخرا قرارات تعتبر معاداة الصهيونية هو معاداة للسامية…والادهى من كل ذلك هو صمت العالم المريب حول المجازر وجرائم الحرب اليومية التي يرتكبها اليهود في غزة، فما هو الا رضوخ لهذا الابتزاز ونوع من الانسياق والعبودية…
فهذا العالم الذي ينجر ويرضخ للبلطجة والابتزازات الصهيونية هو عالم منحط ومنافق وغير إنساني وقد تحول إلى شيطان اخرس وهو ينظر الى الاعمال الهمجية…
ومن ناحية اخرى، نقول للولايات المتحدة الإرهابية ولحليفاتها الاوروبية وبعض الانظمة العربية التي تصر على تكرار الحديث عمن سيحكم قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، نقول لهم عليكم ان تفكروا وبشكل جدي في سيناريو ما بعد “مستعمرة اسرائيل”، لان اللعبة أوشكت على النهاية وبدأت ساعة الحقيقة لتفكيك المستعمرة الصهيونية…
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_