الموساد المهام واستراتيجية تعقب عناصر حركة “حماس”

شبكة  المدار الإعلامية  الأوروبية …_تتألف الاستخبارات الإسرائيلية من عدة أقسام، منها جهاز الموساد الذي يُعنى بجمع المعلومات والعمليات السرية خارج إسرائيل، ويعد الموساد أحد المؤسسات المدنية فى إسرائيل، ألقى هجوم حركة حماس بظلال من الشك على مدى كفاءة عمل جهاز “الموساد” وأثار تساؤلات حول مدى استعداد الجهاز في مواجهة حركة حماس، وأثبت أن هذه العملية كشفت عن القدرات الاستخباراتية الإسرائيلية الغير فعالة.

“الموساد” جهاز المخابرات الخارجية

النشأة والتأسيس : تأسس في ديسمبر عام 1949، “الموساد” اختصار لـ”استخبارات ومهمات خاصة” وهي وكالة استخبارات إسرائيلية خارجية، مقره الرئيسي في “تل أبيب”، تحديدا يقع في منطقة “مفترق جليلوت”. يعمل الموساد بتوجيهات من القادة الإسرائيليين وفقاً للمتطلبات الاستخباراتية والمهام المتغيرة، يتميز بالكتمان والسرية في أداء عمله. أُعيد تنظيم الموساد ليصبح الذراع الخارجية لإسرائيل وتحت إشراف مكتب رئيس الوزراء بشكل رسمي. بدأ الموساد في تنفيذ مهامه خارج حدود إسرائيل في الثامن من فبراير1951.

يحث موقع الموساد الإلكتروني، متصفحيه على التواصل معه، من أجل “فتح آفاق جديدة للعمل”. كما يشمل الموقع شرحا لما تروج لها إسرائيل على أنها سبل لحماية أمنها. هناك روابط بلغات متعددة من بينها العربية والفارسية، مما يعكس اهتمام الحكومة الإسرائيلية بزرع عملاء لها في أماكن عدة.

الموظفين : يوظف (الموساد)، نحو (7) آلاف شخص بشكل دائم، مما يجعله ثاني أكبر وكالات التجسس في العالم، بعد وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA). ولا يحظى العاملون به برتب عسكرية، إلا أن جميع الموظفين فى جهاز الموساد قد خدموا فى الجيش الإسرائيلى، وأغلبهم من الضباط. وألحق بجهاز “الموساد” مدرسة لتدريب العملاء مركزها الرئيسى، فى مدينة “حيفا” شمال إسرائيل ويتم فيها التدريب على قواعد العمل السرى والتجسس.

الأقسام الرئيسية لـ”الموساد” : يقسم الموساد إلى (3) أقسام رئيسية أولا قسم المعلومات، وهو يتولى جمع المعلومات وتحليلها، ووضع الاستنتاجات بشأنها، ثانيا قسم العمليات، يتولى وضع خطط العمليات الخاصة ، ثالثا قسم الحرب النفسية، وهو يشرف على خطط العمليات الخاصة بالحرب النفسية وتنفيذها، مستعينًا بجهود القسمين السابقين.

الميزانية : بلغت جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلي الموساد للعام 2018 نحو (مليارين و300 ) مليون دولار أميركي، ووصلت هذه الميزانية في العام 2019 إلى (مليارين و700 ) مليون دولار أميركي. 

أبرز الوحدات الفرعية في “الموساد”

الوحدة “تيفل” : تعتبر وحدة للعلاقات المخابراتية والدبلوماسية، كما تعتبر أكبر دائرة في دوائر “الموساد”، وتتولى “تيفل” ‏المهمات السياسية والعلاقات مع الأجهزة الأجنبية، معظم من عمل في هذه الدائرة “تيفل” هم ممن تقلدوا مناصب سفراء.

الوحدة “سومت” : هي الوحدة المسؤولة عن العمليات الخاصة في “الموساد”، والاغتيالات في الموساد، وتهتم بتشغيل عملاء وضباط لجمع المعلومات في جميع الدول.

الوحدة “كيدون” : تشكلت فى 13 ديسمبر 1949 يقضى المجندون فى هذه الوحدة ما يصل إلى عامين فى التدريب فى صحراء النقب، ثم يتم تعيينهم فى وحداتهم الخاصة، تتألف مما يقارب (40) عنصرا متخصصا في أساليب التصفية والاغتيال. وهناك معلومات استخباراتية أخرى تفيد بأنها تتكون من فرق، كل فرقة تضم (12) شخصا، ويقدر أنه حتى عام 2013 بلغت عدد العمليات التي نفذتها الوحدة أكثر من (75) عملية في جميع الدول.

الوحدة “نبيعوت” : تعد الحدة المسؤولة عن عمليات التسلل إلى ” أرض العدو”، وجمع المعلومات بالوسائل الإلكترونية، مثل أجهزة التنصت والتصوير وغرس آلات تنصت في “أرض العدو” أو أي مكان آخر في العالم.

الوحدات غير التنفيذية في “الموساد” جهاز المخابرات الخارجية

تشمل الوحدات غير التنفيذية في “الموساد” القسم الاستخباراتي، يتضمن قسم الأبحاث وتقدير الموقف السياسي، ويهتم بتحديد الأهداف بعيدة المدى للموساد، القسم “تسفريريم” يهدف إلى حماية المواطنين والدفاع عنهم في جميع الدول، قسم الوحدة التكنولوجية، يُعنى القسم بالتكنولوجيا ويعمل بشكل متناسق مع الوحدات التنفيذية في الموساد، لدعمها بالتكنولوجيا والأدوات التقنية اللازمة.

مهام جهاز الموساد

يتولى الموساد جمع وتحليل المعلومات والبيانات الاستخباراتية والسياسية والعسكرية والأمنية، ووضع وتقييم الاستنتاجات والتنبؤات بشأنها، وتحديد الأهداف بعيدة المدى لأمن إسرائيل، كذلك وضع خطط العمليات الخاصة، بالحرب النفسية، وجذب واستقطاب العملاء لجمع المعلومات على المستوى الدولي. يجمع “الموساد” المعلومات بالوسائل الإلكترونية، وتننفيذ عمليات الاغتيال، وتقديم توصيات وتقارير إلى الجهات الرسمية السياسية والأمنية في إسرائيل.

دور النساء داخل الموساد

تشير التقديرات الى أن النساء يمثلن حوالي (20%) من القوى العاملة في المهام التمهيدية، والتكتيكية ‏داخل “الموساد”، اقتصر دور النساء في “الموساد” على ما يطلقون عليه “مصائد العسل”، أي على الإغراء والإغواء والمراقبة. لكن مع الزمن تحوّلن إلى المشاركة في عمليات الاغتيال، ووصلن إلى مراتب عليا في جهاز الاستخبارات الإسرائيلي، ولعل أول ما لفت النظر إلى دور النساء في “الموساد” هو دور اثنتين منهن في عملية اختطاف الضابط “أدولف أيخمان” من الارجنتين، في عام 1960، ونقله إلى إسرائيل على متن طائرة “ال عال”، وهي العملية التي قام بها ثمانية من العملاء بينهم امرأتان.

“ليبرتاد” صندوق التجسس الخارق

أعلن الموساد في 27 يونيو 2017 عن إنشاء صندوق “ليبرتاد” بهدف الوصول إلى تقنيات وأفكار جديدة في مجال التجسس. الغرض من إطلاق الصندوق بناء قدرة ابتكارية والحفاظ على تفوقه التكنولوجي وتعزيزه، وذلك من خلال الاتصال بالشركات المدنية الناشئة في مجال التكنولوجيا المتطورة، وتقديم أفكار جديدة في (5) مجالات عام 2017، منها التقنيات الروبوتية المبتكرة، الطاقة، والتقنيات المبتكرة لتشفير المعلومات بسرعة عالية، سقف التمويل الذي يمنحه للمشروع الواحد يشمل نحو (570) ألف دولار.

عملية “نيلي” لمطاردة قادة حماس

أسست إسرائيل وحدة خاصة من عملاء “الشين بيت ـ الشاباك” (جهاز الأمن الداخلي) والموساد (جهاز المخابرات الخارجية) أطلق عليها اسم “نيلي”، مهمتها تعقب أعضاء حركة حماس المسؤولين عن هجوم السابع من أكتوبر2023 والقضاء عليهم. يقول “أهرون بريغمان” الباحث السياسي الإسرائيلي في كينغز كوليدج بلندن الذي كتب دراسات عن المخابرات الإسرائيلية مشاركة الموساد تعني أن “قادة حماس الذين حددتهم إسرائيل كمنظمي خطة الهجوم ستتم ملاحقتهم حتى في الخارج، سواء في تركيا أو قطر،على سبيل المثال”، ومن المحتمل أن تكون قائمة أهداف عمليات الاغتيال غير نهائية.

ثغرات داخل الموساد الإسرائيلي

ألقى هجوم حركة حماس بظلال من الشك على مدى كفاءة عمل جهاز “الموساد” وأثار تساؤلات حول مدى استعداد الجهاز في مواجهة حركة حماس. وأثبت أن هذه العملية تثبت فعليا أن القدرات الاستخباراتية الإسرائيلية في غزة لم تكن جيدة. أكد رئيس الموساد السابق “إفرايم هاليفي”، ما جرى في غلاف غزة والمستوطنات الإسرائيلية المحيطة بالقطاع في السابع من أكتوبر 2023 أن القوات الإسرائيلية لم تتلق أي تحذير من أي نوع، واصفاً تغلغل عناصر من الفصائل الفلسطينية إلى مدن إسرائيلية بالمفاجأة التامة. أضاف “لم نكن نعلم أن لديهم هذه الكمية من الصواريخ، وبالتأكيد لم نتوقع أنها ستكون فعالة كما حصل”، وشددد على أن هذا الهجوم كان فريدا من نوعه ولأول مرة يحصل أن يتمكن عناصر فلسطينيون من “التوغل في عمق إسرائيل والسيطرة على عدد من القرى”. 

إسرائيل تغتال نائب رئيس حركة حماس صالح العاروري

نعت حركة حماس يوم الثاني من يناير 2024  مقتل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، صالح العاروري، واثنين من قادة القسام  من جرّاء انفجار وقع في الضاحية الجنوبية لبيروت.وكانت قد ذكرت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية أن طائرة إسرائيلية بدون طيار قصفت مكتبا لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت اليوم الثلاثاء مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص. وقال مصدران أمنيان إن ناشطا فلسطينيا كبيرا ربما قتل في الحادث.

ويعتبر العاروري من مؤسسي كتائب “عز الدين القسام”، الجناح المسلح للحركة، إذ بدأ في الفترة الممتدة بين عامي (1991 – 1992) تأسيس النواة الأولى للجهاز العسكري للحركة في الضفة الغربية. وفي عام 1992، أعاد الجيش الإسرائيلي اعتقال العاروري، وحكم عليه بالسجن لمدة 15 عاماً بتهمة تشكيل الخلايا الأولى لكتائب القسام بالضفة.وأفرج عن العاروري عام 2007، لكن إسرائيل أعادت اعتقاله بعد ثلاثة أشهر لمدة 3 سنوات (حتى عام 2010)، قبل أن تقرر المحكمة العليا الإسرائيلية الإفراج عنه وإبعاده خارج فلسطين. وتم ترحيله آنذاك إلى سوريا، واستقر فيها ثلاث سنوات، قبل أن يغادرها ليستقر في لبنان، حتى اغتياله. وعقب الإفراج عنه عام 2010، تم اختيار العاروري عضواً في المكتب السياسي للحركة. وكان العاروري أحد أعضاء الفريق المفاوض من حركة “حماس” لإتمام صفقة تبادل الأسرى

تقييم وقراءة مستقبلية

– يرجع فشل الاستخبارت الإسرائيلية في إحباط هجوم حماس إلى وجود أخطاء في التحليلات والتقديرات الاستخبارتية. ومن المرجح أيضا أنه قصور في استعداد القوات الخاصة الإسرائيلية. وجود مشكلة في الإجرءت الاستباقية لدى الأجهزة الاستخباراتية وفشل محتمل في تحليل المخاطر.

– تواجه إسرائيل العديد من الأزمات الداخلية مع استقطاب حاد وانقسام مجتمعي كانت سببا في إضعاف الأمن القومي وتشتيت انتباه أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، وربما تكون استغلت حماس تلك الأزمات في الداخل الإسرائيلي لتنفيذ الهجوم.

– يمكن القول أن تكون مهمة ملاحقة قيادات حركة حماس خارجيا معقدة، خاصة لأن القيادات يتخذون إجراءات أمنية مشددة لحمايتهم، ولاتتوافر المعلومات الكافية عن أماكان تواجدهم.

– يدفع تصعيد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلىتسريع وتيرة عمل “الموساد” الآن عند نقطة عالية من حيث نشاطه على المستوى الدولي، لحماية السفارات المصالح الإسرائيلية، لا سيما عن بعد الكشف عن نجاح الموساد في إحباط عمليات إسرائيليين في دول أوروبية.

– من المحتمل بعد تصعيد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، أن تكون هذه بداية للعديد من العمليات السرية الإسرائيلية لملاحقة قيادات حماس على المستوى الإقليمي والدولي.وقد يدقغ ملاحقة إسرائيل إلى قيادات حركة”حماس” في الخارج، إلى استهداف “حماس” للمصالح الإسرائيلية.

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Previous post  الذكاء الاصطناعي في 2024
Next post ما قبل ٧ اكتوبر .