المرأة التي تعمر الأماكن ..
نعمة محمد الفيتوري (( ليبيا))
المرأة تعمر الأماكن التي تحب
تسكب نفسها
والمتساقط منها عفوا في زواياها
حتى تتلاشى فيها
اليوم المتكرر يفرض كل شيء
القبلات الخانقة
الأجساد المرتمية بلا إنحناءات
الوقت السخيف
الممتد بلا ضمير
والمحسوب عليها
المرأة التي تعمر الأماكن
ترمم سقف العلاقة
يمتص الجميع شهدها
كنحلة دؤوب بلا هدنة
حتى تجف
روحها كعقرب ساعة معطلة
تنظر في عين حبيبها
لا تراها
تتساءل عن خطواتها الماضية
أين تاهت ؟
تنام مبكرا
وتعجن أرغفة الخيبة صباحا
ترش الكثير من الملح على بقية اليوم
لتستسيغ الحكاية
تحشر أصابع اللوعة في عين مرآتها
لتخرس ..
تدفن الندم بين خصلات شعرها
تقلب رزنامة الحائط بقلق
وكل يوم تردد سأستمر
المرأة التي تعمر الأماكن
تقتلها الوحدة
يقتلها تشابه النهارات
وخذلان الليالي المتوحدة
والآلام الباهتة
الالآم غير المبررة من أفعال تشبهها
الأسقف الآيلة للسقوط تختار
المرأة التي تعمرها لتنهار فوقها
تركض عارية
عارية من كل شيء
فقط لتطلق صرخة :
أن كفى .
شبكةالمدارالإعلامية الأوروبية…_