خواطر شعرية
د. ناهد سليمان تومية
إقترب العام الجديد
كما كل عام …
واقتربت معه
التوقعات والتكهنات
كما كل عام …
فُتحت له إذاعات
ومحطات وقنوات
كما كل عام …
وفُتحت معه
قلوبٌ وعقولٌ
وأحلامٌ وأمنيات
كما كل عام …
ننظر إليه يقترب من بعيد
وكأننا ننظر إلى عامٍ جديد
لا نعرفه بالمرَّه
يقترب منا رويداً رويداً
ولأول مرة
ثم يبتعد عنَّا سريعاً
ولآخر مرة
ليعود في العام الذي بعده
ويلمُّ ما في الجرَّة
في خزانتِه …
فوق رفِّ الزمن البالي
وتحت رفِّ الأمنيات الخالي
يقذف بكل الجرَّات الممتلئات
بالأمنيات الجميلات
له منها العديد العديد
يقفل عليها بقفل من حديد
ثم يذهب ليأتي من جديد
ويأخذ المزيد المزيد
لكنه
وقبل أن يعود من جديد
يفتح قفل خزانته الحديد
بيده يُمسك الجرَّات
بكفِّه يطحن الامنيات
والاحلام والتوقعات
لتصير فُتاتٍ فُتات
بذراعه الطويلة
يرسم دائرة كبيرة
ثم يرمي بالفتات بعيداً
خلف حائط الخيبات
ليعود من جديد
ويلمُّ الجرَّات الجديدات
ومازلنا نحن
أصحاب الجرَّات
ننظر إليه يأتي ويذهب
مرَّات ومرَّات
ثم يأتي ويذهب
آلاف المرَّات
ومازلنا ننظر اليه
بعيون التوسُّلات
نعطيه الجرَّات الممتلئات
بالتوقعات والتكهنات
والأحلام والأمنيات
وهو ولا يعطينا
سوى الخيبات ثم الخيبات
شبكة المدار الإعلامية الأوروبية…_