إنه قرار
د. ناهد سليمان توميه (ليبيا)
لن أعيش
درب الإنتظار
رحلتُ
تركتُ لك الطريق
مفروشاً بالتمني
لعلَّه يوقظ فيك
بعضاً من نفحات ذكرى
كانت جميلة
في فضاء جميل
مملوء بالفرح والمرح
والضحك والغناء
وبراءة طفلة
رحلتُ
لتعيشني
مصاحباً لندمك
وحزنك وألمك
وسهدك وشجنك
تركتُ لك الذكرى
مكتوبة بهمسات
حبرٍ مخفيّ
بين السطور
خلف كل حرفٍ مكتوب
لعلها توقظ فيك بعض من
نفحات نجوى
ولحظات نشوى
كانت عابرة
كانت جميلة
لكنها في لحظة
صارت ركاماً
فرشتُ لك
فسحة من قلبي البريء
كي تشعل فيه
بصيصاً من حب
وشمعة من حياة
لكنك آثرت قلوباً أخرى
مملوءةٌ بالفقر واليأس
والبؤس والشكوى
تلجأ إليها في كل مرَّة
لعلك تجد لك مكاناً فيها
كي تزاحم الآخرين
لن أنتظر خيال
تركت لك الخيال كلّه
يعبث بك كما يشاء
يأخذك إلى أماكن أخرى
مجهولة
مهجورة
مقفرة
يابسة
عابسة
ليس فيها سوى
أشباح أموات
وبقايا قلوب محطمة
تستجدي العطف
لم أكن أعلم
أن القلوب الضعيفة
يمكن أن تتمايل
يمينا وشمالا
مع كل نسمة يأس عابرة
ليس فيها هناء
ولا قرار
ولا استقرار
لانها لا تعرف
سوى اليأس والمرار
لم أكن أعلم
أن قلبي الطفل البريء
قادر على خوض
كل تلك المعارك
داخل ثناياه
في صمت
بعد أن أفشى لك سرَّه
وسلَّم لك أمره
في سلة من ذهب
أُرسلت إليك هدية
من السماء
لم أكن أعلم
أن تلك الكلمات الساحرة
التي أرسلتَها إليَّ
كانت فقط
من نسج تلك اللحظة
أو ربما من لحظاتك السابقة
أخرجتَها من خزانتك
المُعدَّة للإستعمال الفوري
ثم احتفظت بها
للحظاتك القادمة
في فوضى عارمة
مع غيري
لم أكن أعلم أشياء كثيرة
لم أكن أعلم أن
الوعد الحُر الصادق
ليس له وجود
وأن الكلمة الحقَّة
ليس لها قرار
وأن القلوب الضعيفة
لا تحفظ العهود
ولا الوعود
لكنك أصبحتَ قراراً
مجرَّد قرار
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية …_